الترسيم: المسودّة الأخيرة وصلت.. والتوقيع خلال أيام؟
أساس ميديا
مجدّداً سينكبّ لبنان على دراسة المسودّة التي تسلّمها فجر اليوم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من الوسيط الأميركي آموس هوكستين.
في نهاية المطاف فإنّ الأجواء إيجابية والغلبة لترجيح الاتفاق وتوقيعه. لكن ما ليس مؤكّداً بعد هو رغبة إسرائيل بهذا التوقيع قبيل الانتخابات الإسرائيلية أو تأجيله إلى ما بعد صدور نتائجها. وهذا ما قد يهدّد الاتفاق مجدّداً.
اختراق عراقي؟
وكانت إسرائيل استكملت مسارها التصعيدي في التعاطي مع الاتفاق وملاحظات لبنان بشأنه. واستُتبع ذلك مع إعلان شركة “إنيرجين” المشغّلة لخزّان الغاز أنّها بدأت باختبار ضخّ الغاز في الحقل من البرّ إلى البحر وليس العكس، بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية. وتبيّن أنّ الوسيط الأميركي أعلم لبنان بذلك مطمئناً إلى أنّ الخطوة تقنية تتعلّق بضخّ الغاز من البرّ إلى البحر وليس العكس. وكان لافتاً أيضاً ما تحدّثت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية من أنّ قراصنة عراقيين اخترقوا موقعَيْ شركتَيْ الغاز “إنيرجين” و”نتيفي غاز يسرائيل” تزامناً مع خطوات الضخّ التجريبي.
لكن على الرغم من كلّ الأجواء المشحونة والتهديدات الإسرائيلية التي كانت توحي بصعوبة تمرير الاتفاق، فإنّ مصادر وثيقة الصلة بالملفّ أكّدت لـ”أساس” أنّ كلّ ذلك الشحن والتصعيد في المواقف الإسرائيلية لا يلغيان أنّ المفاوضات كانت لا تزال متواصلة بين المكلَّف متابعة الملفّ بوصعب والوسيط هوكستين، الذي أوفى بوعده بتسليم الصيغة النهائية من الاتفاق مرفقة مع الملاحظات الإسرائيلية فجر اليوم.
استمرار التفاوض
في ما يتعلّق بالجواب الإسرائيلي النهائي على ملاحظات لبنان، قالت المصادر إنّ “الموضوع غير متوقّف على ردّ كتابيّ، بل هناك مفاوضات أخذ وردّ، والوسيط الأميركي كان ولا يزال مصرّاً على حلحلة العقد أينما وُجدت”. وفي ما يتّصل بالاختبار الذي تقوم به شركة “إنيرجين”، أشارت المصادر إلى أنّ “لبنان على علم مسبق بقيام الشركة المشغّلة لخزّان الغاز باختبار ضخّ الغاز في الحقل من البرّ إلى البحر، وهذه ليست المرّة الأولى التي تُجري فيها مثل هذا الاختبار ذي الهدف التقني البحت”.
وعلم “أساس” أنّ لبنان تمسّك بأربع ملاحظات، وهناك ملاحظات أخرى توزّعت بين المهمّة وغير الإلزامية، أي أنّها قابلة لإعادة النظر لأنّها لن تؤثّر على ما حقّقه لبنان من مكتسبات. وأهم الملاحظات تتعلّق بعمل الطفافات على الحدود المائية والجزء من حقل قانا الذي ستدفع شركة توتال الفرنسية تعويضا لإسرائيل بشأنه.
حيرة متعددة
تأجيل إتمام الاتفاق كان سيخلق عقبات كثيرة أبرزها وأهمّها الاتفاقات الموقّعة مع الشركات المتخصّصة بالتنقيب والاستخراج، وفوز بنيامين نتانياهو الذي إن حصل فسيعيد الملفّ إلى بداياته ويتحرّر من بنوده.
ليس الوضع من الجانب اللبناني أفضل حالاً، إذ يصادف أن يكون التفاوض من أجل الاتفاق في آخر عهد ميشال عون وفي ذروة الخلاف السياسي على تشكيل حكومة، بينما الحاجة ملحّة إلى توقيع مثل هذا الاتفاق. لكنّ ثمّة مسائل جوهرية كانت عالقة ترتبط بخطّ الطفّافات الذي لا يعترف به لبنان، وخط B1 وصولاً إلى رأس الناقورة الذي تصرّ إسرائيل على شموله بالاتفاق. فيما كان المخرج الذي اقترحه الوسيط الأميركي لتسريع التوصّل إلى اتفاق هو الابتعاد عن النقاط الخلافية وتأجيلها إلى مراحل لاحقة.
في النهاية نجح هوكستين في صياغة نصّ ملتبس بعباراته وحمّال أوجه وقابل للتأويل من الجهتين. وقد كان الخلاف “حول كلمة واحدة”، كما قال جبران باسيل في حديث تلفزيوني منتصف ليل أمس. لذا انكبّ الفريق القانوني بين لبنان وأميركا على إعداد صياغة قانونية للاتفاق وصياغة التعابير بشكل واضح يُزيل الالتباس. ووفق التعليمات التي تعاطى لبنان على أساسها فإنّ المنحى هو تمرير بعض الملاحظات التي قد لا تؤثّر على فحوى الاتفاق وتحرص على عدم تعقيد الأوضاع إلى حدّ يسمح لإسرائيل بأن تنقلب على الاتفاق.
مصادر مطلعة على الموقف الاميركي أكدت لموقع “أساس” جدية الأجواء الإيجابية وقالت إنّ الجانب الاميركي ضغط في كل الاتجاهات من أجل تمرير الاتفاق بسبب وجود مصلحة أميركية في انتهاء الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل خاصة في ظل توتر الأجواء الروسية الأميركية وتفاقم خطورة الوضع في أوكرانيا.
بالموازاة نقلت أجواء لبنانية أنّ الحلحلة الكبيرة التي شهدها الاتفاق مصدرها كلمة سرّ عند كل الأطراف بتقطيع الاتفاق بشكل أو بآخر ليتم الانتقال إلى بحث التوقيع وآليته وإذا كان سيتم مباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق أو بعد ذلك بأسابيع، وفق ما ورد في النصّ المكتوب.