لطالما نصّب آل سعود أنفسهم ومن معهم من حثالة الأمة، كمرجعيات وعلماء ومشايخ لشعوبهم وأتباعهم من الأمم، وفي كل مرة نسمع فيها عن فتوى أو قرار صادر عن هيئاتهم، يتبادر إلى أذهاننا مقولة شعبية مفادها: ” كيف لأفسد أمة أن تعيش على أطهر أرض”؟
أظن أن لهذه المقولة مسوغاتها ودلائلها العميقة، ففي كل مرة تثبت خرافات وحماقات آل سعود صحتها ومصداقيتها، ولعل ما استجد مؤخرًا في فعاليات “اليوم الوطني السعودي” هو خير دليل وبرهان.
هيئة الترفيه السعودية: حين يصبح المنكر حلالًا!
أسست السعودية في عام 2017 ما يسمى بـ “الهيئة العامة للترفيه” لتطوير القطاع الترفيهي “ومواكبة كافة نواحي التكنولوجيا الحديثة”. أتى تأسيس هذه الهيئة تحت مجموعة من الأهداف والغايات، ولكن يبدو أنها اصطدمت نوعًا ما بالواقع الهزيل الموجود لديهم.
هذه الأنظمة التي تأسست وطغت واستكبرت وقامت على أسس الجهل والبغض والكره، كيف لها أن تتطور وتنمو وتنفتح على العالم بين ليلة وضحاها؟ وما يشهده المجتمع السعودي اليوم هو خير دليل على أن ما يعيشه هو كارثة مجتمعية أخلاقية ودينية بكل ما للكلام من معنى. والشواهد والأمثلة على ذلك كثيرة، يرويها متابعون كثر من أبناء مجتمعهم ورجال الدين لديهم.
فوفقًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي وشهود عيان، شهدت الاحتفالات التي أقيمت في “اليوم الوطني السعودي” العديد من حوادث التحرش واللباس الخادش للحياء، في ظل انعدام الرقابة من قبل هيئة الترفيه السعودية. وقد ترافق ذلك مع العديد من المناشدات التي أطلقها رواد مواقع التواصل لأولياء الأمور بضرورة الانتباه لأبنائهم في ظل الحوادث غير الأخلاقية الكارثية المنتشرة في البلاد والتي أصبحت شائعة في الكثير من الأماكن العامة!
بالإضافة إلى ما سبق، سيشهد النظام السعودي افتتاح “منتجع سندالة” في مدينة “نيوم” في العام المقبل، ضمن خطوة من مجموعة خطوات “التغريب” التي تجري على الشباب السعودي، والمنتجع هو عبارة عن حانات للخمور والنبيذ.
وربطًا بالانفتاح وانتشار حفلات الترفيه، وعلاقة ذلك بانتشار ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات، فقد كشف تقرير لشبكة “CNN” الأميركية أن السعودية أصبحت عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط خصوصًا في السنوات الخمس الأخيرة.
والجدير بالذكر، أن الكثير من إاحتفالات الفسق التي تقيمها هيئة الترفيه، تقام على مقربة من الحرم المكي، حيث يمنع القانون إقامة الحملات في هذه المناطق في أوقات الصلاة وتلاوة القرآن، ليسمح بعدها بفتح الباب على مصراعيه لهذه الحفلات في الأوقات الأخرى!
تعد هذه الأمثلة مجموعة من الكثير من الشواهد والنماذج غير الأخلاقية وغير المشرفة للأمة الإسلامية التي يدعي آل سعود الانتماء لها.
من كان مجتمعه فاسقًا لا يرمي الشعوب بالفتاوى
يترك الواقع الحالي للمجتمع السعودي دلالات كثيرة وتنبؤات عديدة عن مستقبل هذا المجتمع، فما يبنى على باطل، سينمو على الباطل، لتكون نهايته قذرة.
ما يهم في الأمر، ليس ما ستؤول إليه الأحوال في “مملكة الفسق”، بل بما تغدقه هذه المملكة على شعوب المنطقة من أحكام وتوصيات وشروط وفتاوى في محاولة لإحكام سيطرتها على الأمم وتجسيد سياسة الاستكبار العالمية والشيطنة، هذه المحاولات التي تأتي تزامنًا مع ما تشنه “مملكة الخير” من حروب وإجرام ودمار ومجازر بحق أبرياء الشعب اليمني المظلوم لتحقيق أهداف واهية وحقيرة يدفع ثمنها الشعب اليمني البريء.
لم تقدم السعودية يومًا أي عمل يشكل نموذجًا مشرفًا للتاريخ الإنساني، فهذه المملكة التي تلطخ تاريخها بالدم والإجرام والفسق والتطبيع لا يمكن أن تقدم للإنسانية سوى أحقر مشاهد الظلم والجور والفسق، وما “قاطرة الانفتاح” التي شهدناها مؤخرًا لدى المجتمع السعودي سوى جزء من سياسة الفساد الأخلاقي والديني التي يقف وراءها الشيطان الأكبر أميركا، والتي تحاول جاهدة استغلالها واستفزازها معتمدة بذلك على غباء وجهل حكامها، وهم بالتالي ليسوا سوى أدوات في لعبة كبرى، سينتهون فور انتهائها.
يقف العالم اليوم متفرجًا على جهل وفسق وإجرام السعودية بحق أطفال وشعب اليمن من جهة، وعدوانية وحقارة الصهاينة بحق أطفال وشعب فلسطين من جهة أخرى، كأنهما وجهان لعملة واحدة ونموذج واحد من الإجرام العالمي والذل والعار، وإن كان هؤلاء قد نسوا يومًا ماضيهم الحافل بالدم والقذارة، فإن وحشيتهم ستظل خالدة في ضمير كل حر وشريف ومقاوم.