لبنان يوقع مع إسرائيل خلال أيام

 

أساس ميديا

ملاحظتان جوهريتان رئاسيتان على الجواب الأميركي الأولى تتصل بوجوب عدم إنخراط لبنان بتوقيع اتفاقية مع إسرائيل، والثانية على تثبيت “عدم صلة لبنان بأية تعويضات” لتل ابيب. هاتان الملاحظتان إذا ما تم تجاوزهما فـ “سيوقع لبنان خلال أيام المسودة وليس أسابيع”.

خلاصة الملاحظات على ورقة الوسيط الاميركي في الترسيم البحري آموس هوكستين عبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه برّي عاكساً أجواء إيجابية سادت اجتماعَ بعبدا الرئاسي والتقنيّ. فرئيس المجلس الذي دخل اجتماع بعبدا متوسّلاً إلى الله: “إن شاء الله قمحة”، خرج منه يقول: “قمحة ونص”.

ارتياح لبناني عام لملف الترسيم

تنقل مصادر المجتمعين أنّ أجواء من الارتياح سادت خلال الاجتماعين. فخلال اجتماع الفريق التقني عرض كلّ طرف ملاحظاته على الورقة التي قدّمها الوسيط الأميركي، وكانت بينها ملاحظات جوهرية وأخرى صغيرة، لكنّها في الإجمال لم تكن سوى ملاحظات هدفها التأكيد على حقّ لبنان وإزالة أيّ ملابسات في صياغة النص أو الفقرات.

وتؤكّد مصادر مطلعة لـ “أساس” أنّ الحضور التقى على تقديم الملاحظات ذاتها، إذ سيطلب لبنان تعديل بعض الفقرات وتوضيح أخرى. وقد استوضح برّي نقاطاً معيّنة تقنيّة فتمّت طمأنته بشأنها، فيما ركّز ميقاتي على إبداء ملاحظات قانونية. وكان اتّفاق على أن تُصاغ الملاحظات النهائية وتُرسل مجدّداً إلى الوسيط الأميركي للنظر فيها على أن يتم تسليم لبنان الإجابة بشأنها في أقرب موعد ممكن ليتمّ تسريع الخطوات.

وتلفت المصادر عينها إلى أنّ ممثّل الجيش أبدى تأييده للملاحظات التي أُثيرت حول الاتفاق، وإنّ واحدة من الملاحظات التي اتُّفق عليها تتعلّق بالتعويض على الجانب الإسرائيلي، وفي هذا الإطار سيطالب لبنان بزيادة عبارات من شأنها إزالة أيّ التباس بهذا الشأن والجزم باستحالة أن يكون للبنان أيّ علاقة بالتعويض في أيّ وقت كان.

ملاحظات لبنان الاولية على مسودة الترسيم

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما تؤكّده مصادر أخرى لـ “اساس” وشاركت أيضاً في الاجتماع وفي وضع الملاحظات على ورقة هوكستين، حيث قالت إنّ “الملاحظات التي حملها ميقاتي وبرّي جاءت متطابقة مع ما وضعه عون، وكان لباسيل دور فيها”.

ومن أبرز هذه الملاحظات تركّز على:

– تثبيت حقوق لبنان الدفاعية في المياه على امتداد الخط 23.

– تثبيت النقاط الحدودية البحرية بشكل واضح  مع العدوّ الإسرائيلي “وبالتالي نحن لسنا بصدد توقيع معاهدة أو اتفاق معه”.

– الفصل التامّ بين الحدود البحرية والحدود البرّية التي لا تزال موضع مطالبة لبنان بأراضٍ تحتلّها إسرائيل، على أنّ كلّ امتدادات لأيّ حقل لبناني داخل المياه الإسرائيلية ستكون حكماً من حقّ لبنان بلا أيّ مقابل. وهدف هذه الملاحظات أن تزيل أيّ التباس مستقبلاً حول تفسير البنود “وتطوّق نوايا إسرائيل بالتلاعب أو التفلّت من الالتزام بالاتفاق”، على ما يقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه.

شياطين التفاصيل باتت صغيرة

في هذا السياق، أوضح بوصعب أنّ لبنان لا يعطي “جواباً رسميّاً لهوكستين، بل ملاحظات، والشياطين التي تكمن في التفاصيل باتت صغيرة جدّاً”، مشيراً إلى أنّ “موقف لبنان النهائي يُعطى عندما يصل العرض الأخير، ولبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا، والملاحظات التي أجريناها قانونية ومنطقية ومن منطلق صاحب حقّ”، خاتماً أنّه “إذا أُخذ بالملاحظات كما اتّفقنا عليها نتكلّم عن أيّام للتوقيع وليس أسابيع، والمناطق المتنازع عليها ستبقى متنازعاً عليها حتى تُبَتّ”.

Exit mobile version