العالم بين معايير التحوّل والإنسانية

الناشر

يعيش العالم في حالة غير متوازنة، بين قوى غير متوازنة، بصراعٍ غير متوازن، تسعى فيه الدول للسيطرة والتملّك وتصفية الحسابات وإعادة هيكلة القوى العالمية وفقًا لقواعد وأهداف جديدة.
وفي هذا المجال، تتربّع روسيا اليوم على عرش التغيّرات التي يحفل بها العالم، بإعلانها الأخير عن ضم أربعة أقاليم أوكرانية لها، مع ما يحمله من دلالات ورسائل مباشرة وغير مباشرة، لأوكرانيا ومن خلفها أميركا والغرب.
وعلى مقلبٍ آخر، لا يكاد الداخل اللبناني يضجّ بحدثٍ حتى يتبعه آخر، كسلسلة غير متناهية من الحبكات المتصلة، منها ما هو متعلق بمرحلة الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة، حيث أعلن الرئيس عون في مقابلة مع الناشر، أن الأمور حكوميًا “لم تنضج تمامًا بعد والبعض يناور”.
ومنها ما هو متعلق بالنتائج التي تلوح بالأفق في ملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، والنتائج المتوقعة للمفاوضات مع العدو الصهيوني، خصوصًا بعدما أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم أن الرئيس عون تسلّم رسالة خطية من الوسيط الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية مع كيان العدو.
وبين هذا وذاك، يجب أن لا ننسى هرطقات بعض قوى الداخل التي تطل علينا كلّ حين بتصريحات من كوكب آخر وزمان آخر، في محاولات لتعقيد الأمور وإحداث بلبلة في أوساط الرأي العام اللبناني، ويبدو مؤخرًا أن بعضها قد أطلق حنجرته في قاعات المجلس النيابي، كمحاولة لتذكير الشعب بأنه نائب منتخب، أو ربما أنه موجود أصلًا، والردّ بالتالي كان حاضرًا!
وبعيدًا عن كلّ هذا، لا بدّ أن نقف، ويقف العالم بأسره عند مشهد الإجرام الصهيوني بحق الطفولة الفلسطينية، كواحد من أحقر وأبشع مشاهد الظلم والإجرام والحقد التي جاء بها التاريخ الإنساني، في وقت سكتت فيه أبواق المندوبين المنتدبين عن الشيطان الأكبر في بلادنا وبلاد الشرق والغرب عن الاستنكار والإدانة والتجريم، وليتهم يعلمون أن كل مفاهيم الديمقراطية والحرية على وجه الأرض، لا تساوي نعل طفلٍ فلسطيني استشهد ظلمًا وعدوانًا!

Exit mobile version