معركة أيام الغضب: الاحتلال لم ينجُ من صواريخ المقاومة الفلسطينية

معركة ايام الغضب

شنّ كيان الاحتلال عدواناً برياً على شمال قطاع غزّة أطلق عليه اسم “أيام الندم” فيما ردّت المقاومة الفلسطينية بمعركة أطلقت عليها اسم “أيام الغضب”، وقد خاضتها الفصائل مستخدمةً الأسلحة البسيطة والعبوات محلية الصنع، كما أطلقت الصواريخ وصدّت توغلات القوات البرية. استمر العدوان من 29 أيلول / سبتمبر من العام 2004 ولغاية 16 تشرين الأول / أكتوبر من العام نفسه.

تقدّر الأوساط الفلسطينية أن رئيس حكومة الاحتلال أجبر على اتخاذ قرار الانسحاب من قطاع غزّة (ضمن ما اسماها خطة فكّ الارتباط) إثر نتائج هذا العدوان الذي فشل في تحقيق أهدافه، فلم يمنع وصول الصواريخ ولم يوقف عمليات المقاومة ولم يخمد الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، على الرغم من الدعم الأمريكي، فادعى المتحدث باسم البيت الأبيض آنذاك سكوت ماكليلان أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، كما دعا نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية آنذاك آدم إريلي الحكومة الاحتلال “لاستخدام القوة المناسبة لمواجهة التهديد الفلسطيني”.

في التفاصيل، اقتحمت تقدمت أكثر من مائة دبابة “ميركافا” تحت غطاء من طائرات الاباتشي والاستطلاع مناطق بيت حانون، بيت لاهيا وجباليا، وهدف هذا العدوان الى وقف خطر صواريخ المقاومة، ولا سيما صواريخ كتائب القسّام التي طالت مدينة “سديروت” في غلاف غزّة ومستوطنات الاحتلال ضمن القطاع آنذاك، كما أدارت المقاومة معركتها بحكمة، ومن أهم العمليات:

_ اقتحام الاستشهاديان أُسامة برش وعبد الحي النجار (من كتائب القسّام) الموقع العسكري شرق معسكر جباليا، حيث أطلقا النار وَالقنابل اليدوية.

_ اقتحام الاستِشهادِيان مصعب جمعة وحسام غين مستوطنة “نسانيت” حيث أطلقا النار وألقيا القنابل اليدوية.

_ قصف مستوطنة “سديروت” بصاروخ من نوع “قسّام1” وهي الصواريخ المحلية الأولى التي صنّعتها كتائب القسّام. كما قصفتها سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى بصواريخ “القدس” و”الأقصى”.

_ تفجير عبوة أَرضية بدورية مشاة الاحتلال (كوماندوس) في مخيم جباليا.

_ تفجير ثلاث عبوات أَرضية موجهة ومضادة للأَفراد في دورية مشاة.

_ عملية اقتحام “موقع الإدارة المدنية” للاحتلال، وقد قتل خلالها مسؤول “الحملة العسكرية” على جباليا.

_ بالإضافة الى العديد من عمليات الاشتباك واستهداف آليات وجرافات الاحتلال ونصب الكمائن وإطلاق الصواريخ.

منعت عمليات المقاومة اقتحام الاحتلال لمخيم جباليا والتوغّل شمال قطاع غزّة، وألحقت به الخسائر البشرية، اذ قتل 14 جندياً، الى جانب الخسائر المادية، فقد دمّرت المقاومة أكثر من 22 دبابة، و31 جرافة، و18 ناقلة جند وجيب عسكري. وشدّد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أن المقاومة الفلسطينية مرغت أنف جنود الاحتلال بتراب مخيم جباليا بعد أن استطاعت صد العملية العسكرية وافشالها”. فيما سقط جراء عدوان الاحتلال 140 شهيداً فلسطينياً خلال 17 يوماً، استخدم فيها الاحتلال “القوة المميتة بحق المدنيين” حسب ما ذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

وكانت انتفاضة الأقصى قد اندلعت أواخر شهر أيلول / سبتمبر عام 2000 بعد مجزرة ارتكبتها الاحتلال في القدس المحتلّة وبعد ان اقتحم شارون المسجد الأقصى. وخلالها نهضت الفصائل الفلسطينية بهيكيلات عسكرية أكثر وضوحاً  من الانتفاضة الأولى عام 1987 ورصّت صفوفها وطوّرت على مدار 5 سنوات من قدراتها وأداءها وانتقلت لأول مرّة الى مرحلة التصنيع الصاروخي المحلي. وأدت عمليات المقاومة الى الانسحاب الإسرائيلي التام عن كامل قطاع غزّة، ليكون أوّل أرض فلسطينية محرّرة منذ قيام كيان الاحتلال عام 1948.


الكاتب: الخنادق

 

Exit mobile version