هل فعلتها واشنطن؟
في تمام الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش، صباح 27 أيلول/ سبتمبر الجاري، رصد مركز الأبحاث الجيولوجي الألماني اهتزازاً، توقع أن يكون ناجماً عن انفجار فيما سجل انفجاراً آخر في تمام الساعة 17:00 مساء، من اليوم نفسه، وهما التوقيتان اللذان أُبلغ فيهما عن انخفاض الضغط في خط نورد ستريم. وبينما تتبادل روسيا والغرب الاتهامات، مع عدم وجود أدلة كافية، إلى الآن، توجِّه مسار التحقيق نحو أي من الأطراف، هناك ثابت وحيد، ان شريان الغاز الرئيسي الذي يغذي الدول الأوروبية قد خرج عن الخدمة، وتتطلب عملية إصلاحه اشهراً عدة، حتى لو طرأ على المشهد السياسي بين الجانبين تغيراً نحو وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات.
مع كثرة المستفيدين من تعطيل خط نورد ستريم، يُفتح باب الاحتمالات على مصرعيه. إلا ان ميزان الربح والخسارة في ظروف كالتي تشهدها منطقة البلطيق وجوارها، يخضع إلى حسابات الواقعية السياسية لا غير، ونكون بذلك امام عدة فرضيات:
-ان تكون روسيا وراء ما حصل. وهو الاتهام الذي صدر عن عدد من المسؤولين الأوروبيين بعيد الحادث مباشرة. إلا ان موسكو في حال اقدامها على ذلك تكون قد جمّدت ورقة ضغط مهمة، كانت لا تزال إلى الأمس القريب، تناور بها لمواجهة العقوبات المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية.
-ان تكون أوكرانيا من قامت بعمليات التفجير، اذ انها اقل المستفيدين من الخط في مرحلة الحرب التي تمر بها، إلا ان ذلك سيعرض علاقتها مع الدول الأوروبية المجاورة لها لضرر كبير.
-الولايات المتحدة: والحديث في هذا الاحتمال يطول. اذ ان الشركات الأميركية المسؤولة عن توريد الغاز المسال لأوروبا كانت من أكثر المستفيدين خلال الفترة الماضية. وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة، أن قرابة 71 % من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية كانت إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مدار الأشهر الخمسة الأولى من العام. وقد بلغت سعة تسييل الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة متوسط 11.4 مليار قدم مكعب/ يوم، على أن تصل في ذروتها إلى متوسط 13.9 مليار قدم مكعب/ يوم في المدى القصير. ومن جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة تتخوف من تراجع بعض الدول الأوروبية عن العقوبات ضد روسيا على أبواب الشتاء بغية توريد كميات أكثر من الغاز.
على بايدن ان يجيب
تحت عنوان “تسريبات على نورد ستريم 1 و2: عندما وعد جو بايدن بـ “إنهاء” أحد خطوط أنابيب الغاز في حالة حدوث غزو روسي”، عرضت صحيفة LADEPECHE الفرنسية تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، أولاف شوز، أوائل شهر شباط/ فبراير الماضي، التي قال فيها انه “إذا غزت روسيا أوكرانيا، لن يكون هناك المزيد من نورد ستريم 2. وسننهيها”. وأوضحت الصحيفة ان الرئيس الأميركي لم يحدد، كيف تنوي الولايات المتحدة قطع هذه البنية التحتية تحت الماء.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، قالت من جهتها، ان بايدن “ملزم بالإجابة على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نفذت تهديدها.. بيان النوايا كان مدعومًا بوعد… يجب أن نكون مسؤولين عن كلماتنا … يجب أن تعرف أوروبا الحقيقة”.
الكاتب: مريم السبلاني-الخنادق