علاقة بشير الجميل بإسرائيل لم تكن محطة عابرة او خطأ تكتيكي او استراتيجي لقائد القوات اللبنانية ! بل كانت خيار واضح عن اقتناع يفوق أي شيء يمكن ان يخلق له تبريرات لم يكن الجميل بوارد ولو لبرهة تبنيها او حتى التسويق لها بشكل غير مباشر ..
منذ اجتماع السفارة الكويتية بين قيادة الكتائب وقيادة منظمة التحرير وطرح المنظمة استيضاح من بيار الجميل حول ما يقال عن علاقة حزبه باسرائيل ورده العنيف على من طرح ذلك بالاستنكار والرفض واشد انواع رفض الاتهام وادعائه بالعروبة وايمانه بقضية فلسطين ، حتى اقنع قيادة المنظمة الى الحد اليقين بصدق كلامه ..
الا ان نجله بشير الذي كان يحضر الاجتماع ابى الا ان يكذب ابيه مؤكدا العلاقة مع تل ابيب فتحين فرصة المغادرة بين الطرفين وهمس باذن ابو حسن سلامة ! قائلا له ” معكم حق تعملوا كل شي لترجعوا على ارضكم ! بلادكم كتير حلوة وبتستاهل تقاتلوا كرمالها ..
فصل اخر من هذه العلاقة كان يؤكده بشير لكل العالم من فصول موثقة بشكل لا تحتمل الشك او التبرير الذي كان يرفضه دائماً بشير ، وهو تحريضه المستمر والحثيث لاسرائيل لاحتلال جنوب لبنان ، وعندما وصلت قوات الاحتلال باجتياح ٨٢ الى صور وتوقف هناك، سخر بشير من هذا الامر وقال لهم لن اكون معكم باي حال اذا لم تكملوا الغزو نحو بيروت ! وكان فعل ذلك قبل الاجتياح عندما ارغم الاسرائيلي بالاشتباك مع القوات السورية في البقاع على اثر معركة بين الجيش السوري والكتائب في زحلة سعت الاخيرة لاشعالها وانسحبت منها بشكل تام عندما نجحت بادخال الاسرائيلي بالاشتباك مع السوري ؟
لا تتسع صفحات بالمئات لا بل بالالف لعلاقة بشير باسرائيل ! فحتى امريكا حليفة اسرائيل كان يصف مسؤولها في تلك الحقبة ممن كلفوا متابعة الملف اللبناني علاقة بشير بالاسرائيلي بالقذرة وكيف ان الجميل تفوق على جميع القوى المتحاربة بلبنان وحتى على اسرائيل بالاجرام والوحشية ! وليس فيليب حبيب الا شاهد صغير عن قذارة بشير بكل شيء لا بالحرب فقط بل ايضا بالسياسة ونكث الاتفاقات والعهود ..
حتى ان حلم بشير الوحيد الذي جاهر بعزمه على تحقيقه ووصفه بانه القدوة والمثال الاعلى له وانه لا حلم لديه غيره ! لم يكن سيادة لبنان ولا التخلص من الفلسطيني والسوري الذي انقذه من انقضاض وشيك للحركة الوطنية عليه ومن ثم انقلب عليه معبداً الطريق لدخول الاسرائيلي الى لبنان كل لبنان ..
الحلم بالنسبة اليه كان اعادة تنفيذ ما فعله بن غوريون بعصابات الهاغانا لخلق جيش موحد لدولة اسرائيل ، فقام الجميل باعطاء الامر بقتل طوني فرنجية وعائلته اي ابن شريكه بالجبهة اللبنانية ! وكرر ذلك مع داني شمعون والاحرار بمنتجع الصفرا وهم رفاقه بالسلاح والسياسة ! وكان شعاره بغدر حلفائه توحيد البندقية تحت امرة الكتائب لبناء دولة مسيحية صرف تكون نسخة مكررة عن اسرائيل بالشكل والمضمون والهدف، واستكمل نهج بشير وحلمه بعد مقتله سمير جعجع بتصفية الرفاق بالقوات وتصفية الاحزاب الاخرى خدمة لكانتون بشير الذي تحدث عنه جعجع في مقابلة مع المرحوم جوزيف سماحة،مجاهراً بالتقسيم بين المسيحيين والمسلمين وفق معادلة ” العربدة والبطيخ”
بشير الجميل على قذارة مسيرته وتاريخه بالحرب والسياسة والعلاقة باسرائيل ، يسجل له شجاعته وصراحته القذرة بعلاقته مع تل ابيب ورفضه المطلق ان ينفى عنه وعن حزبه شرف يدعيه…
عباس المعلم / كاتب سياسي