كتّاب الديار
لربما لم يكن التوقيت مناسباً لوصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا قبل ست سنوات، هذا ما يقوله بعض مؤيديه الذين يعتبرون تسلّمه مقاليد الحكم في العام 2016 لم يكن في محله، وكان من الاجدى لو اتى في توقيت وظرف مغايرين، اذ يرى مؤيدوه بأنّ معارضته التي إنطلقت في الثمانينات من “قصر الشعب”، وتواصلت من الرابية كانت الابرز في حياته، حين كان المعارض الاول في البلد، والناس بطبيعتها تسير مع الخط المعارض، الذي ترى فيه صوتاً صارخاً ضد السلطة، التي لم تستطع منذ عقود من الزمن تقديم واجباتها الى المواطن، الباحث لغاية اليوم عن الامان ولم يجده.
الى ذلك، ينقل زوار رئيس الجمهورية عنه قوله “بأنه يتحضّر لإطلاق خطاب معارض، مع لهجة شديدة مغايرة عن خطاباته في القصر الجمهوري، حيث كان مقيّداً لانه يتولى المركز الاول في الدولة، على ان يكون الكلام الذي سيفضح به بعض السياسيين والمعرقلين مدوّياً، لانه سيقول الحقائق كما هي، أي ما بعد تاريخ31 تشرين الاول سيكون مختلفاً عما سبقه، لانّ العماد عون سيكون مغايراً عن الرئيس عون، اذ سيصبح حرّاً من قيود الرئاسة، وفق ما يقول مؤيدوه وبعض المسؤولين في” التيار الوطني الحر” الذين يُعتبرون من المقرّبين جداً منه، ويشيرون الى انه يمتلك ملفات عن صفقات قام بها بعض الافرقاء السياسيين، مؤكدين انّ الرئيس عون الصريح والجريء ستكون له مواقف تذكّر بحقبة الثمانينات، أي ستعود شعبيته الى سابق عهدها، وسوف يستعيد مناصروه تلك الصورة المتمردة ، على ان يكون الرئيس الفخري لـ ” التيار الوطني الحر”، وبالتالي رأس حربة في المعارضة في وجه اي فاسد.
في غضون ذلك، تشير مصادر “التيار الوطني الحر” الى انّ المناصرين سيواكبون الرئيس عون لحظة خروجه من القصر الجمهوري، في نهاية شهر تشرين الاول المقبل، على ان يستعيدوا خطهم السياسي الذي عايشوه على مدى عقود من خلال التحركات التي سيقومون بها في الشارع قريباً، دعماً لحقوق المواطنين والوقوف سدّاً منيعاً امام الفساد الذي سيواصلون محاربته، مهما علا شأن هوية مرتكبيه.
وفي إطار الانقسام العوني داخل “التيار” حيث توجد اجنحة، منها للرئيس عون وأخرى للنائب باسيل، وبعضها معارض بصمت، وآخر الخلافات ما حصل خلال اجتماع تكتل” لبنان القوي” في منزل النائب أسعد درغام في جبيل قبل فترة وجيزة، حينها وُصف اللقاء بالعاصف بسبب الاختلاف في وجهات النظر بين نواب التكتل، الذي رفض بعضه السياسة التي يتبعها رئيس “التيار” جبران باسيل، خصوصاً تلك المتعلقة بتأليف الحكومة والشروط التي يضعها، والتي ادت لغاية اليوم الى التعطيل، إلا انّ باسيل ووفق المعلومات إستمر على موقفه، رافضاً التعليقات والمقترحات، على ان يؤدي قدوم العماد عون الى الرابية الى حل الخلافات والمشاكل، كما سيعمل على المصالحة مع معارضي باسيل، خصوصاً المسؤولين السابقين الذين شاركوا في تأسيس “التيار”، وسوف تكون هذه العودة تحت عباءته ، التي ستشجع على إستمالتهم من جديد، وفق المصادر العونية التي شدّدت على ضرورة إعادة اللحمة كما كانت.
وحول ما يُحكى عن خلاف بين نائب بارز في تكتل “لبنان القوي” مع باسيل، على خلفية زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبروز إسمه كمرشح رئاسي، لفتت المصادر الى انّ الخلافات سوف تنحسر على يد رئيس الجمهورية قريباً، لانه لن يسمح بأي تباين بين نوابه، فهو راجع في مهمة محدّدة هي إعادة ” التيار” الى سابق عهده.