-الإعلامية ملاك درويش-وكالة نيوز
يبدو أنّ ظاهرة رهاب الإسلام “الإسلاموفوبيا” تتمدّد بأيادٍ غربيّة حريصة على إذكائها بعنصريّة جُبِلَت بالكره الممنهج على امتداد كبير بمساعدة وسائل الإعلام المعروفة باللاموضوعية والتي تعمل جاهدة على تأجيج وتضخيم الظواهر، ناهيك عن إثارة الفتن وحياكة الشائعات بشكل سلبي قابل للتصديق عند المتلقي لا الباحث.
وإذا نظرنا اليوم إلى محتوى بعض وسائل الإعلام بعين الناقد لا المتلقي نرى أن هناك تكريس لإذكاء هذه الظاهرة التي اختلقها الغرب عن الإسلام وساهمت بها المشاكل والصراعات التي لا تنتهي في الشرق الأوسط. وقد جاء في معجم Le petit Robert أن هذه الظاهرة ليست إلا حقد موجه ضد الإسلام والمسلمين، وهذا الفعل يترجم في أفعال الفرنسيين العدائية ضد المهاجرين.
واليوم وبما أنّ الشرق الأوسط بات ساحة للصراعات السياسية الخارجية والداخلية تعود الأيادي الخفية لصناعة رهاب جديد ولكن هذه المرة الفوبيا متمثلة بدولة لطالما اعتبرها العديد أنها دولة عظمى منتجة رغم ما تعرضت له من عقوبات إقتصادية على مر السنين..
“إيران-فوبيا” التداخل يبدو جليًّا بين مشاعر العنصرية والكراهية ضد الإسلام ومعتقداته، فالحجاب أشعل فتيل المظاهرات اليوم علما أن الحجاب في هذا البلد يرتديه بعض النساء بطريقة لا تشبه الحجاب بشيء!
وفي خضم هذه الصراعات تقوم اليوم العديد من الوسائل الإعلامية إمداد جمهورها بمواد إعلامية طُبِخت بإتقان لتشويه هذا البلد والتخويف منه كما قاموا سابقا بتشويه الإسلام.
فشحن عقل المتلقي بأفكار وصور نمطية سلبية موغلة في الازدراء والاستخفاف بالإسلام والحجاب واليوم بهذه الدولة ما هي إلا أدوات لنشر الخراب وهذا ما يتمنّاه الكثير، وقد ترجم بأقوال المستشرقين أذكر هنا المستشرق آرنست ريتان عندما قال أن الشرط الجوهري لنشر الحضارة الأوروبية هو زوال الإسلام…
أتأسّف اليوم ونحن في هذا القرن وما وصلنا له من تطور، إلا أن الجهل الصارخ بحقيقة الإسلام وحقيقة إيران وما يتم نشره على الوسائل الإعلامية يفتقر للموضوعية والنزاهة والتجرّد من كل أداة استعمارية أهدافها باتت واضحة على العلن، بالتعمد للإساءة مستخدمتا جميع الطرق الإعلامية والإعلانيّة التي تعتبر من أخطر المؤسسات إسهامًا في صياغة القوالب والصور الذهنية والنمطية في العقل الجماعي للمجتمعات الحديثة.
وأخيرا وليس آخرا، لماذا إيران فوبيا بدلا من إسرائيل فوبيا؟