ذكر قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي في خطابه اليوم الأربعاء، بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس، واحداً من أبرز القادة الخوزستانيين، الشهيد القائد علي هاشمي، الذي استطاع مع رفاقه من تلك المحافظة ومن جميع أنحاء البلاد، إفشال أحد أهم أهداف صدام حسين في تلك الحرب، وهي احتلال تلك المحافظة عسكرياً، ومن خلال إثارة النعرات القومية فيها.
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة القائد هاشمي الجهادية؟
_ من مواليد 31 كانون الأول / ديسمبر من العام 1961، في حي العامري من مدينة الأهواز.
_ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شكل فيلق الحميدية بالتعاون مع مجموعة من محافظة دشت آزادگان (جنوب غربي إيران). ومع بدء حرب صدام حسين على البلاد، وبعد استشهاد قائد الفيلق، قام قائد حرس الثورة الإسلامية في خوزستان آنذاك الأدميرال علي شمخاني، بتعيين الشهيد هاشمي مكانه.
_ومع توسع محاور العمليات خلال الحرب، أنشأ اللواء 37 نور في منطقة الحميدية. وبعد عملية بيت المقدس شكل فيلق البستان وبعد ذلك فيلق الهويزة. كما قام بإنشاء عدد من المراكز الحدودية، بهدف الدفاع عن منطقة خوزستان.
_ شارك لواء نور بقيادة هاشمي في عملية بيت المقدس وتحرير خرمشهر، واستطاع تحرير وتطهير محور خوزستان الغربي من قوات صدام.
_بعد إنشاء مقر نصرت في حرس الثورة الإسلامية، وعرض الخطة العامة لعملية خيبر وعملية بدر، تولى مسؤولية قيادة الفيلق الـ 6 في الحرس (فيلق الإمام جعفر الصادق)، مما أسفر عن تنظيم 13 وحدة قتالية ودعم الحرس الثوري الإسلامي في محافظة خوزستان.
_ كان أحد مهام مقر نصرت خلال الحرب، هو تحديد مناطق العمليات، من الهور العظيم، إلى طريق بغداد البصرة. وكان من المهام أيضا، إجراء عمليات الاستطلاع عبر الحدود في العراق، بما في ذلك في مدن النجف وكربلاء وسامراء.
وبعد تنفيذ عمليتي خيبر وبدر، بدأت قوات هذا المقر طريقة جديدة للتعامل مع القوات البرية العراقية، وسيطرت وحدات المخابرات لهذا المعسكر، على منطقة الهور العظيم بأكملها. ويعد القائد هاشمي من مصممي خطة عملية خيبر، التي مهد لها من خلال 11 شهر من عمليات الاستطلاع.
_ بعد ذلك تم تكليفه بقيادة فيلق خوزستان ولورستان وفرقة النصر الخامسة.
_ قبل وقت قصير من عملية والفجر 8، التي أدت إلى السيطرة على الفاو، اتخذ القائد هاشمي إجراءات استطاعت خداع القوات العراقية، عندما لفت انتباههم من منطقة الفاو إلى الهور. حيث أمر عدة شاحنات بالانتقال من مقر المعسكر إلى الهور، ثم كان يعيد هذه الشاحنات ليلاً. كما قام ببناء الكثير من الخنادق في الهور، للتظاهر بأن الكثير من القوات ستتمركز فيها. وأيضاً قام بتصميم بعض الخنادق بحيث تبدو مثل الدبابات في الصور الجوية.
هذه التحركات المموهة، أعطت الانطباع لقائد القوات العراقية بأن الهجوم الرئيسي سينفذ من منطقة الهور. لذلك، عندما بدأ الهجوم على الفاو، امتنعت القوات العراقية عن شن هجوم لبعض الوقت، وتحرك الجزء المتمركز منها في منطقة الفاو، لمنع الهجوم الذي كان يعتقد أنه ينطلق من منطقة الهور، وهذا ما اعترف به قائد الفرقة 23 في القوات البرية العراقية بنفسه لاحقاً حينما تم أسره.
_ في 25 حزيران / يونيو من العام 1988، إثر هجوم القوات البرية العراقية على جزيرة مجنون، استهدفته طائراتهم المروحية خلال خروجه من مقر القيادة، واستشهد وهو في السادسة والعشرين من عمره.
وبقي جثمانه مفقود الأثر حتى العام 2009، حينما تم اكتشاف جثته بعد 22 عاماً، بالقرب من مقر قيادة الفيلق السادس للجيش، ودُفن في الأهواز.
_ قال الإمام الخامنئي عنه في أحد الخطابات: “في خوزستان، وقف الشباب العربي في وجه غزو نظام صدام. كانوا عرباً، وكان المعتدي عربي أيضا، لكن هذا العربي وقف بحزم. الشهيد علي هاشمي، اللواء العربي الشاب من الأهواز، لن یُنسى اسمه.. كان يتحدث العربية أيضاً، لكنه فهم الحقيقة، وأدرك مؤامرة العدو ووقف ضده. وبقية القبائل الإيرانية أيضا على هذا النحو”.
الكاتب: الخنادق