لو لم يكن بحاجة إليهم… لأقصاهم أيضاً
“ليبانون ديبايت”
خلافاً لقرار الكتمان والسرّية التي يحيط بها مسؤولون ونواب في “التيار الوطني الحر” الواقع الداخلي، والذين يمتنعون عن التعليق على ما صدر في الأشهر الماضية، وتحديداً منذ ما قبل الإنتخابات النيابية وصولاً إلى قرارات فصل نواب سابقين، فإن العونيين “القدامى”، يقرأون جيداً ما يحصل داخل “التيّار” من عمليات إقصاء “مبرمجة” لكوادر بارزة، في إطار إحكام السيطرة على كامل مفاصل “التيار البرتقالي”.
ويتحدث قيادي سابق لـ “ليبانون ديبايت”، ومن دون إخفاء شعوره بالمرارة، عن المرحلة السابقة والحالية، مشيراً إلى أن كلّ ما يحصل، هو من “صنيعة” رئيس “التيّار” الأساسي، أي الرئيس ميشال عون، وليس الرئيس الحالي النائب جبران باسيل، لأنه يعتبر أنه “ليس على مستوى اتخاذ قرارات إقصاء وطردٍ للمناضلين القدامى، الذين لطالما كانوا رموزاً أساسية طبعت المرحلة الماضية بالكثير من المواقف الحادة، دفاعاً عن التيّار وخياراته، ولم يقم بذلك إلاّ بعد حصوله على الضوء الأخضر من رئيس الجمهورية، الذي يواظب على الطلب من كلّ العونيين، دعم صهره باسيل”.
ويعطي القيادي السابق أمثلةً عدة تؤكد هذا الأمر، وأبرزها فصل النائب السابق زياد أسود، مؤكداً أن باسيل “أضعف مِن أن يأخذ هكذا قرارات”، ومشيراً في الوقت نفسه، إلى أن من أقاله مع رفاقٍ له في السابق، هو عون شخصياً.
وبرأي هذا القيادي، فإن “لا وجود اليوم للتيّار أو لآليات أو هيكلية حزبية، بل هناك شخصٌ واحد هو باسيل، وعون الذي يريد توريث باسيل، ولهذه الغاية، أطاح بكل الآليات التنظيمية، وذلك بشكلٍ يمكّن باسيل من الإمساك بكل مفاصل التيّار”. وكشف أنه لو لم يكن بحاجة إلى كتلة نيابية، لكان أطاح أيضاً ببعض نواب “التيّار الوطني”، علماً أن العمل جارٍ على تسريع هذه الإجراءات.
ورداً على سؤال عن قرارات إقصاء وطردٍ جديدة، يؤكد القيادي “العوني” السابق، أن التعيينات التي سيقوم بها رئيس “التيّار” في المناطق، والتي ستشمل محسوبين عليه، ستؤدي إلى “حَرَد” المسؤولين الحاليين، وإلى عمليات انسحاب واستقالات جديدة، لافتاً إلى أن هذه التعيينات تأتي في سياق “تنقية صفوف التيّار من كل الذين لا يوالونه، تمهيداً لبسط سيطرته على كل مفاصله”.
وعن إمكان توحيد المعارضين أو العونيين القدامى في كادرٍ تنظيمي واحد، يستبعد القيادي السابق، حصول مثل هذا الأمر، موضحاً أنه من غير المقبول أن يتمّ اختصار المسيحيين بفريقين سياسيين فقط، ومؤكداً على وجوب تكوين “قوة ثالثة”، تمثّل الوجدان المسيحي الحقيقي.