“ليبانون ديبايت” – محمد المدني
كمينٌ محكمٌ نصبه “حزب الله” لخصومه في السياسة. إصطاد معظمهم لكنه حتماً لم يخدع “القوات اللبنانية”، التي ستبقى وحيدةً تنادي بضرورة انتخاب رئيس “تحدٍ” و”مواجهة”.
خفّض “حزب الله” سقفه الرئاسي إلى درجة إعلانه عدم تبنّيه لأيّ مرشّح، ما دفع معظم من في المعارضة إلى الذهاب نحو خيار “الرئيس الوسطي”، وهذا تحديداً ما يريده الحزب ويسعى إليه، خصوصاً أنه بات معروفاً أن الحزب يريد رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية للرئاسة، وفي حال لم ينجح في ايصال فرنجية فإنه حتماً سيذهب نحو رئيسٍ توافقي.
هي المرة الأولى التي يتّبع فيها “حزب الله” تكتيكاً بارداً بملفٍ فائق الأهمية كرئاسة الجمهورية. أخرج نفسه من لعبة الأسماء والفيتوات، وفتح بابه أمام الحوار والنقاش والتفاوض، لكن أين الفخّ الذي نصبه الحزب، وكيف سيحصد الأرباح الرئاسية منه؟
بكلّ بساطة، إن عدم دخول الحزب إلى حلبة المنافسة الشرسة وتحطيم الأسماء المرشّحة، يُجبر معظم الأفرقاء على مراعاته والوقوف عند خاطره دون أن يطلب حتى. هم يعلمون أنهم لن يأتوا برئيسٍ دون موافقته، وهو يعلم أن توافق قوى المعارضة بوجهه، سيُضعفه على باب الإستحقاقات الكبرى، الرئاسية والحكومية.
إنسحابُ “حزب الله” من اللعبة العلنية، لا يعني تخلّيه عن شروطه وخطوطه الحمراء، والجميع يعلم هذا الأمر. لذلك إن قوة الحزب راهناً تكمن في حياده وبرودة أعصابه وخطابه السلمي. من سيتجرّأ باستثناء “القوات اللبنانية” على طرح رئيس “مواجهة” في ظلّ ركون “حزب الله” إلى لغة الإنفتاح والحوار؟
ما يثير الريبة على الساحة الرئاسية، هو أن كلاً من “القوات” والحزب، يرفضان الدخول بلعبة الأسماء. ف”القوات” ورئيسها سمير جعجع، ينتظران اللحظات الأخيرة الحاسمة، والحزب أيضاً. لكن معركة قصر بعبدا لا تقبل القسمة على اثنين.
الجدير ذكره، أن خطة “حزب الله”، ستؤدي عاجلًا أم آجلاً، إلى حشر “القوات اللبنانية”، ووضعها في خانة الراغبين بحصول الفراغ الرئاسي، نتيجة تمسّكها برئيس “مواجهة”. معظم القوى ستنفض يدها من “القوات”، والبعض سيقول للدكتور جعجع: “لماذا تريد رئيس مواجهة وحزب الله يبحث معنا عن رئيسٍ توافقي”؟ هذا تحديداً ما يسعى إليه الحزب وقد ينجح.