الحدث

مجزرة صبرا وشاتيلا: الصورة الحقيقية لحزب الكتائب والقوات اللبنانية

مجزرة صبرا وشاتيلا

40 عاماً، ولن يغسل مرور الزّمن دم الشهداء والأطفال الأبرياء في مخيمي “صبرا” و”شاتيلا” في لبنان عن أيدي جيش الاحتلال وحزب الكتائب اللبنانية التي تحالفت مع الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري فضلاً عن العديد من ميليشيات عملاء الاحتلال. وقعت،عن سابق تصوّر وإصرار وإعداد، واحدة من أكبر وأعظم وأبشع المجازر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، منذ قيام كيان الاحتلال المؤقت عام 1948، فهي لم تستهدف الفلسطينيين فقط، بل ارتُكبت بحق الإنسان، وكان ضحيتها أيضاً آلاف من اللبنانيين وشهداء من جنسيات عربية مختلفة، و”مسؤولوها أفلتوا من العقاب”.

الأجواء السياسية

بعد ثلاثة أشهر من الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار العاصمة بيروت عام 1982، تمّ التوصّل الى “اتفاق” وقف إطلاق النار  بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان الاحتلال، رعته الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي والذي يقضي بخروج المنظمة من لبنان مقابل ضمانات تمنع التعرّض لمخيمات اللجوء.

في 14 أيلول / سبتمبر دوّى انفجار في “بيت الكتائب” في الأشرفية اغتيل على إثره زعيم حزب الكتائب اللبنانية بشير الجميّل الذي وصل الى رئاسة الجمهورية على الدبابة الاسرائيلية. بذريعة الاغتيال استأنف الاحتلال عدوانه واحتل المنطقة الغربية من بيروت، وأطبق الحصار على مخيمي “صبرا” و”شاتيلا” ممهداً الطريق أمام دخول ميليشيات حزب الكتائب.

بعض تفاصيل المجزرة

فجر 16 أيلول / سبتمبر أطلق جيش الاحتلال القنابل المضيئة في سماء المخيمين، واقتحمت 3 فرق من ميليشيات حزب الكتائب التي تتكوّن كل واحدة منها من خمسين مسلحًا أزقّة المخيمين المنتشرة على كيلو متر مربع واحد. خدعوا السكّان وطلبوا منهم الخروج من المنازل بالأعلام البيضاء لتبدأ عملية الإبادة والقتل العشوائي دون تمييز بين أعمار أو أجناس باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء.

قتلت ميليشيات الكتائب اللبنانية كلّ من تواجد في المخيمين ومثّلوا بالجثث، ذبحوا أطفالاً ورضعاً واستخرجوا الأجنّة من أرحام الأمهات. واغتصبوا العديد من النساء وسلبوهنّ حليّهنّ، وقتلوا عائلات بأكملها. فيما تولى جيش الاحتلال منع خروج أحد من المخيمين، كما منع وسائل الاعلام من دخول المنطقة ونقل ما يحدث.

تثبت شهادات بعض الناجين من المجزرة حجم العنف الذي ارتكب، فقال الناجي اللبناني نجيب الخطيب لوكالة “فرنس برس” أن “رائحة الجثث بقيت أكثر من 5 و6 أشهر، رغم الأدوية التي رشّت… بقيت رائحة الموت تعبق في رؤوس النّاس”. فيما ذكرت المواطنة اللبنانية “ام عباس” الكبيرة في السن أنها رأت “امرأة حاملاً أخرجوا الطفل من بطنها بعدما ما شقوها الى نصفين… هناك من نحرت عنقه، ومن قطعت أطرافه”. ووصفها البعض الآخر بالقول “لا يُمكن تصورها حتى في أفلام الرعب”.

حزب الكتائب يقتل 1900 مواطن لبناني في صبرا وشاتيلا

حصدت المجزرة على مدار 3 أيام  أرواح ما يقارب الـ 3500 شهيدٍ فلسطيني وحوالي 1900 شهيد لبناني بالإضافة الى ما بين 300 و500 مفقود أثر لا يزال مصيرهم مجهولاً لغاية اليوم. وبقيت الجثامين لأيام لم يستطع أحد الاقتراب من المخيمين والأحياء المجاورة.

حاول الاحتلال التنصّل من مسؤوليته في ارتكاب المجزرة، زاعماً في كتاب عبري بعنوان ” لبنان 1982 – الطريق الى الحرب” أن حزب الكتائب اللبنانية هي من ارتكبت هذه المجزرة وحدها كرد على اغتيال زعيمها بشير الجميّل.

المجزرة: شاهد ونموذج حي

بقيت هذه المجزرة شاهدة على جرائم الاحتلال ووثّقت الصورة الحقيقة لحزب الكتائب اللبنانية وميليشيات عملاء الاحتلال وتاريخهم. وأكّدت على أنه لا يمكن الرهان أو الوثوق بالولايات المتحدة والمجتمع الدولي والاتفاقيات التي يرعونها.


الكاتب: الخنادق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى