الاحتلال يهدّد بعمليات عسكرية في الضفة والمقاومة تزداد قوة

مجاهدو الضفة

شهد فجر اليوم حملة اعتقال في الضفة الغربية المحتّلة، اذ اعتقلت قوات الاحتلال 4 أفراد من مختلف المناطق من بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جمعة التايه من مدينة رام الله، وسلمت عددا من الشباب بلاغات لمراجعة المخابرات. يأتي ذلك في سياق إعلان جيش الاحتلال عن “استعدادات جارية لتطبيق سلسلة من الخطط لتوسيع عمليات الاعتقالات والدخول إلى مدن الضفة، مع التركيز على نابلس وجنين” وسط تصاعد التصدي واشتباك الفلسطينيين مع الجنود.

ففي بيت لحم اندلعت الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة في صفوف الفلسطينيين الذين تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال للمدينة. وكشفت إذاعة جيش الاحتلال اليوم عن تعرض الجنود خلال لعملية إطلاق نار قرب السياج الأمني الفاصل عند معبر “الجلمة” (جنين)، هذه الحادثة وقعت الأسبوع الماضي لكنّ مستويات الاحتلال عتّمت وتكتّمت على الموضوع بذريعة عدم وقوع إصابات. أمّا في نابلس، حدث لافت استحدث مع إدخال الاحتلال للطائرات المسيرة في عمليات الاقتحام والاعتقال، اذ أطلق مقاومون النار على طائرة استطلاعية مسيرة للاحتلال حلّق في مخيم بلاطة شرق المدينة.

أمام هذا الواقع، وفي ظل اعتراف الاحتلال بضعف السلطة الفلسطينية و”قبضتها” خاصة في مناطق شمال الضفة، ذكرت قناة “12” العبرية أن “اسرائيل وضعت على الطاولة قرار للمصادقة عليه ستنفذ خلاله عملية عسكرية كبيرة جدا في نابلس وجنين إذا لم تعمل السلطة على منع العمليات، وسيستخدم في العمليات العسكرية نيران جوية دقيقه”. في حين يرى المحللون العسكريون الفلسطينيون أن “اسرائيل لن تستطيع كبح جنين وكتائب المقاومة، بل على العكس تماماً، هذه الحالة سوف تزداد قوة وانتشاراً. وإذا ما وسعت اسرائيل عدوانها ضد الضفة، سيرى الجميع تصاعداً في العمليات في قلب “تل أبيب” والداخل المحتل عام 1948. بمعنى أنها ستفتح على نفسها “عش دبايير”.

كذلك قال الضابط السابق في سلاح جو  الاحتلال، عومر دانك، تعليقاً على استخدام المسيرات والنيران الجوية، إن “النتائج قد تكون عكسية”، فـ ” القوة الجوية تكون منفصلة عن الواقع على الأرض بشكل أو بآخر وفرصة وقوع أخطاء واردة وبقوة” وخاصة أن منطقة الضفة “مكتظة” بالمستوطنين. واعتبر أن “قادة الجيش طالبوا بإدخال الطائرات الهجومية في محاولة لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال يفعل كل ما بوسعه لاستعادة الهدوء”.

هذه الحالة المتصاعدة من المقاومة، سواء المنظّمة التي تحركها الفصائل في بعض الأحيان، والشعبية التي ينهض بها الشعب الفلسطيني في أغلب الأحيان، تشكّل العامل الأساسي الذي يهدّد “استقرار إسرائيل” ويوازي محللو الاحتلال العسكريون بين هذا التهديد وذاك القادم من الجبهة الشمالية مع حزب الله.

لا تنحصر تداعيات تهديد مقاومة الضفة على المستوى العسكري، إنما تنسحب الى مستوى الاحتلال السياسي، فـ “الحكومة تقف امام انتخابات جديدة في الأول من شهر شرين الثاني / نوفمبر المقبل، وهي تخاف من أن ينظر اليها الجمهور كضعيفة في الساحة الفلسطينية. ومن جهة اخرى، عملية طويلة لن تنتهي بتفوق بارز لصالح اسرائيل وستمتد الى مناوشات طويلة وغير مجدية، يمكن أن تسيء لصورة الحكومة وتحول الوضع الامني غير المستقر الى مسألة رئيسية في الحملة الانتخابية”، وفق المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هرئيل.

وفي كلمته الأخيرة، حيّا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشباب في الضفة، “أي شباب؟ الشباب الذين ‏راهنوا أنهم سينسون، الشباب الذين راهنوا أن هؤلاء جيل الانترنت وجيل الفايسبوك وأنهم ‏سيكونون من عالم آخر. فإذا بهذا الجيل من الشباب الفلسطيني من شباب الـ 18 و19 و20 ‏و21 و22… يذهبون لينفذوا العمليات بكل شجاعة وبكل جرأة”، مشدداً على أن “الشرفاء في العالم وإن كل ‏المظلومين في العالم ومن ابناء شعبكم الفلسطيني يتطلعون إليكم ويعلقون عليكم الآمال.”.


الكاتب: مروة ناصر-الخنادق

 

Exit mobile version