علّق محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية يوسي يهوشوع حول الوضع في الضفة الغربية المحتلّة قائلاً، في الماضي كانت كتيبتان بالحد الاقصى تكفيان لتأمين دخول المستوطنين الى “قبر يوسف” في نابلس، أما اليوم يحتاج كل دخول الى ما لا يقل عن أربع كتائب. وهذه حالة ممتدّة على مختلف مدن الضفة سواء في شمالها أو جنوبها (رام الله، البيرة، الخليل، سلواد…).
وأكثر من ذلك، فان قوات الاحتلال باتت تخرج أحياناً دون أن تنجز مهمتها (اعتقال، هدم…) أو باتت تحتاج قوات الاحتلال خلال اعتقال شاب “مطارد” الى صواريخ محمولة على الأكتاف وكثافة نيران تغطي ساعات من الاشتباك، وهو ما حصل مؤخراً عند اعتقال نبيل الصوالحي ونهاد عويص واغتيال الشهيد إبراهيم النابلسي في نابلس، وفي جنين أيضاً عند اعتقال محمود الدبعي في أيار / مايو الماضي، أما هدم منزل منفذ العملية الفدائية في شارع “ديزينغوف” في “تل ابيب” رعد حازم فقد احتاج الى عدّة اقتحامات قابلتها كتيبة جنين بالتصدّي.
وفي محاولة الاحتلال، اقتحام الضفّة من عدّة محاور لمباغتة واستنزاف الشباب الفلسطينيين، أكّدت مجموعات المقاومة على جهوزيتها في الاشتباك والتصدّي بالتزامن في كلّ المناطق، ففي الخامس من شهر أيلول / سبتمبر الجاري، أصدرت كلّ من كتيبة نابلس، وكتيبة طوباس، ومجموعات قباطية (جنوب جنين) بياناً مشتركاً أعلنت فيه عن تصدي الأولى لقوات الاحتلال في مخيم “العين”، وأن الثانية “أمطرت بزخات من الرصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة طوباس”، أما الثالثة فـ”في اللحظة التي كانت تقوم قوات الاحتلال باعتقال ثلة من كوادر الحركة (الجهاد الإسلامي) في البلدة، كان مقاتلو سرايا القدس مجموعات قباطية الباسلة لهم بالمرصاد حيث أمطروهم بوابل كثيف من الرصاص في أكثر من محور”.
أمام هذا الواقع الجديد الذي فرضته المقاومة في الضفة، نقلت “القناة 11” العبرية عن جيش الاحتلال أنه سيستخدم الطائرات المسيرة في الضفة الغربية للمرة الأولى وقد “خضع قائد فرقة الضفة وقائد لواء منشيه (جنين) مؤخراً لتدريب على غرفة هجومية للقوات الجوية الهدف منها هو القدرة على تشغيل طائرات بدون طيار للمهاجمة في أي نشاط عملياتي إذا لزم الأمر في الضفة الغربية… قادة الجيش سيقومون بتفعيلها في حال تنفيذ الاعتقالات التي تبدو صعبة حيث سيتم قصف المواقع بواسطتها”.
في هذا السياق، أوضح الخبير الفلسطيني في الشؤون العسكرية واصف عريقات في حديثه مع موقع “الخنادق” أن لجوء جيش بحجم القدرات التي يمتلكها جيش الاحتلال الى استخدام المسيرات في التعامل مع حالة من التسلّح البسيط ومجموعات شعبية في الضفة “يعني اقراره الضمني بقدرات المقاومة وتطورها وشجاعة المقاتلين وجرأتهم على المواجهة الميدانية مقابل نجاح الفلسطيني المقاوم بادخال الرعب لقلوب وعقول الجنود الإسرائيليين”، ومن ناحية أخرى تعدّ هذه “محاولة فاشلة من الجيش الاسرائيلي لاسترداد ما فقد من هيبة ومعنويات وثقة الجبهة الداخلية بجيشها ومؤسساتها الأمنية”، مشيراً الى أن “قادم الايام سيحرم الجنود والمستوطنين من كثير من قدراتهم القتالية”.
من ناحية ثانية، زعم موقع “والا العبري” أن حركة حماس تتعاون بشكل عملياتي وثيق مع حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية من أجل تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وهو ما خلّف تهديداً جديداً وصفته بـ “التهديدات الفردية”.
تتصاعد العمليات الفدائية الشعبية التي ينفذها شباب قد لا ينتمون الى أيّ فصيل كانت آخرها عملية استهداف باص لجنود الاحتلال أوقعت 6 إصابات في غور الأردن والتي أعادت الى الاحتلال مشاهد الانتفاضة الفلسطينية الثانية الى جانب العديد من عمليات الطعن. وقد سجّلت “القناة 11” ارتفاعاً في عدد ما وصفته “بالعمليات الأمنية” الى 150 عملية منذ بدأ العام الحالي مقارنةً بـ 91 عملية العام الماضي. فيما سجّل شهر آب / أغسطس فقط حوالي 832 عملاً مقاوماً في الضفة أصيب خلالها 28 إسرائيلياً بعضهم بجراحٍ خطرة.
في النتيجة تلخّص “صرخة” عضو “الكنيست” عن حزب “يمينا” عميخاي شكلي الذي قال إن منطقة شمال الضفة الغربية أصبحت ممر لانطلاق العمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، (شمال الضفة شرارة انطلاق المقاومة) مأزق الاحتلال ومستوياته كافة. ودعا الى “اتخاذ إجراءات واسعة النطاق من شأنها إعادة الهدوء” فيما تتراجع حقيقة سيطرة جيش الاحتلال على الضفة.
الكاتب: مروة ناصر-الخنادق