ارشيف الموقع

كيف ستوازن دول الخليج بين إسرائيل وإيران بعد الاتفاق النووي؟

دول الخليج

مع وصول العودة إلى الاتفاق النووي إلى مرحلة يتفاءل بها مختلف الأطراف، تتزايد الأصوات المناهضة لإتمام هذه الخطوة. وخاصة فيما يتعلق بـ “إسرائيل” اولاً، وبدول الخليج ثانياً. فلناحية الأخيرة، فهي تتعامل مع إيران انطلاقاً من مصالحها. وهي حتى وان عارضت إتمام الاتفاق، فإنها لن تقدم على أي فعل معاد لطهران في حال توقيعه. وترى بإسرائيل الكيان الذي يمكن الاعتماد عليه لمواجهة ايران التي لا يمكنهم الاستغناء عن إقامة العلاقات معها، حسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت في مقال لها. وتشير الصحيفة إلى انه “في اليوم التالي للتوقيع على الاتفاق ستحتاج دول الخليج لإسرائيل أكثر. فالارتباط (الهادئ) مع إسرائيل يسهم في الأمن القومي وصورة هذه الدول الردعية. لكن على خلفية المكانة الإقليمية الجديدة التي ستتلقاها إيران، فقد تجد هذه الدول صعوبة في تبرير العلاقات مع إسرائيل خشية أن تتضرر منها.

النص المترجم:

بينما يرفع مسؤولون إسرائيليون الصوت في الاتفاق النووي المتبلور مع إيران، تبقى الدول العربية في الظل؛ لأسباب لا تكمن فقط في أسلوب الزعامة والثقافة السياسية المختلفة.

إسرائيل ودول الخليج ترى في إيران التحدي، بالتأكيد الخارجي، المركزي الذي يقف أمام أعتابها. لكن بينما تتعاطى إسرائيل مع التحدي الإيراني كلعبة مبلغها الصفر، فإن النهج العربي يتميز بثنائية بنيوية.

تفهم العديد من الدول العربية بأن ليس بوسعها التصدي لإيران وحدها، ولهذا فإنها تعمل، بتعاون هادئ مع إسرائيل أيضاً، على لجم إيران، وبالتوازي تسعى للإبقاء على علاقات سليمة معها. لكل دول الخليج علاقات كهذه أو تلك مع إيران وهدفها بلورة تفاهمات تقلص خطر المواجهة.

مصر والأردن، الأبعد عن إيران، وإن كانتا قلقتين من تعاظم النفوذ الإقليمي الإيراني، لكنهما تتحدثان ضدها في أوقات بعيدة، وتفعلان ذلك بقدر كبير بسبب مصالحهما الاقتصادية والحاجة لإبداء التضامن مع دول الخليج الغنية.

كان بِود دول الخليج أن تجتث البرنامج النووي الإيراني، لكنها تدرك بأن ثمة حاجة لعمل عسكري لأجل هذا سيؤدي إلى رد فعل إيراني حاد في أراضيها. “لكم أنتم، الإسرائيليين، قدرة على الدفاع عن أنفسكم، أما نحن فلا”، يقول محدثونا من الخليج في أحاديث مغلقة.

كما أنها لا ترى بعين الخير رفع العقوبات عن إيران كجزء من الاتفاق، وتخشى من أن توجه هذه الأموال لتعميق عمل إيران الإقليمي السلبي، وإن كان بعضها، كالإمارات مثلاً، سيتمتع بتعميق التجارة مع إيران. الاتفاق المتبلور يعبر بالنسبة لها ليس فقط عن تعاظم قوة إيران، على حسابها، بل وأيضاً عن ضعف أمريكي.

لكنها لن تنتقد الاتفاق علناً خشية أن يمس ذلك بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، فضلاً عن أنها تدرك بأن قدرتها على التأثير في الاتفاق محدودة، وهي لا تريد أن تخاطر “برزمة التعويضات” التي ستتلقاها، على شكل وسائل قتالية متطورة.

تفضل هذه الدول ترك إسرائيل أن تقوم “بالعمل الأسود”، ومعقول أن بعضها ينسقون فيما بينهم في هذا الموضوع. وبينما تضع إسرائيل ضرورة وقف الساعة النووية على رأس جدول الأولويات، فإن هذه الدول قلقة أساساً من تدخل إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغزة وأفغانستان، ومن تهديد المسيرات والصواريخ الجوالة من جهتها.

في اليوم التالي للتوقيع على الاتفاق ستحتاج دول الخليج لإسرائيل أكثر. فالارتباط (الهادئ) مع إسرائيل يسهم في الأمن القومي وصورة هذه الدول الردعية. لكن على خلفية المكانة الإقليمية الجديدة التي ستتلقاها إيران، فقد تجد هذه الدول صعوبة في تبرير العلاقات مع إسرائيل خشية أن تتضرر منها.

ترى دول الخليج في إيران الرابح الأكبر من الاتفاق. في نظرها، لن تتلقى إيران فقط شرعية مواصلة نشاطها النووي، بل تتمتع بحصانة لا بأس بها لمواصلة العمل في الشرق الأوسط كما تشاء.

بعد الاتفاق مع إيران سيكون من الصعب تشخيص معسكرات واضحة في الشرق الأوسط. فالدول العربية ستواصل اعتبار إيران تهديداً، وبالتوازي تقيم معها علاقات. بالنسبة لها، لا تناقض في ذلك حتى وإن لم ينسجم هذا دوماً مع مصالح إسرائيل.


المصدر: يديعوت احرنوت

الكاتب: يوئيل جوجنسكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى