ٍَالرئيسية

الشهيد رائد العطار..من نواة القسّام الى قيادة لواء رفح

الشهيد القائد رائد العطار

في مثل هذا التاريخ 26 / 8 من العام 2014 جرى وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تصدّت خلال أكثر من 50 يوماً لعدوان الاحتلال على قطاع غزّة، ومنهم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي قدّمت خلال المعركة التي أسمتها “العصف المأكول” ثلاثة من كبار قيادتها هم الشهيد محمد أبو شمالة، والشهيد محمد برهوم والشهيد رائد العطار الذي رافق الجناح العسكري للحركة “كتائب الشهيد عز الدين القسّام” منذ بداية انطلاقته وكان له العديد من البصمات فيه.

فما هي سيرة الشهيد العطار؟

ولد رائد صبحي العطار “أبو أيمن” سنة 1974 في رفح جنوب قطاع غزّة. وانتمى في مقتبل عمره الى حركة حماس وانضم لكتائب القسام، وشارك من خلاله في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية، وفي ملاحقة العملاء. كما عمل على تطوير بنية هذا الجهاز العسكري الذي تدرّج في مسؤولياته ليكون قائد لواء رفح في كتائب القسام وعضو مجلسه العسكري.

في نيسان / أبريل عام 1995، حكمت عليه محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية لمدة سنتين بتهمة التدريب على السلاح ثمّ في العام 1999 وحكمت عليه محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة بالإعدام رمياً بالرصاص بعد تحميله مسؤولية مقتل نقيب في الشرطة برفح أثناء مطاردته ثلاثة من أعضاء حركة حماس كان بينهم العطار. لكن أعيد النظر بالقرار بفعل احتجاجات شعبية كبيرة، واستطاع العطار الخروج من سجون السلطة في ظل استهداف الاحتلال مواقع الأجهزة الأمنية أثناء أحداث الانتفاضة الثانية عام 2000.

ساهم الشهيد العطار في عمليات وحروب كتائب القسّام ضد الاحتلال ومنها “حرب الأنفاق”، وعملية “الوهم المتبدّد” التي قتل فيها جنديان إسرائيليان وجرح خمسة، وأُسِر الجندي جلعاد شاليط، فقد أشرف على عملية الأسر، ثم تابع الاحتفاظ بشاليط طوال خمس سنوات، كما أشرف على عملية تسليمه مع وضع الخطط اللازمة والاحتياطية للتعامل مع أي حدث مفاجئ  الى أن وصفه الاحتلال بـ “صائد الجنود”. بالإضافة الى ذلك، برز دور الشهيد العطار في معركة “الفرقان” عام 2008، ومعركة “حجارة السجيل” عام 2012، و”العصف المأكول” التي استشهد خلالها.

عمل الشهيد العطار على التدريب وإعداد المجاهدين وله بصمة في تأسيس الكلية العسكرية لكتائب القسّام باسم “صلاح شحادة” (مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس) بعد العام 2008.

العطار بعيون الاحتلال

اعتبره الاحتلال ممن ورثوا الشهيد القائد أحمد الجعبري الذي اغتاله  عام 2012 وكان العطار من المستهدفين معه اذ قصف الاحتلال منزله في مخيم “يبنا” بصاروخ من طائرة “أف 16”. وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية “إذا كان هناك شخص يعرف أين الضابط غولدن فسيكون العطار لأنه المسؤول عن جميع الأنشطة العسكرية لحماس في رفح” الذي أسرته كتائب القسّام خلال المعركة عام 2014. وزعمت أنه “على مر السنين أصبح العطار أحد أقوى رجال حماس فهو مسؤول منطقة رفح بأكملها والتي يوجد بها الأنفاق التي أمدت حماس بالمعدات والمواد اللازمة لبناء القوة العسكرية لحماس”.

شهادته وردّ القسام

في 21 آب / أغسطس 2014 قصفت طائرات الاحتلال منزلاً في “تل السلطان” في رفح بـ9 صواريخ أدى الى استشهاد القائد العطار ورفيقه (أبو شمالة و برهوم). فيما كشفت كتائب القسّام بعد 6 سنوات من اغتياله وتحديداً خلال معركة “سيف القدس” في أيار / مايو عام 2021 عن صاروخ جديد من صناعتها المحلية حمل اسم الشهيد العطار (A – 120)  بمدى يصل الى 120 كليو متر ويتمتع بقدرة تدميرية عالية.


الكاتب: غرفة التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى