كشفت قناة 13 العبرية عن ان الرئيس الأميركي، جو بايدن، امتنع عن استقبال “مكالمة طارئة” من رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، فيما امتنع وزير الدفاع لويد أوستن، أيضاً، عن لقاء نظيره الإسرائيلي بيني غانتس. ونتجت عن “القطيعة”، بعدما أغرق كيان الاحتلال البيت الأبيض، برسائل الإدانة والاستنكار بما يتعلق بجهود الولايات المتحدة المبذولة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وعن آخر ما توصلت إليه جهود مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أشار لابيد في إحاطة صحفية، إلى ان “إسرائيل تُجري حواراً مفتوحاً مع الإدارة الأميركية حول جميع القضايا المختلَف عليها”، مؤكداً على “(أننا) أوْضحنا للجميع، أنه في حال التوقيع على الاتفاق، فلن يكون ملزِماً لإسرائيل، وسنتحرّك من أجل منع إيران من التحوّل إلى دولة نووية”. ولفت إلى أن “الاتفاق المطروح حالياً على الطاولة سيمنح إيران 100 مليار دولار سنوياً، وهذه الأموال لن ستصرَف على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وتحت عنوان “إسرائيل تحاول حشد حلفائها ضد الاتفاق النووي مع إيران”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن “إسرائيل قلقة من رؤية الأمريكيين والأوروبيين مستعدين للتوقيع على تسوية جديدة مع طهران، وهو ما جعل الإسرائيليين يكثفون جهودهم الدبلوماسية للتصدي لذلك. لكن، يبدو أن هذه المهمة تزداد سوءاً، حيث يبدو أن الولايات المتحدة مصممة على الانضمام إلى اتفاقية دولية مع طهران، مثل تلك التي أبرمت في عام 2015، والتي انسحب منها دونالد ترامب في 2018، بما يرضي إسرائيل”.
ومع ذلك، تضيف “لوفيغارو”، أنه “يسود حالياً شعور بالإلحاح والإثارة. وسيحاول وزير الدفاع بيني غانس، خلال زيارة للولايات المتحدة، إقناع الأمريكيين بعدم التوقيع على اتفاقية مع طهران. وهي مهمة سيقوم بها أيضاً مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا. كما أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لبيد تحدث في هذا الإطار خلال الأيام الأخيرة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولز لإقناعهما بتبني موقف متشدد تجاه إيران”.
ويعلن الإسرائيليون بصوت عالٍ أنهم لن يشعروا بأي حال من الأحوال بأنهم ملتزمون باتفاق جديد، بينما يلوّحون بتهديدات مستترة بشنّ هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات الإسرائيليين القتالية هذه ليست كلمات فارغة، موضحة أنه في السنوات الأخيرة، يُنسب إلى الموساد عمليات التخريب المتكررة للمنشآت الإيرانية حيث تعمل أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. ويقال إن الموساد استخدم القنابل أو فيروسات الكمبيوتر المتطورة. كما كان العديد من علماء الذرة واختصاصيي الصواريخ بعيدة المدى الإيرانيين، ضحايا عمليات تصفية مستهدفة.
لكن هذه “الضربات” بقدر ما هي مؤلمة ومهينة، إلا أنها لم تعرقل الطموحات حقاً، ولا سيما المعرفة النووية والتكنولوجية التي تراكمت لدى إيران على مر السنين. في عام 1981، وضع سلاح الجو الإسرائيلي على وجه السرعة حداً للطموحات النووية لعراق صدام حسين من خلال تدمير محطة أوزيراك للطاقة، التي بنتها فرنسا. وخلصت الصحيفة إلى القول إن الإيرانيين تعلّموا من التجربة، وقاموا بتفريق مواقعهم الحساسة في مناطق جبلية ودفنها تحت أطنان من الخرسانة.
الكاتب: الخنادق