احمد شعيتو
في خطاب الاربعين ربيعا جدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذكر الحملة المستمرة على المقاومة واهلها بشتى ادواتها ليخلص الى انها لن تؤثر في مسارها وعملها فقال: “لا يتصور أحد أن الحملات الدعائية والاعلام والضجيج والضوضاء والفضائيات والتلفزيونات والمقالات والجيوش الإلكترونية والتوهين والاساءات والشتائم والاتهامات والأكاذيب والشائعات يمكن أن تفت من عزيمة هذه المقاومة وأنه في النهاية هذه المقاومة تقول خلاص يا خيي ملّينا زهقنا بطّلنا”.
اذاً العزيمة هي السر الذي يلغي اثر كل حملة.. واحتفالية “ابجدية النصر” التي شاهدنا مؤثراتها الفنية والبصرية بعرض متميز، اساسه واقع وتاريخ متميز، وثقت مسارا مستمرا لعقود رغم كل التضليل، وعملا جديا رغم قلب الحقائق..
هي ابجدية خطتها وقائع المقاومة وبيئتها وقاعدة شعبية عريضة هي وراء المقاومة والمقاومين فهي عابرة للطوائف كما اكد سماحته سابقا.. ليضيف امس “بالنهاية مسؤولية انسانية ودينية وشرعية وأخلاقية ووطنية وقومية ولا يمكن التخلي عنها نتيجة كل هذا الذي ترونه وتسمعونه وتنفق عليه مليارات الدولارات باعترافهم هم”.
تتصاعد اجراءات الارهاب الاقتصادي الاميركي على لبنان وشعوب المنطقة والقائمة على محاولات الاذلال والتضييق، ومعها تتصاعد “الحرب الناعمة” من قبل واشنطن وحلفائها وادواتها اي الحرب القائمة على التاثير والتشويه وقلب الحقائق في محاولة لتضليل الناس واضعاف ساحة كل من يقاوم اسرائيل ويناوئ سياسات اميركا العدوانية والناهبة لمقدرات الشعوب..
وفي خطابات الامام السيد علي الخامنئي شدد اكثر من مرة على اهمية الانتباه لمواجهة الحرب الناعمة التي تسعى للتاثير في مجتمعاتنا . وفي خطاب له في الاسابيع الاخيرة ذكر ان “ساحة المعركة اليوم هي ساحة القوة الناعمة، والعدو في هذا المجال يسعى لاختراق حصن إيمان الناس القويّ”.
لا تزال الكثير من الاموال تنفق لقلب الحقائق واتهام حزب الله والمقاومة زورا ومحاولة جعل الناس تنسى تضحيات وانجازات المقاومين على مدى اربعة عقود، والتي لولاها لكان الوضع في لبنان في عالم آخر ، ولا ننسى هنا ما ذكره في مرحلة سابقة نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل عن إنفاق مبلغ عشرة مليارات دولار ضمن استراتيجية مواجهة حزب الله. ولقد حاول الاميركيون والصهاينة وادواتهم بمسارات عديدة وخطيرة تنفيذ حملتهم ضد المقاومة وبيئتها وامثلة على ذلك في الفترات الاخيرة:
– تصعيد في تفعيل “جيوش الكترونية” على مواقع التواصل ومواقع الانترنت لقلب الحقائق وشن حملات تضليل في اكثر من ملف وخلق جو معاد لكل ما تقوم به المقاومة وحزب الله والتاثير على البسطاء.. فعندما تتصفح مواقع التواصل ترى في كل ملف توجيها يبدو مدروسا في شن الحملات والاضاليل او التسخيف للدور والانجازات، او ينجر معها مضللون او سطحيون، ولكن بالمقابل هناك كثيرون ممن يدافعون عن الحق والحقيقة.
– تشغيل ابواق اعلامية واشخاص وقنوات على الشاشات والانترنت في لبنان وخارجه مثل بعض اعلام الخليج، تعمل ليل نهار لقلب الحقائق.
– اعتماد كل الاجراءات والقرارات والتدخلات من اميركا وادواتها التي تضيق على شعب لبنان وبالتالي على المجتمع المقاوم في محاولة لتوهينه.
– تكرار محاولة تحميل حزب الله مسؤولية ما عن الاوضاع الاقتصادية القائمة، رغم ان القاصي والداني يعرف من الذي تسبب بهذا الانهيار عبر سياسات الهدر والفساد والنهب والاستدانة ثم سياسات الحصار الاميركية ومنع كل ما يمد العون للبنان.
– محاولة اثارة العديد من الفتن والاحداث الامنية لتصوير المقاومة انها طرف في صراع داخلي ولكن حكمة قيادتها قطعت الطريق
يقول السيد نصر الله في خطابه امس “نحن والناس خلال أربعين عاما، كنا في الخدمة، في أطر العمل الشعبية التي تطورت الى مؤسسات، في جميع المجالات والساحات، ثقافية وتربوية وإعلامية وصحية وخدماتية وإجتماعية وكشفية ونقابية، نحن سنكمل في خدمة الناس في كل الاطر وفي كل المؤسسات وفي كل المستويات وفي كل المناطق، رغم الحصار… سنعزز مؤسساتنا، سنحضر أكثر في الخدمة.
وفيما لا تزال الكثير من الابواق تسعى لتاطير الازمة الاقتصادية والانهيار المالي في مكان اخر فإن السيد نصر الله لا يزال يدعو للتعاون لانقاذ البلد فهو يقول:
“الاستحقاق الآخر الذي شغلنا خلال السنوات الماضية وحاليا هو الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي في لبنان، المرحلة المقبلة يجب أيضاً أن نتعاون جميعا ونساهم في إنقاذ هذا الوضع، في تقديم الحلول في النقاشات الموضوعية البعيدة عن الشعبوية، في إقتراح البدائل وآخرها الموقف الذي ذهبنا اليه في مساندة الدولة اللبنانية لإستنقاذ الكنز اللبناني المخبوء في البحر، من الغاز والنفط الذي يُشكل الامل الاخير والوحيد لإستنقاذ الوضع الاقتصادي في لبنان، وحتى كُنا حاضرين ان نذهب الى مستوى المخاطرة”.
الحملات على المقاومة واهلها عسكريا واجتماعيا واعلاميا ليست جديدة فهي منذ عقود طويلة وإن تصاعدت مؤخرا، لكن اثبتت التجارب والوقائع وآخرها نتائج الانتخابات انه رغم الاموال والاكاذيب فهذه حملات فاشلة ومعظم الناس لا تنسى الحقائق ولا تتنكر لمن دافع عن وجودهم وكيانهم وحرر ارضهم ولا يزال يسعى لتحصيل ثرواتهم ومن قدم الخدمات للناس ولا يزال، والناس تتحمل اثار الوضع الاجتماعي والحصار ولا تتراجع عن وطنيتها فهي تعرف من تسبب باوضاعها ومن تخلى عنها ومن وقف بجانبها.