من جديد، يُعيد الشعب الفلسطيني ومقاومته التأكيد على وحدة الساحات، وبأن سلسلة عمليات “الأسود المنفردة” لم تنتهي في الكيان المؤقت، بل هي مستمرة وإن خفت وتيرتها في الأشهر السابقة. وهذا ما حصل فجر هذا اليوم الأحد، حينما نفذ المقاوم أمير صيداوي عملية خاطفة في مدينة القدس المحتلة، استغرقت ما بين الـ 10 الى 15 ثانية، استطاع خلالها إصابة 9 مستوطنين، بينهم 3 وصفت حالتهم ما بين الخطيرة والمتوسطة الخطورة. ولم تستطع أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية العثور عليه، إلا بعد 6 ساعات من تنفيذ هذه العملية.
وبحسب المعطيات التي نشرتها الوسائل الإعلامية المختلفة، فإن المقاوم صيداوي قد نفذ عمليته ضد حافلة ومركبتين تقل مستوطنين، قرب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، في 3 مواقع مختلفة متقاربة بمنطقة باب المغاربة، بينها قبر داود وحائط البراق.
لتجري قوات الاحتلال بعدها، عمليات تمشيط واسعة بحثا عن المقاوم صيداوي، في كل شوارع القدس. فتم نصب الحواجز بمناطق مختلفة في المدينة، وتوقيف المركبات وتفتيشها، بينما تم إرسال وحدة “اليمام” لملاحقته في حي سلوان بالقدس، حيث قامت بتنفيذ حملة اعتقالات بعد اقتحامها للحي.
ردود الفعل
وفور انتشار خبر العملية، سارعت حركات المقاومة الفلسطينية الى الإشادة بها. فقد اعتبر مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أن هذه العملية أكدت بأن المقاومة هي نهج الشعب الفلسطيني وأنها تمثل نهج حياة في ظل الاحتلال، موضحا أنه طالما بقيت الأرض محتلة، فإن المقاومة ستتواصل مهما تعاظم حجم التضحيات. مضيفاً بأن الشاب البطل الذي نفذ هذه العملية قد أكّد بصرخاته ورصاصاته، أن القدس ستقول كلمتها رداً على اغتيال الأطفال والقادة في غزة ونابلس وفي مقدمتهم تيسير الجعبري وخالد منصور وإبراهيم النابلسي. ومشدداً على أن العملية تبرهن بالفعل والقول، بأن وحدة الساحات ليست مجرد شعار.
أما حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية، فقد اعتبروا بأن هذه العملية البطولية، تؤكد على استمرار وتصاعد الفعل المقاوم بالقدس المحتلة، كما تؤكد على أن مقاومة الشعب الفلسطيني مستمرة بكافة الأشكال، والتي تشكل رداً مباشراً على جرائم الاحتلال.
عملية نوعية بمثابة رد قوي على غانتس
من جهة أخرى يمكننا اعتبار هذه العملية، من أقوى ردود الشعب والمقاومة الفلسطينية، على مسؤولي كيان الاحتلال السياسيين والعسكريين وتصريحاتهم، لا سيما بعد أيام قليلة من انتهاء عدوانه على قطاع غزة، وأيام قليلة أيضاً من مواجهة نابلس البطولية والتي استشهد فيها القائد إبراهيم النابلسي ورفاقه.
فبالأمس السبت، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في تغريدة له على تويتر، أن حكومة كيانه ستعمل على حماية ما يسمى بمنطقة غلاف غزة من أي تهديدات، وأنها ستواصل تقوية هذه المنطقة، من خلال الهجوم والردع ومن خلال الحماية وتعزيز القدرة على الصمود.
لذا تظهر عملية اليوم لغانتس، أن الخطر من عمليات المقاومة الفلسطينية، لا يقتصر على مستوطني غلاف غزة فقط، بل سيصل الى عمق إحتلالهم وقبضتهم الأمنية. فهذه العملية تُضاف الى سلسلة من عمليات الطعن وإطلاق النار، التي شهدتها مدينة القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري، والتي بلغ عددها 8 عمليات، أدّت لعشرات الإصابات بين قتيل وجريح.
الكاتب: الخنادق