الكيان المؤقت في الوقت الراهن: كل الخيارات مرّة ومدمّرة
في ظل ما نعيشه من حالة انتظار، في هذه الفترة الحساسة والحاسمة، من تاريخ لبنان والمنطقة بل والعالم أيضاً، لا سيما بما يتعلق بملف استخراج الثروات الغازية والنفطية البحرية، وعلاقتها بحرب الطاقة العالمية. يبرز سؤال ضبابي واحد في أذهان الكثيرين: هل ستندلع الحرب ما بين المقاومة الإسلامية في لبنان والكيان المؤقت قريباً؟
واللافت بأنه ما من جهة، تستطيع تقديم إجابة حاسمة حوله، وهو ما يدفع بالكثير من المحللين والمفكرين العسكريين والاستراتيجيين، إلى وضع فرضيات وسيناريوهات مختلفة، تتفاوت فيما بينها لناحية نسب تحققها. فالكل يجمع، بأن عملية تقدير الموقف في هذا الموضوع، أصبحت أكثر تعقيداً. لأن عملية صنع القرار، سواء لدى المقاومة أو الكيان، سيتحكم بها فقط ردود الأفعال على الخطوات من كلا الجانبين، والتي تخضع لاحتمال حصول تدهور فيها، لا يمكن لأحد السيطرة عليه.
وحدة الساحات زادت من ضبابية المشهد
ويُشار هنا، إلى أن معركة “وحدة الساحات” التي خاضتها المقاومة الفلسطينية مؤخراً، ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قد زادت من ضبابية المشهد أكثر فأكثر. خصوصاً وأن جيش الاحتلال فشل بشكل كبير، أمام “سرايا القدس” التي حققت صموداً أسطورياً، رغم كل ما تعرضته من استهداف. بحيث تصاعدت وتيرة هجماتها الصاروخية كماً ونوعاً، ولم يستطع جيش الاحتلال من إيقافها، بل ووصلته رسالة قوية من خلال سقوط صاروخين “ثقيلي النوع” في القدس المحتلة.
انتظار السيناريو الأخطر
نتائج هذه المعركة، وإن حاول الإسرائيليون تزييفها واعتبارها نصراً لهم، دفعتهم الى التأكد من وضعهم بعيد كل البعد عن اللطف. فبحسب مقال نشر على موقع “واللا” العبري، تحت عنوان:” رعب الصواريخ: عندما يدخل نصرالله غرفة نومك”، فإن الكيان بسكانه ومبانيه، معرض لأخطر تهديد صاروخي مؤكد عرفه منذ تأسيسه: “عندما ينفتح علينا الشر من الشمال، وهي ليست مسألة إذا، ولكن فقط متى، ستتلقى عدة مئات من المباني ضربات مباشرة، وستتغير الابتسامة على وجوهنا بسرعة كبيرة في خضم وقتها”.
ويضيف الموقع، بأن هذا التهديد موجه ضد “البطن الرخوة” للكيان، أي الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عبر منظومة صواريخ واسعة النطاق من قبل إيران وحلفائها في “هلال النار”. وقد تم نشر هذه المنظومات بشكل منهجي ومستمر ضد إسرائيل، على مدى السنوات العشر الماضية في غزة ولبنان واليمن وإيران والعراق وسوريا. ويضيف الموقع بأنه وفقاً لتقديرات العديد من الجهات، من بينها معهد دراسات الأمن القومي، فإن هذه الحلقة تطوق إسرائيل بأكثر من ربع مليون صاروخ من مختلف الأنواع، بمدى ورؤوس حربية متنوعة، بعضها يتمتع بمستوى عالٍ من الدقة. ويتراوح حجم كتلة هذه النيران الصاروخية، بين 1200 و3000 صاروخ وصاروخ كل يوم، أي ما يوازي 20 ضعف ما كان يسقط على إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية.
وأكدّ “واللا” بأنه بحسب جميع الخبراء الذين تحدث معهم، فإن هؤلاء يعتقدون بأن نطاق هذه الصواريخ سيستهدف ملايين المنازل والأهداف الاستراتيجية العسكرية والمدنية في الكيان، الذي لا يملك في الوقت الحالي رد دفاعي كافٍ له.
وهذا ما دفع بالرئيس السابق للقسم الأمني والسياسي في وزارة الحرب الجنرال عاموس جلعاد، والذي شغل منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية – أمان، الى القول بأنه “لا يوجد أي أساس مطلقًا لمقارنة التهديد كما رأيناه في العملية الأخيرة، بالتهديد الذي يواجهنا من جهة حزب الله. فإذا أطلقت الجهاد حوالي 1000 صاروخ ضد العمق الإسرائيلي في ثلاثة أيام، ولدى حماس القدرة على إطلاق النار ضعف هذا العدد، فإن قوة نيران حزب الله أكبر بعشر مرات، سواء من حيث العدد أو من حيث وزن الرؤوس الحربية ودقة الصواريخ”.
لذلك فإنه يمكننا الاستنتاج بشكل حاسم، أن كل الخيارات أمام صنّاع القرار في الكيان: مرّة ومدمّرة.
الكاتب: علي نور الدين-الخنادق