وكتبت” النهار”: ما يمكن استخلاصه من كثافة التحركات والزيارات في الأيام الأخيرة للديمان يتمثل في “استشعار” الجهات السياسية كما المرشحين غير المعلنين بعد بان بوابة العبور الأساسية الى بداية التعامل مع مرحلة طرح المرشحين قد اوشكت على الانطلاق . ولم يكن ادل على ذلك من انفتاح مرحلة تحديد المواصفات الرئاسية على الغارب بما يوحي ان “تحمية” الاستحقاق بدأت واقعيا عبر طرح المواصفات تمهيدا لمقاربة مرحلة طرح المرشحين ولو ان بداية المهلة الدستورية في الأول من أيلول لا تعني حكما ان خريطة السباق الى بعبدا ستبصر النور او ان الأسماء الجدية للمرشحين ستنكشف بسهولة . ذلك ان ثمة جهات معنية برصد كل التحركات المتصلة بالاستحقاق سياسيا وديبلوماسيا تقول ان حذرا كبيرا يسود كواليس معظم القوى النافذة داخليا في انتظار جلاء الغموض الكبير الذي يحوط المعطيات الخارجية والداخلية التي ستؤثر على الاستحقاق وان هذه الحالة الضبابية تبقي كل الاحتمالات السلبية قائمة ومنها احتمال الفراغ الرئاسي . لذا لن تقدم الكتل الكبيرة على احراق اوراقها ومرشحيها قبل اقتراب المهلة الدستورية من مراحل متقدمة علما ان ثمة قلقا اخر يسود كواليس الكثيرين ويتعلق بمصير ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والذي يحوطه منذ أسبوعين غموض متجدد يفترض تبديده في وقت قريب وقبل بداية أيلول .
اذن بدا واضحا ان ثمة مقدمات تتكثف لجولات من التحركات والمشاورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي اذ يشهد الصرح البطريركي الصيفي في الديمان حركة كثيفة على خلفية دورها المؤثر في الاستحقاق الرئاسي . وثمة توقعات بان الاتصالات التي بدأت لبلورة صورة الانتخابات الرئاسية، ستتكثف تباعا وتصاعديا وسط العد العكسي لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية اعتبارا من منتصف ليل 31 آب – الأول من أيلول .
وفي هذا الاطار وغداة لقاء كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووفد قيادي بارز من ”
حزب الله” ، يجري التواصلُ على خط النواب المعارضين لثنائي العهد – حزب الله اذ سيتخذ ابعادا جديدة بدفع من “القوات اللبنانية ” المصرّة على التواصل مع كل المعارضين اكانوا من التغييريين او المستقلين او الحزبيين لرص الصف ومنع وصول مرشح 8 آذار الى بعبدا. وذكرت معلومات ان هذه الاتصالات ستشمل المختارة التي ترفض معراب اعتبارَها في الخندق الآخر، خصوصا ان جنبلاط أعلن ان هناك تباينات مع “حزب الله“. وسيعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا اليوم يتناول فيه التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي .
كما ان الحركة التنسيقية التشاورية ستجري ايضا في كواليس 8 آذار. فحتى الساعة، الحزبُ لم يحسم موقفه ولا اسم مرشحه، وقد بدأت هذه الضبابية تثير الخلافات من جديد، بين كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الطامحَين الى الرئاسة والى كسب دعم الضاحية لترشيحيهما.
وكتبت” نداء الوطن”: بعدما فصّل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “الثوب الرئاسي” على قياسه في الديمان من خلال “الموعظة” المطوّلة التي ألقاها السبت على مسامع اللبنانيين حول ما يراه من مواصفات يجب أن يتحلى بها الرئيس العتيد، أتت عظة الأحد أمس ليعيد من خلالها البطريرك الماروني بشارة الراعي تصويب بوصلة الموقف الكنسي حيال الاستحقاق الرئاسي بشكل يمحو “الإسقاطات السياسية” التي سعى باسيل إلى إضفائها على منبر الصرح البطريركي.ومن باب التضرع “لكي يتوب المسؤولون السياسيون إلى الله والشعب والوطن”، شدد الراعي في عظته على استحالة “أن يعيش لبنان هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري”، ليؤكد على هذا الأساس ضرورة “التزام المرشحين الجدّيين لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، ليكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي”، ولأنّ “الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها”، مطالباً بأنّ يبادر أي مرشح لموقع الرئاسة الأولى إلى “إبداء تصوره للمشاكل والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية”، بما يشمل “أولوياته الوطنية والإصلاحية والمسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته، وتطبيق اللامركزية الموسعة، وعقد مؤتمر دولي خاص
بلبنان وتحديد نقاطه من بينها القرارات الدولية، وكيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم، وخطته لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم واقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000″، وخلص في ضوء هذه المواصفات إلى إعادة التوكيد على أنه “في هذه المرحلة المصيرية لا يجوز أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح”.
وظهر اليوم، يعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب ليعيد التأكيد على “المواقف المبدئية” إزاء الاستحقاق الرئاسي المقبل، كما نقلت مصادر “نداء الوطن”، موضحةً أن الموقف القواتي الثابت في هذا الإطار يتمحور حول ضرورة التصدي لمحاولات تمديد الأزمة في البلاد لست سنوات إضافية من خلال الاتيان بـ”رئيس تسوية” غير قادر على الحل والربط، مع التشديد في المقابل على أنّ خشبة الخلاص الوحيدة للبنان واللبنانيين هي في انتخاب “رئيس سيادي يمتلك برنامجاً إنقاذياً ويقدر على تنفيذه”.
واشارت مصادر القوات لـ”البناء” الى ان طرح باسيل انتخاب الرئيس من الشعب يحتاج الى تعديل دستوري وهو مرفوض خاصة، مشيرة الى ان باسيل يحاول الترويج لطرح كهذا منذ فترة لأنه مقتنع ان هناك شارعا شيعيا سيكون مساندا له”.
وكتبت” اللواء”: بدا امس، التباين الحقيقي بين التوجهات الكنسية والتوجهات السياسية للتيارات والكتل النيابية المسيحية، وهذا ما بدا واضحا من نتائج زيارة باسيل الى الديمان ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث طلب منه الدعوة لعقد لقاء للقيادات المارونية والمسيحية للاتفاق على مواصفات الرئيس، وعدم التنازل عن سقف الرئيس القوي الذي يشكل العماد عون نموذجه.
وجاءت المواصفات التي حدّدها الراعي في عظة الاحد امس مخالفة «للرئيس القوي في بيئته» والذي يمثل وجدانها وغير مسموح ان يسققط.. مما يعني ان افتراقاً قوياً حاصل قبل الزيارة وبعدها بين بكركي التي عادت ان «تكون الصوت الذي يعبّر عن مكنونات اللبنانيين، والجهر بالمواقف الوطنية المصيرية».
وقال مدير مكتب الاعلام في بكركي وليد غياض لـ«اللواء»: ان لقاء البطريرك الراعي والنائب باسيل، كان لقاء صريحاً جداً، وكان هناك تقارب في الافكار حول تقييم المرحلة التي تمر بها البلاد، وحول ضرورة تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية بالتوافق حول اكثر المواصفات للرئيس العتيد. وابدى باسيل استعداده لتلبية اي مسعى او لقاء يقترحه البطريرك بدءاً من البيت المسيحي ويتوسع ليشمل الاطراف الاخرى، نظراً لما تمثله بكري والبطريرك من مرجعية او قيادة تجهد لتحقيق الاستحقاقات المقبلة، لا سيما بعد فقدان الثقة الخارجية بلبنان.
واضاف غياض: ان بكركي ليست بعيدة عن هذه الاجواء، لهذا لقاءات البطريرك تشمل كل الاطراف لمعالجة المشكلات القائمة.
واوضح رداً على سؤال ان اجواء لقاء البطريرك بوفد اللقاء الديموقراطي كانت إيجابية ايضاً وكان تأكيد من جنبلاط الابن على مرجعية بكركي ودورها الوطني، وهو أيد مواقف البطريرك من الامور المطروحة، واكد ان مصالحة الجبل ثابتة ولن يعود الزمن الى الوراء، بل هي سائرة الى الامام بخطوات عبر التنسيق والتواصل وتوحيد المساعي لتثبيتها اكثر.