بدا واضحاً أنّ ثمّة مقدمات تتكثّف لجولات من التحركات والمشاورات المتّصلة بالاستحقاق الرئاسي، وكان لافتاً أنّ الصرح البطريركيّ الصيفيّ في الديمان بدأ يشهد حركة كثيفة على خلفية دورها المؤثر في الاستحقاق الرئاسي. وثمّة توقعات بأنّ الاتصالات التي بدأت لبلورة صورة الانتخابات الرئاسية، ستتكثف تباعاً وتصاعدياً وسط العدّ العكسيّ لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية اعتباراً من منتصف ليل 31 آب – الأول من أيلول
وفي هذا الاطار كتبت “النهار”: غداة لقاء كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووفد قيادي بارز من “حزب الله“، يجري التواصل على خط النواب المعارضين لثنائي العهد – “حزب الله” إذ سيتّخذ أبعاداً جديدة بدفع من “القوات اللبنانية” المصرّة على التواصل مع كلّ المعارضين أكانوا من التغييريّين أو المستقلّين أو الحزبيّين لرصّ الصفّ ومنع وصول مرشح 8 آذار إلى بعبدا. كما يستعدّ لقاء الـ16 نائباً الذي انعقد الأسبوع الماضي لعقد لقاءه الثاني الثلثاء المقبل. وذكرت معلومات أنّ الاتصالات ستشمل المختارة التي ترفض معراب اعتبارَها في الخندق الآخر، خصوصاً أنّ جنبلاط أعلن أنّ هناك تباينات مع “حزب الله“.
كما أنّ الحركة التنسيقية التشاورية ستجري أيضاً في كواليس 8 آذار. فحتى الساعة، الحزب لم يحسم موقفه ولا اسم مرشحه، وقد بدأت هذه الضبابية تثير الخلافات من جديد، بين كل من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الطامحَين إلى الرئاسة وإلى كسب دعم الضاحية لترشيحيهما“.
وجاء في افتتاحية “نداء الوطن”: مع بدء العدّ العكسي لنهاية عهد الرئيس ميشال عون، شكّل الاستحقاق الرئاسي مادّة دسمة على طاولة اللقاء الذي جمع في الديمان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي اعتبر ان قضية المطران موسى الحاج تمّ استغلالها سياسياً، رافضاً اتهام بكركي بالعمالة.
وعرّج باسيل على الملف الحكومي، فجدّد اتهام الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي بأنه لا يرغب بتشكيل حكومة لأنّه يراهن على الفراغ الرئاسي لإدارة البلاد عبر حكومة تصريف الأعمال.
وبالانتقال الى الاستحقاق الرئاسي، توسّع باسيل بالحديث عن مواصفات الرئيس المقبل وركّز أكثر من مرّة على اهمية ان يتمتّع بتمثيل شعبي قويّ، مبدياً تأييده لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وعندها “لا يعود هناك داع للنصاب في المجلس او النصف زائداً واحداً“.
وقال إنّ «قوة موقع الرئيس مرتبطة بالصلاحيات التي لديه، ولو كانت قليلة، والمهم أن يستعملها، والجانب الآخر هو شخصه ومواصفاته، والأمر الثالث هو التمثيل، وتمثيل الرئيس يتجسّد بكتلة نيابية ووزارية تدعمه وتزيد من قوة صلاحياته وموقعه»، معتبراً أنّ القرار في هذا الموضوع يجب أن يكون «عند الممثلين الفعليين»، مضيفاً أنّ «»هذه مناسبة لكي تقوم بكركي بمبادرة في هذا الإطار ونحن نتجاوب معها».وشدّد باسيل على أنّ رئيس الجمهورية «يجب أن يكون منتخباً مباشرة من الشعب ويجب أن يكون من الناس، الأمر الذي يمنع خطر الفراغ».