وحذرت مجموعة «أنيرغواتوم» الأوكرانية المشغلة للمحطة من أن «الوضع يزداد سوءا»، مشيرة إلى «وجود مواد مشعة في مكان قريب وتضرر أجهزة عدة لاستشعار الإشعاعات». وأعلنت إنيرغواتوم تسجيل 5 ضربات جديدة في المحيط المباشر لمستودع للمواد المشعة، متهمة القوات الروسية بشنها.
من جانبه، قال يفغيني باليتسكي، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية التي أقامتها موسكو في هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا ويسيطر عليها الروس «حاليا لم يسجل أي تلوث في المحطة ومستوى النشاط الإشعاعي عادي»، مشددا على أن «أطنانا عدة» من النفايات الإشعاعية مخزنة في المكان.
وأكد فلاديمير روغوف عضو الإدارة المدنية العسكرية لمقاطعة زاباروجيا الموالية لروسيا، أن نظام الدفاع الجوي الروسي صد هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة شنته القوات الأوكرانية على مدينة إنيرغودار ومحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على محطة زاباروجيا في الرابع من آذار بعد أيام قليلة على بدء الحرب. وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا جنوبي شرقي أوكرانيا، ويشهد محيطها هجمات جوية تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنها. وتوفر المحطة التي تضم 6 مفاعلات نووية نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاوات/ساعة.
استعداد لحدوث كارثة
وإزاء ما يحدث، قال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الخميس، إن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة لأي احتمال بالنسبة لمحطة زاباروجيا للطاقة النووية، بما في ذلك عملية إجلاء السكان من المنطقة.
وأضاف موناستيرسكي لرويترز أن «المحطة حتى اليوم ليست في أيدي العدو فقط ولكن في أيدي أشخاص غير متعلمين قد يسمحون بحدوث مأساة».
وحذرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة من خطر وقوع كارثة نووية مثل تشرنوبل، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس المجتمع الدولي إلى «التحرك الفوري» لإخراج الروس من محطة زاباروجيا للطاقة النووية المحتلة التي استهدفت بعمليات قصف.
وقال الرئيس الأوكراني إن القصف الروسي بدأ يتسبب في تسرب الإشعاعات إلى أوروبا عبر الهواء. وأكد أن روسيا قصفت محطة زاباروجيا رغم علمها بخطورة هذا الأمر، وأكد أن المحطة هي ثالث أكبر محطة نووية على مستوى العالم.
ورأى زيلينسكي أن روسيا تضلل العالم بإخفاء خطر الإشعاع النووي في محطة زاباروجيا، مشيرا إلى أن العالم يحتاج للحماية من هذا الخطر.
جلسة مجلس الأمن
وأمام جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن قلقه البالغ إزاء تعرض محطة زاباروجيا النووية للقصف، ودعا إلى وقف كل الأعمال العسكرية في المنطقة.
وحذر غروسي خلال حديثه عبر الفيديو أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع في المحطة النووية، من عواقب وخيمة للغاية للأنشطة العسكرية قرب المحطة. وأوضح أن «الوضع حرج ويجب السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرّية بإرسال بعثة إلى زاباروجيا في أسرع وقت ممكن».
وشدد غروسي على أن «الوقت ينفد»، في حين تحاول الوكالة منذ أسابيع إرسال بعثة لتفقد المحطة النووية.وعندما سئل عن اتهامات للأمم المتحدة بالمسؤولية عن تأخر إرسال بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الموقع، رفض الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس هذه الفكرة مجددا.
وأوضح ستيفان دوجاريك أن «الأمر يتعلق بمحطة نووية في قلب ساحة معركة (…) هناك كثير من العقبات».
ومن أجل ضمان سلامة الموقع والسماح بوصول بعثة تفقّديّة، دعا غوتيريش والولايات المتحدة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زاباروجيا.
من جهتها، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون نزع أسلحة الدمار الشامل بوني جينكينز إن «الحل لما يجري في زاباروجيا بسيط. الولايات المتحدة تدعو روسيا الاتحادية إلى سحب قواتها فورا من الأراضي الأوكرانية».
في المقابل، حمّل السفير الروسي فاسيلي نبينزيا أوكرانيا وحلفاءها المسؤولية قائلا «ندعو الولايات المتحدة الداعمة لنظام كييف (…) إلى إجباره على وضع حد نهائي للهجمات التي تستهدف محطة زاباروجيا «، كما «ندعو الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إبلاغ السلطات الأوكرانية بأن أفعالها غير مقبولة».وتابع «الحجم الحقيقي لكارثة نووية في المحطة يصعب تخيّله. المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الدول الغربية الداعمة لكييف»، واصفا الاتهامات الموجهة إلى موسكو بأنها «سريالية» و»تثير السخرية» و»عبثية».
مساعدات غربية
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الدانماركي مورتن بودسكو، إن دولا غربية تعهدت بتقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار يورو (1.55 مليار دولار) لأوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية في حربها مع روسيا.
وأضاف بودسكو في مؤتمر صحفي، أن الأموال التي تعهدت بتقديمها 26 دولة في مؤتمر في كوبنهاغن، ستُستخدم لتوفير إمدادات الأسلحة والصواريخ والذخيرة الحالية، وزيادة إنتاج الأسلحة لأوكرانيا، وتدريب الجنود الأوكرانيين، وإزالة الألغام من المناطق التي مزقتها الحرب.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت بريطانيا أنها ستزود أوكرانيا بأنظمة إطلاق صواريخ متعددة يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 80 كيلومترا.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان إن تزويد أوكرانيا بالأسلحة سيساعدها على الدفاع عن نفسها في مواجهة المدفعية الروسية الثقيلة.