ترقب لبناني لنتائج محادثات هوكشتاين في إسرائيل.. نصرالله يدعو الى تشكيل حكومة ويشكك بالاستحقاق الرئاسي
ينتظر ان يتصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية واجهة الاهتمامات مجددا بانتظار عودة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين من اسرائيل، حاملاً معه الجواب الشافي على المقترحات اللبنانية المتعلّقة بالترسيم النفطي
.
وقالت مصادر متابعة لملف الترسيم لـ«الجمهورية» ان لبنان لن يقبل بأي تأجيل اسرائيلي للبَت النهائي بملف ترسيم الحدود لاقتناعه انّ هذا التأجيل ينطوي على توجه اسرائيلي للهروب من هذا الاستحقاق، او على الاقل الهروب من الاقرار بحدود لبنان وحقوقه النفطية والغازية اذ لا ضمان في انّ اسرائيل ستعود الى التفاوض لإبرام الاتفاق مع لبنان بعد انتخاباتها، التي قد توصِل الى السلطة جهات اسرائيلية متشددة ترفض الاقرار بحقوق لبنان التي تحددها المواثيق والقوانين الدولية المرعية الاجراء.
وكتبت” الديار”: يصر حزب الله على عدم منح اسرائيل اي مكسب معنوي او سياسي وطبعا ليس عسكريا او امنيا. ولهذا ولد الاقتراح» «ميتا»، والان ينتظر اللبنانيون عودة هوكشتاين الى بيروت «ليبنى على الشيء مقتضاه». خصوصا ان التوقعات تشير الى انه سيحمل معه موافقة اسرائيلية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة وهذا يعني ان اسرائيل قد وافقت على المقترحات اللبنانية حيث يفترض من الوفدين التقنيين وضع اللمسات الاخيرة عليها.ووفقا للمعلومات تم ابلاغ هوكشتاين ان لبنان غير معني بالوضع الداخلي في إسرائيل فالانتخابات المبكرة التي ستجري قريباً، لا تعنيه واي محاولة لتاجيل التسوية الى ما بعد الاستحقاق يحمل مخاطر كبيرة خصوصا اذا اصرت اسرائيل على التنقيب في «كاريش»
في ظل هذه المعطيات أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أن “اليد الّتي ستمتد إلى أي ثروة من ثرواتنا ستُقطع، تمامًا كاليد الّتي امتدّت إلى أرضنا وقرانا ومدننا ودمنا“.
وفي كلمة خلال ختام المسيرة العاشورائية أمس، التي حلّت هذا العام على وقع الملفات الشائكة لبنانياً، والساخنة إقليمياً، شدّد على “موقفنا المعروف بشأن الترسيم والنفط والغاز، ونحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية، وسنبني على الشيء مقتضاه، ولكن أقول لكل اللبنانيين ولا سيما لمحور المقاومة يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، ونحن في هذه المعركة جادون الى أبعد درجات الجدية“.
وأضاف متوجّهاً إلى الأميركيين “الذين يقدّمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا وسطاء”، وإلى الإسرائيليين قائلاً إنّ “لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق، ولا يجرّبنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا أحد
“.
و دعا نصرالله في خطابه، “بكلمات مختصرة إلى أقصى تعاون سياسي وشعبي ورسمي لتجاوز الصعوبات والأزمات الحالية، وإلى تشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات وخصوصاً أن هناك من يتهدد لبنان بفراغ رئاسي، لا بد من حكومة حقيقية تتحمل المسؤوليات، فإذا أنجز الاستحقاق الرئاسي فبه نعمة، وإن لم ينجز ستكون هناك في الحد الأدنى حكومة قادرة على مواجهة الأزمات“.
وفي الشأن الفلسطيني، مع دخول هدنة غزة يومها الثاني على وقع اقتحام الجيش الاسرائيلي مدينة نابلس في الضفّة الغربية، قال نصرالله: “نحن موجودون دائماً في الجبهة الأمامية”، مضيفاً أنّ “فلسطين هي القضية المركزية ونحن لا نتوقع من الأميركيين أو المستبدين الرحمة أو العدالة ولكن نتوجه إلى من يدّعون العروبة أين هم من الدماء المسفوكة في الضفة والقدس وغزة؟“.
وعرّج على العراق “الأرض المقدسة” آملاً “أن يعمل جميع الأعزاء بحكمة من أجل أن ينقذوا العراق من أجل العراق ومن أجل الأمة كلها وفي صراع الأمة في مواجهة قضاياها الكبرى“.
وفي الأزمة السورية، رأى أن “الحرب الكونية التي شنّت على سوريا لم تخفّف من عزيمة شعبها ولا حكومته”، داعياً إلى “رفع الحصار والعقوبات عنها”. كما جدد دعمه للحوثيين في اليمن.
وفيما كان نصرالله يوجه رسائله إلى اسرائيل، في إطار المفاوضات حول النفط الغاز، نفى المكتب الإعلامي لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل نفياً قاطعاً ما روّج له موقع هيئة البث الإسرائيلية عن “اجتماعات عقدها باسيل مع مسؤولين إسرائيليين تناولت مسألة ترسيم الحدود البحرية”، مؤكداً أنّ “هذه الاخبار المشبوهة تأتي في سياق إسرائيلي يرمي الى التشويش على المفاوضات الحاصلة، كما يعكس استهدافاً شخصياً له تتشارك فيه آلة الكذب الاسرائيلية مع ادوات في الداخل اللبناني“.