خاص أهداف اقتصادية في مرمى العدو
فيصل الأشمر – خاص الناشر |
لم تنتهِ بعد المعركة الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على لبنان، وما زالت آثار الحصار والضغط الاقتصاديين ظاهرة على اللبنانيين، بانتظار من يصرخ أولًا، واشنطن أو المقاومة.
وإذا كانت المعركة الاقتصادية -ولنسمّها على سبيل الاستعارة المباراة- لم تنتهِ بعد، إلا أن لبنان بمقاومته يتقدم على العدو بأهداف ثلاثة؛ الهدف الأول سجله الفريق الخصم في مرمى حارسه، بعد ارتداد مفاعيل الحصار الاقتصادي سلبًا عليه، فإذا بجمهور المقاومة بدل أن يصرخ في وجه قيادتها، يصوت لها في الانتخابات النيابية التي جرت في شهر أيار، مع ما شهدناه قبل الانتخابات من ثبات جمهور المقاومة في وجه الحصار، بسبب رواتب أفراد حزب الله التي يحصلون عليها بالدولار ما أنعش حالهم اقتصاديًّا، وإن في بدايات الأزمة فقط، لكنهم ما زالوا قادرين على الوقوف على أقدامهم مادّيًّا مقارنةً بغيرهم من اللبنانيين موظفين رسميين وعمال قطاعات خاصة، حتى أنهم استطاعوا مساعدة أهلهم وآخرين ماديًّا لمواجهة الأزمة الاقتصادية.
الهدف الثاني في مرمى المحاصِر الأميركي سجله حزب الله يوم أعلن أمينه العام السيد حسن نصر الله عن استقدام سفن الوقود من الجمهورية الإسلامية، وحصل الأمر، وأمكن مساعدة اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف، في مقابل وعد كاذب أميركي بتسهيل حصول لبنان على الكهرباء الأردنية والغاز المصري.
الهدف الثالث، ولا أظنه سيكون الأخير، هو تهديد السيد نصر الله بقصف منشآت استخراج النفط والغاز “الإسرائيلية” “إذا مُنع لبنان من حقوقه في الاستخراج من مناطق قبالة سواحله”، معلنًا أن “التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إليها أشرف بكثير من التفريط في حقوق لبنان والاستمرار في مسار الانهيار الذي يفاقم معاناة الشعب”، وهو ما دفع “الوسيط” الأميركي هوكشتاين إلى العودة إلى لبنان ليستمع إلى موقف رسمي لبناني متين، قلما شاهدنا مثيلًا له، من موضوع النفط والغاز في مياه لبنان الإقليمية، وهو ما دفع إلى هذه التصريحات “الإسرائيلية” من سياسيين وأمنيين وإعلاميين معبرة عن الانتصار الذي حققه حزب الله على العدو.
لم تنتهِ المباراة الاقتصادية بعد، والمنتظَر أنها لن تنتهي بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في مركى العدو الأميركي الإسرائيلي، وبانتظار النهاية، يجلس جمهور المقاومة هادئًا مطمئنًّا واثقًا بفريقه وحكمة قائده، بينما يجلس جمهور الفريق الآخر، لا سيما من اللبنانيين، مضطربًا قلقًا شاتمًا فريق المقاومة وجمهوره، نافخًا في أبواق الفتنة والأكاذيب والافتراء، وكل هذا لن يجديه نفعًا.