كتّاب الديار
كانهيارات صوامع اهراءات «البور» التي عصت على حرب ال 15 سنة، يتهاوى الحجر وآمال البشر في لبنان على البطيء ، لا يشفع فيهم جوع ولا عطش، فيما العالم تتقدمه الام الحنون يعطي جرعات «اوكسجين» لطبقة شاركته «بالتكافل والتعاون» نهب الثروات وتغطية قتل الارواح، لتحل الذكرى الثانية لتفجير مرفا بيروت والامور «تيتي تيتي»، بعدما فعل «ريس» الايليزيه فعله في اجهاض ثورة كانت يومذاك ستاكل الاخضر واليابس، فاقنع اللبنانيين الغاضبين بانه سيتولى عملية «قبعهم «، ليكتشفوا مع «طلوع الضو» انهم اكلوا الضرب، قبل ان يردوا له الصاع بالوكالة في الانتخابات التشريعية.
وبينما التحقيقات نحو كشف الحقيقة في قضية 4 آب معطلة عن سابق اصرار وتصميم، يصر وزير سيادي على التأكيد في مجالسه الخاصة بان التحقيق التقني في كارثة بيروت قد انتهى، ساخرا من نظرية «المؤامرة» في انهيار الاهراءات لطمس الحقيقة و»تنضيف ساحة الجريمة» كما يحاول البعض التسويق، مستبعدا سبب العمل العسكري حاصرا الامر بالاهمال وقلة المسؤولية، من جهة، وجهل الجهات المعنية في غالب الاحيان بطبيعة المواد التي يتعاملون معها.
وجهة نظر لا تقنع بكركي ولا مطرانية بيروت، فراعي الاولى «مستشرس» في هجومه، يعاونه ارشمندريت بيروت في حملة قصف مركز يستهدف السلطة بكل مستوياتها، التي تقول للعالم اجمع «كاد المريب ان يقول خذوني»، فهي لا ترحم بتحقيقها الضحايا، ولا تسمح برحمة تحقيق دولي عل انفس الابرياء ترتاح ومعها الاحياء من اقربائهم ومحبيهم.
غير ان كلام الكنيسة بشقيها، بقي صوتا بلا صدى في براري المسؤولين، التي «عجقت» مواقع التواصل الاجتماعي بتغريداتهم بنفس «لا حول ولا قوة» من قبل من يملكون مفاتيح الحل والربط، فيما اهالي الضحايا خائبون تائهون يتساءلون عن شعب عظيم استسلم لقدره رافعا العشرة في وجه جلاديه ، منتظرا سقوط الاهراءات ليبني على الشيء مقتضاه.
وسط هذا المشهد جاءت التحركات الشعبية في الذكرى الثانية دون المستوى المطلوب، رغم الاجواء المسربة نهاية الاسبوع الماضي عن احداث منتظرة، قد تكون ذات طابع امني، ما دفع بالكثير من السفارات الغربية في بيروت الى وضع اطقمها الامنية والاستخباراتية في حال التاهب القصوى والجهوزية العالية والبقاء على السمع، دون تحديد اي مدة زمنية للاجراءات المتخذة، ناصحة بعدم التنقل ليلا.
غير ان هذا الاحباط لم يمنع الاهالي من الاستمرار في معركتهم، بعدما توافرت لديهم وثائق ومعلومات جديدة ، لم تكشف المعطيات مصدرها، وان كان اغلب الظن ان مصدرها جهة خارجية، سمحت لفريق الادعاء بتحديد لائحة اتهام باسماء عدد من المسؤولين الامنيين والسياسيين والقضائيين، حيث ينتظر ان يتقدم فريق المحامين باخبار الى النيابة العامة التمييزية اليوم بملف كامل، رغم التوقعات بان الامور لن تكون سهلة.
«دولتي فعلت هذا»، شعار «زين» الجدران المحيطة بمرفا بيروت الذي كلف تدميره أكثر من 200 شهيد و6000 جريح، بتدور رزنامة الزمن دورة كاملة حتى عاد اليوم المشؤوم ، ليذكرنا بما لم ولن نستطيع أن ننساه يوما، من وضع السلطة القضائية وهيبتها في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع السلطة السياسية الخائفة على سطوتها وجبروتها واستمراريتها.
الاسئلة التي قد لا نجد الاجوبة الشافية عنها قبل الذكرى الثالثة كثيرة، وحده المؤكد ان «الشاهد الصامت» الذي افتدى «بباطونه المسلح» بيروت لم يستطع الصمود أكثر من عامين آخذا سره معه… وهو ما اراده كثيرون، في بلد اللاعدالة واللاعقاب تحول فيه كل يوم إلى 4 آب جديد…