يستذكر اللبنانيون اليوم كارثة انفجار مرفأ بيروت الأليمة من خلال صور الانهيارات المتتالية لإهراءات القمح في المرفأ، وعلى الرغم من مرور عامين على الحدث، إلا أن النار في قلوب أهالي الضحايا لم تهمد، كما نار الظلم المتقدة في قلوب الموقوفين في السجون من دون محاكمة، فيما لا تزال التحقيقات قابعة في زواريب السياسة الداخلية
وفي الذكرى السنوية الثانية للانفجار لن يمشي جميع أهالي الضحايا في مسيرة موحّدة. بينما تمشي مجموعة وتصل إلى تمثال المغترب أمام المرفأ، ستلازم مجموعة ثانية المنزل حتى الخامسة عصراً وتحيي الذكرى أمام البوابة الرقم 3 للمرفأ. هكذا ينقسم الأهالي في الرابع من كل شهر. لم ينجحوا في الحفاظ على العهد الذي قطعوه: «لن تفرّقنا الطائفية ولن ينحرف مسار البحث عن الحقيقة في الزواريب السياسية»، حسب ما كتبت زينب حمود في” الاخبار“.
وقالت” اللواء”: المناسبة اليوم الخميس 4 آب اعلان الحداد الوطني في الذكرى الثانية لفاجعة انفجار مرفأ بيروت: إقفال رسمي في الدولة والوزارات والادارات، على وقع معاناة أهل الضحايا الذين سقطوا من جراء الانفجار او اصيبوا بجروح طفيفة او خطيرة مع تجاذب وتلاعب على الحقيقة وحولها، وانقسام وطني وقضائي، وحتى دخل صفوف اهل الضحايا، الامر الذي يعكس المعاناة الهائلة للبنانيين، المصابين وغير المصابين، في ظل ازمة مستفحلة، في السياسة والنقد والخدمات الضرورية والاحوال الحياتية والمعيشية.
ووجّه البابا فرنسيس نداءً في هذه الذكرى، متمنياً ان يستمر لبنان في السير على طريق «الولادة الجديدة». وقال «أوجه فكري إلى عائلات ضحايا هذا الحدث الكارثي وإلى الشعب اللبناني العزيز وأدعو الله أن يعزي الجميع بالإيمان وأن تواسيه العدالة والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أبدًا». تابع «آمل أن يواصل لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، السير على طريق «الولادة الجديدة»، والبقاء وفياً لدعوته في أن يكون أرض سلام وتعددية، حيث يمكن للجماعات من مختلف الأديان أن تعيش في أخوّة».