المقاومة لهوكشتاين: “إيجابية” لصالح لبنان واليد على الزناد!

عاموس هوكشتاين

جرت العادة أن يتم استقبال الوفود والشخصيات الدبلوماسية بأعراف بروتوكولية خاصة الا أن “بروتوكولاً” جديداً طرأ على استقبال رئيس الموفد الأمريكي المفاوض عاموس هوكشتاين الذي وصل الى بيروت من جديد يوم أمس، فقد اختارت المقاومة توقيت زيارته لنشر مقطع فيديو لا يتجاوز الدقيقة والنصف حدّدت فيه بكل وضوح إحداثيات أهدافها البحرية في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة الشواطئ الفلسطينية.

المقاومة: الأهداف البحرية “في المرمى”

أعاد حزب الله عبر المقطع تأكيد المؤكد خلال الفترة الماضية من معادلات لحماية الثروة النفطية والغازية وسيادة لبنان عليها بعيداً عن التنازلات التي تنتقص من حقوق الشعب اللبناني. واللافت في الفيديو أن اللقطات التي ظهرت مصوّرة “بكاميرا” رصد حرارية من البر وهي ليست صور جوية التقت عبر المسيّرات. وترجّح الأوساط العسكرية الخبيرة أن هذه “الكاميرا” تتوفر في المنظومة الصاروخية (أرض – بحر). وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد قال “نحن نملك وسائل تمكّننا من معرفة كل شيء له علاقة بالحقل وكل شيء له علاقة بالسفينة وكل شيء له علاقة بحركة القوّة البحرية والسواعر وغير السواعر الموجودة في المنطقة”.

هذا ما يبعث برسائل مفادها أن المقاومة ترصد الحركة البحرية الإسرائيلية وتراقب التطورات لحظوياً، وأن يدها على الزناد وصواريخها “في المرمى” عندما يُراوغ في المفاوضات لأن “تقطيع الوقت” مرفوض، فالتهديد الحالي يتحوّل الى فعل بناءً على التصرفات الأمريكية والإسرائيلية بالإضافة الى الأوروبية، لأن الدول الأوروبية معنية بغاز المتوسط الذي تنتظر أن يقيها جليد الشتاء.

ترافق رسائل المقاومة هوكشتاين في لقاءاته المسؤولين اللبنانيين على أن تكشف نهاية الزيارة “المقترح المختلف عن السابق” الذي أمل هوكشتاين أن “يفتح الباب أمام مفاوضات تقود إلى حل قبل نهاية الصيف”. بالتزامن تحاول أحاديث الاعلام العبري الإيحاء بأن الأجواء إيجابية.

الاعلام العبري: “إيجابية” تثبتها أو تنفيها المفاوضات

نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن زيارة هوكشتاين إلى المنطقة قد تؤدي إلى تقدم في المحادثات خلال الأيام المقبلة، مشيرةً أن “الاتفاقية المحتملة تشمل ترسيم الخط الحدودي شمال حقل “كاريش” الذي سيعتبر في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، في حين سيسمح للبنان بالحفر في المنطقة التي يحاول فيها تحديد مواقع حقول الغاز في المنطقة شمال “كاريش”. وقال المصدر إن “التسوية التي يتم بلورتها، لن تحقق الرغبة الكاملة لأي من الطرفين”.

كذلك ذكر موقع “واللا” العبري عن مسؤول إسرائيلي أيضاً أن الوسيط الأميركي سيعرض اقتراحا “إسرائيليا” جديداً “يتضمن حلا يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل”. واعتبر المسؤول الإسرائيلي إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسوف يتمكن اللبنانيون من القيام “ببعض التنقيب هناك”، مضيفاً أن “العرض الذي نُقل هو اقتراح جاد يمكن أن يحول لبنان من بلد خراب اقتصادي يعاني أزمة طاقة إلى دولة منتجة للغاز الطبيعي، من خلال تمكينه من استخراج هذا المورد”.

وقبل انتهاء زيارة هوكشتاين لا تزال المقاومة عند مواقفها، فإما أن تكون هذه “الإيجابية” لصالح لبنان “وإما الذهاب إلى حرب”، حسب ما شدّد السيد نصر الله بالأمس.


الكاتب: مروة ناصر-الخنادق

 

Exit mobile version