كتبت “سكاي نيوز عربية”: طالب الرئيس الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي، حكومته بالبدء الفوري في تنفيذ عملية إجلاء إلزامي للسكان من منطقة دونيتسك شرقي البلاد التي تشهد قتالا ضاريا مع
روسيا.
وعن أهداف دعوة زيلينسكي إلى تنفيذ عملية الإجلاء قبل الشتاء، قال المحلل السياسي والأكاديمي في العلاقات الدولية،
مصطفى خالد المحمد، إن دعوة الرئيس الأوكراني لسكان
دونباس الموالين لروسيا لمغادرة المنطقة “لا تؤدي إلا إلى تفاقم الخلاف بين كييف وجنوب شرق البلاد فالدعوة التي وجهها ليست طوعية بل إجبارية، أي أنه يستقطب السكان لغايتين، الأولى كسب العديد من الشبان الذين سيجندهم للقتال بعد فقدانه العديد من الجنود في الحرب”.
وأوضح المحمد أن الغاية الثانية من وراء دعوة زيلينسكي هي “منع أو تعطيل
روسيا من تنفيذ مرحلة الدمج بإعطاء الجنسية الروسية للسكان الذين يعيشون في الدونباس وذلك اعتقادا من زيلينسكي أن
روسيا ستستغل السكان المجنسين في كسب انضمام فعلي ومعترف به عالميا للمنطقة من خلال استفتاء شعبي إذا ما طلبت الأمم المتحدة ذلك”.
وأكد المحمد، أن عملية التجنيس الروسية لشعوب الدونباس هي وسيلة ليست جديدة من وسائل الضغط، موضحا أن “موسكو فعلت ذات الشيء في أوسيتيا الجنوبية، وهو نوع من الضغط السياسي ومقدمة لأي تدخل روسي محتمل لتلك المناطق حتى إذا حصلت على الاستقلال، ولتبرير أي تدخل روسي حال إخلال أوكرانيا بأي اتفاق قد يتم التوصل إليه في المستقبل”.
وتابع: “برأيي يؤكد تصريح زيلينسكي تماما بأنه يسعى لتدمير منطقة الدونباس ككل من خلال هجمات عسكرية ضخمة، وتحسبا لعدم استغلال روسيا أمام المجتمع الدولي الضربات التي ستشنها كييف على إقليم دونباس بأنها تستهدف المدنيين، لذا يقوم زيلنسكي بالإجلاء ليعلنها منطقة عسكرية روسية يُسمح له باستهدافها بكافة أنواع الاسلحة الثقيلة والمتطورة”.
وخلال الأيام الماضية نجحت
كييف في تحقيق اختراقات داخل الجنوب وبالأخص خيرسون في محاولة لتعطيل الزحف الروسي الذي بدأ يوصف من جانب الخبراء بالتوتر وفقدان الزخم أمام الأسلحة الغربية التي تتلاقها
كييف.
وحول هذه النقطة، يقول السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إنه يجب على كييف استغلال تلك النقطة في الوقت الحالي، فروسيا خسرت المزيد خلال الأسابيع الماضية.
وبيّن جيل كاتي في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الضغط المضاد من جانب
كييف في الجنوب “نجح في تعطيل مخطط الدمج الروسي، حيث تم وقف حركة السكك الحديدية المتجهة إلى خيرسون عبر نهر دنيبرو، مما قد يزيد من عزل القوات الروسية غربي النهر عن الإمدادات في شبه جزيرة القرم والشرق”.
ولفت جيل كاتي إلى أن “قوات الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين تشعر بيأس على نحو متزايد بعد فقد آلاف، بخلاف السمعة الدولية السيئة نتيجة قصف
موسكو للمدنيين”، على حدّ تعبيره.