وبحسب ما كتبت “الاخبار” فان خُلاصة اجتماع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين مع الرؤساء الثلاثة في بعبدا كانت “لا أبيض ولا أسود”. انتزعَ لبنان، بعد تهديد المقاومة لإسرائيل، تراجع العدو عن المطالبة بتعويض مالي عن حقل قانا أو التنقيب في حقول مشتركة. لكن الضيف الأميركي أكد أنه لم يحصل على موافقة إسرائيلية أخيرة على الطرح اللبناني، مؤكداً أن بلاده مصرة على استكمال الوساطة وإنجاز الاتفاق. ولّّدت هذه الوقائع حذراً من أن تكون الرمادية التي اتسمّ بها حديث الوسيط تنطوي على مزيد من التسويف، في انتظار ما سيحمله الأسبوعان المقبلان، وهي المدة التي حدّدها لبنان للحصول على جواب: فإما حلّ أو شرارة تصعيد. وفيما غادر هوكشتاين إلى إسرائيل ليلاً عبر الناقورة، أُعلن أن مجلس الوزراء السياسي والأمني ( الكابينت) الاسرائيلي سيناقش الاربعاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وفيما تكتّم الحاضرون على الموقف من حقل قانا، ولم يُجِب أي منهم عمّا إذا كانَ الوسيط نقلَ إقراراً إسرائيلياً بكامل الحقل للبنان، قالت مصادر مطلعة إنه “لم يفعل، بل صرّح بأنه لم ينتزع موافقة إسرائيلية نهائية على الطرح اللبناني”. وأضافت أنه “تمّ إبلاغ الوسيط أن الوقت يضيق”، واتفِق على أن يتمّ حسم الأمور خلال عشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير. وبعد الاجتماع، أرسل هوكشتاين اثنين من أعضاء فريقه إلى السفارة الأميركية في بيروت لكتابة محضر الاجتماع وإرساله فوراً إلى كيان العدو.
وكتبت “النهار”: بدا واضحا ان اجتماع الرؤساء الثلاثة في بعبدا مع الوسيط الأميركي، اُريد منه ان يعكس موقفا موحدا للبنان الرسمي من هذا الملف الاساسي، بعدما اشتكى الوسيط نفسه تكرارا من عدم وحدة موقف لبنان وسماعه اراء مختلفة من المسؤولين، كما يفترض ان يحصر الموقف باركان الدولة بعدما حاول مصادرته “حزب الله”. واتخذت المعلومات التي سربت مساء امس عن عرض إسرائيلي نقله هوكشتاين قوبل برفض الجانب اللبناني، والاتفاق في المقابل على المضي في المفاوضات من خلال عودة هوكشتاين الى بيروت بعد مراجعة إسرائيل، دلالات متناقضة مع الأجواء الإيجابية التي كانت عممت عقب الاجتماع. لكن يبدو ان ثمة أمورا لم تكشف وجرى التوافق على ابقائها قيد السرية هي التي تقف وراء إصرار المسؤولين القريبين من رئيس الجمهورية على وصف الأجواء بالايجابية، علما ان وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ذهب الى الحديث عن “تقدم هائل”.
وإذ سارعت الدوائر الرئاسية إلى تعميم أجواء مفعمة بـ”الإيجابية” من أروقة قصر بعبدا حيال مفاوضات الترسيم، جزم مصدر واسع الاطلاع بكونه “تفاؤلاً مصطنعاً لا يرتكز على أي أساس ملموس بعد”، ملمّحاً إلى أنّ الغاية من ورائه “إعطاء انطباع بأنّ الأمور تسير وفق الخطوط العريضة التي وضعها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتحت سقف المهلة الزمنية التي حددّها لإنهاء مفاوضات الترسيم والسماح للشركات بالبدء بالتنقيب في الحقول اللبنانية تحت طائل استهداف الحقول الإسرائيلية”. غير أنّ المصدر نفسه لفت إلى أنّ مجرد عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت “من دون أن يحمل أي طرح جديد بالتوازي مع إعلان الخارجية الأميركية استحالة توصل لبنان إلى اتفاق حدودي مع إسرائيل خارج إطار التفاوض الديبلوماسي، فذلك بحد ذاته مؤشر بالغ الدلالة على كون هوكشتاين يواصل جهوده بمعزل عن مهلة نصرالله، بل هو تعمّد تجاهل هذه المهلة حين لم يضرب موعداً محدداً لعودته إلى بيروت، مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستكون خلال الأسابيع المقبلة ما يعني حكماً استنفاد شهر آب في عملية التفاوض وعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق حدودي نهائي قبل حلول شهر أيلول المقبل وفق ما شدد الأمين العام لـ”حزب الله” في إطلالاته الأخيرة”.
أما في المعلومات المستقاة من مصادر الاجتماع الرئاسي مع هوكشتاين، فأفادت المصادر “نداء الوطن” أنّ “موقف لبنان في الاجتماع كان واحداً موحداً، بحيث أبلغ الرؤساء الثلاثة الوسيط الأميركي تمسك لبنان بالاقتراح الذي قدمه سابقاً لناحية الخط 23 وحقل قانا كاملاً، كما ابلغوه تمسك لبنان بكافة حقوله النفطية”.وأشارت إلى أنه “ليس هناك فترة زمنية محددة لعودة هوكشتاين إلى لبنان لكن يُرجّح أن تكون ضمن أسبوعين، في ضوء توافق الجانبين اللبناني والأميركي على أنّ الفجوة ضاقت”.
وكتبت” البناء”: العرض الذي قدّمه الوسيط الأميركي بمثابة مقايضة بين منح لبنان الخط 23 مع مساحة 160 كلم مربع جنوب الـ 23 مع حقل قانا كاملاً، مقابل خط متعرج يمنح “إسرائيل” مساحة 180 كلم مربع شمال الخط 23 مع اشتراط تضمين الاتفاق يتحدث عن أنه في حال تداخل الحقول عند الحفر يكون الحل اما بتقاسم الحقول أو تبادلها، لكن الرد اللبناني أتى على لسان عون بالتمسك بالخط 23 وعدم المس بالبلوك 8 ولا بحقل قانا وهنا وعد هوكشتاين بمراجعة الإسرائيليين وحاول الخروج من الحديث وانتقل الى ملفات أخرى، لكن عون أشعره بأن مهمتك واحدة تقتصر على ترسيم الحدود.
ولاحظ المصدر ان تصرف الوسيط الاميركي على هذا النحو، ينطلق من عناصر وافكار إيجابية، وينم عن اصرار أميركي واضح لتسريع خطى التحرك والقيام بكل ما يلزم للتوصل الى اتفاق سريع بين لبنان وإسرائيل بخصوص المناطق المختلف عليها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة أن موقف لبنان كان واحدا اذ ابلغ الرؤساء الثلاثة الوسيط هوكشتاين بتمسك لبنان بالاقتراح الذي قدمه سابقا لناحية الخط ٢٣ وحقل قانا كاملا، كما اكدوا تمسك لبنان بكامل حقوقه النفطية.
ولاحظت المصادر أن الفجوة ضاقت وإن الوسيط الاميركي سيستكمل جهوده وانه خلال أسابيع قد يصل الرد مشيرة إلى أن ما من تقاسم للثروات في البلوكات وإن ما من أحد طلب مد الأنابيب. وعلم أن هوكشتاين لم يحمل أي اقتراح لاستخراج مشترك ولا طرح بمشاركة بالحقول الخاصة بلبنان.
وأفادت أن ما من فترة محددة لعودة الوسيط الأميركي ولكنها رجحت أن تكون ضمن اسبوعين.
واذ تكتمت عن الغوص في تفاصيل الجواب الإسرائيلي أوضحت أن الحانب الإسرائيلي لم يمانع من حصول لبنان على حقل قانا لكنه طلب الحصول على مساحة محددة من شمال الخط ٢٣.