أتمّ حلف الناتو الـ 72 عاماً. هذا الحلف الذي تأسس للحفاظ على المصالح الأميركية بالدرجة الأولى وللوقوف بموجه “التمدد السوفياتي”، هو اليوم عالق في نقطة “اللاعودة” بمواجهته مع روسيا في أوكرانيا، بعدما باتت الولايات المتحدة تنظر إليه على أنه “عبئاً” عليها، تماماً كما وصفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
مع اختلاف النظرة بين الديموقراطيين والجمهوريين حيال التعاطي مع حلف الناتو، إلا ان هناك شبه إجماع على ان “حلف الناتو ليس سوى تحالف عسكري من الطراز القديم”، غير جاهز لمواجهة كثير من التحديات التي تواجه هذه الدول كأزمة الهجرة مثلاً.
عام 2019، صرّح ترامب بما وصف بأنه “مخيّب لآمال” الدول الأعضاء في الحلف. حيث طالب الأخيرة، خلال قمة الحلف في بريطانيا، بأن “تنفق المزيد من الأموال على الحلف بدلاً من ترك واشنطن تأخذ على كاهلها تحمل العبء الأكبر في ميزانية الحلف”. متابعاً “الولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، لها التزاماتها في مناطق العالم المختلفة التي تتعدى أوروبا”.
الانفاق الأميركي على الحلف
بلغ حجم الانفاق الأميركي من إجمالي مخصصاتها القومية على الدفاع، ما يقارب 3.4% عام 2019. في الوقت الذي بلغ فيه معدل ما أنفقته الدول الأعضاء مجتمعة إضافة لكندا ما يقارب 1,5% من اجمالي الناتج القومي لكل منها.
وتشمل النفقات التشغيلية للحلف، حسب إحصاءاته:
-كلف الإدارة والكادر المدني في قيادة الحلف.
-العمليات المشتركة، والقيادات الاستراتيجية، والرادارات ونظم الإنذار المبكر، والتدريب والاتصالات.
-نظم الاتصالات الدفاعية والمطارات والموانئ وتجهيزات الوقود.
وقد بلغت ميزانية النفقات العسكرية والمدنية عام 2019 نحو 1.67 مليار يورو أي ما يعادل 1.84 مليار دولار.
ووفقاً لما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد اقترح الرئيس ترامب في مناسبات متعددة أن “تنسحب واشنطن من الحلف”. حيث عبّر ترامب عن رغبته الشديدة في ذلك منتصف عام 2018، مع اعتباره ان الحلف “يستنزف الولايات المتحدة… الحكومات الأوروبية لا تنفق ما يكفي على التكاليف المشتركة للدفاع، تاركة الولايات المتحدة لتحمُّل عبء كبير… الزعماء الأوروبيين لم يتعهدوا في الحال بإنفاق المزيد”.
في حين رأى مراقبون ان قيام واشنطن بهذه الخطوة في أي وقت “يعد انتصار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل هي خطوة ستهز المجتمع الدولي بأسره”.
الباحثة، كاثلين ماكينيس، في مجلة “فورين بوليسي” أشارت إلى ان “البعض يرى بأن دعم العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط الكبير بعد 11 سبتمبر كان أمرًا سيئًا، فقد أهدرت الولايات المتحدة 8 تريليون دولار، وآلاف الأرواح، وحوالي عقدين في العراق وأفغانستان. أي شيء سهّل الذي حدث، يجب اعتباره عنصرًا سلبيًّا”.
بدوره يشرح الباحث في معهد كاتو الأمريكي، لجستن لوجان، أنه “لا تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على دورها كحجر زاوية للأمن الأوروبي بينما تتنافس بنجاح مع الصين الصاعدة بقوة”. مشيراً إلى ان “المديح لا يزال في حلف الناتو رائجًا في واشنطن، لأنه يُنظر إليه على أنه رخيص. لكنه ليس كذلك، فقد بدأ تقييد الموارد يظهر إلى السطح. فميزانية الدفاع، التي تضخمت بالفعل إلى 847 مليار دولار، لن تتجه إلى تريليون دولار أو أكثر في أي وقت قريب”.
الكاتب: الخنادق