ترقب لمكالمة بلينكن ولافروف.. ما أهميتها؟
وقال بلينكن للصحفيين إن المحادثة الهاتفية المرتقبة “في الأيام القادمة” مع لافروف لن تكون للتفاوض بشأن
أوكرانيا، بل ستكون مخصصة للسجناء الأميركيين في روسيا وباستئناف تصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية.
ويرى مراقبون أن هذا الإعلان الأميركي عن قرب الاتصال بين رئيسي الدبلوماسيتين الأميركية والروسية بعد أشهر طويلة من القطيعة، قد يمثل بداية لكسر الجليد بين موسكو وواشنطن ولإعادة الاعتبار للجهود الدبلوماسية المباشرة، ولمنع تدهور العلاقات بينهما أكثر مما هو حاصل الآن.
وتعليقا على أهمية المكالمة المرتقبة وحظوظها في إحداث اختراق في علاقات البلدين، يقول الخبير الروسي في الشؤون الدولية تيمور دويدار، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية“: “حتى قبل هذه المحادثة المزمعة، هناك فريق عمل روسي أميركي يعمل دوما خفية، حتى أن ثمة مباحثات متواصلة وراء الكواليس من الأبواب الخلفية بين الجانبين، وعليه، فإن خارجيتي البلدين تعكفان على إنجاز صيغ الحل للخلاف بين البلدين، ومن ثم عرضها على الرئاستين الروسية والأميركية لإقرارها من عدمه”.
بدوره، يقول أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات حسن المومني، لـ”سكاي نيوز عربية“: “لا شك أن أي تواصل بين موسكو وواشنطن الآن يعتبر نوعا من التقدم الإيجابي في العلاقات المحتدة بينهما، بغض النظر عن نوعية وموضوع ذلك التواصل، خاصة وأن هناك انقطاعا حتى بالتواصل الدبلوماسي بينهما طيلة الأشهر الماضية منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، ومن هنا أهمية هذه المكالمة حيث أن حدوث التواصل بين القوى الكبرى خلال الأزمات والحروب مهم جدا وضروري لاحتوائها ووقفها”.
ويضيف الخبير الاستراتيجي والأمني: “مسألة السجناء تحظى هنا ولا ريب بأهمية كبيرة لدى الإدارة الأميركية سيما وأن الانتخابات النصفية ستتم في شهر نوفمبر القادم، وبالتالي فهي قضية محلية محورية لدى الرأي العام الأميركي، لكن التواصل والتفاوض حولها قد يشكلان مدخلا لتطوير التواصل الأميركي الروسي عامة، وهو ما يعتمد إلى حد بعيد على نتائج هذه المحادثة الهاتفية، فإن نجحت في تذليل مشكلة السجناء وإطلاق سراحهم، فإنها ستمهد الطريق بلا شك لخطوات انفتاحية متبادلة بين الطرفين في مختلف الملفات، وفي مقدمها ملف الأزمة الأوكرانية”.