واحد من أهم التحديات التي تواجه أعداء المقاومة في لبنان، في هذه المرحلة، هو أنها في صدد انتزاع الحق اللبناني في النفط والغاز، في الحدود وفي المياه اللبنانية نفسها، نزعاً قسرياً، ومن حلفاء بعض هؤلاء ورعاة بعضهم الآخر. بمعنى انتفاء علة وجودهم السياسي، في الإصرار على أن سلاح حزب الله يضرّ لبنان ولا يدافع عنه، بعدما ثبت من جديد أن السلاح وحده ما يحصّل مصالح لبنان.
وكما هي الحال، في كل مرة ينجح حزب الله وسلاحه في مواجهة الأعداء وتحقيق المصالح اللبنانية، تتحرك الـ«عنزة ولو طارت» للبحث عن رواية، وإن كانت هزيلة، للقول إن سبباً آخر ما، غير سلاح حزب الله، هو ما يجلب للبنان حقوقه.
يخوض أعداء حزب الله في الداخل، منذ الآن، حرباً ضد صورة انتصار حزب الله بهدف:
أولاً، إعطاء جمهورهم رواية مغايرة لانتصار الحزب الواضح على إسرائيل والولايات المتحدة، تتيح للعداء الأعمى التلطّي خلفها. تماماً كما كان الأمر عليه عام 2006. وإن كنا، هذه المرة، نشهد مستويات أعلى من المكابرة والإنكار.
ثانياً، إيجاد مبرّر لمواصلة العداء للحزب من أجل الحفاظ على علّة وجودهم السياسي.
ثالثاً، التساوق مع الإرادة الأميركية التي ستكون أيضاً، كما الإسرائيلية، معنيّة بالتقليص قدر الإمكان من تداعيات الرضوخ القسري لإرادة حزب الله التي يفرضها عبر السلاح نفسه الذي يعادونه ويعملون على «نزعه».
لذلك، يبحث هؤلاء عن أمر ما مغاير للواقع: صورة حلّ خالية من حزب الله، أو بالحد الأدنى، تشكك في انتصاره على إسرائيل أو تحدّ قدر الإمكان من مفاعيله.
الطرف الآخر الذي تتعدّد مكوّناته، داخل لبنان وخارجه، لم يهدأ منذ هدّد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، إسرائيل بالحرب. ولكل من هذه المكوّنات سبب خاص به وإن التقاطع واضح لدى هذه المكونات على العداء المشترك لحزب الله بوصفه مقاومة مسلّحة للعدو، وإنكار أي انتصار له على هذا العدو.
أي عاقل يدرك، بداهة، أن سبب دفع إسرائيل والولايات المتحدة لـ«التنازل» هو تهديد حزب الله، وتظهيره جدية قراره في الذهاب بعيداً ما لم «يتنازل» الطرف الآخر. وأي حديث آخر إلهائي تضليلي، يقلب التموضعات لغايات يفترض أن تكون مقدّرة لدى المراقبين.