بعد الحرم الكنسي ابتدع بشارة الراعي ” الحصانة الكنسية ” وحول بكركي الى فاتيكان لبناني ، دولة مستقلة جغرافيا ً وسياسيا ً ودستورياً وقضائياً عن لبنان ،
لكن مع ذلك يحق لهذه الدولة وسيدها التدخل بكافة شؤون دولة لبنان وتصنيف الناس كما تشاء ، حتى ان هذه الحصانة خرجت عن نطاق ” فاتيكان بكركي في لبنان” بحيث تعطى لغير المطارنة والاباء والرهبان ، فتشمل احياناً سليم صفير ورياض سلامة ، والناسك سمير جعجع ، وايضاً السماسرة القضائيين ومغتصب الاطفال الاب لبكي والمتحرشين وتجار البشر بجمعية رسالة حياة ..
كثيرة هي المكرمات التي تعطى من بكركي لكن ليس لعموم الرعية وفقرائها بل لنخبة محددة بعالم المال والسياسة والاقتصاد والمطارنة بطبيعة الحال والاحوال ..
سيد بكركي اليوم تحول الى رئيسا ً لمجلس القضاء الاعلى ومدعي عام التمييز ورئيساً للتفتيش القضائي وضابطاً عدلياً على كل الاجهزة الامنية ، مصدراً اشارة بوقف الملاحقة والتعقب وحتى السؤال بحق المطران الحاج ، وطلب باسترجاع المال المصادر منه الذي نقله من اسرائيل الى لبنان بدواعي انسانية وموافقة مسبقة من هيئة التحقيق الخاصة بالمصرف المركزي بدولة فاتيكان بكركي ،
كما شملت اشارة الراعي بشكل غير مباشر الطلب باقالة القاضي عقيقي واحالته للتفتيش وربما لاحقا نفيه الى الخارج ومصادرة امواله وسحب الجنسية منه واعتباره مرتد عن الكنيسة ..
كل ذلك واكثر وبعد في دولة فاتيكان بكركي وسيدها الذي حول نفسه الى حاكم وقاضٍ ومشرعاً للقوانين التي يراها مناسبة ومصنفاً للناس وموزعاً الحصانات وفق ما تدعوا الحاجة ،، مستنداً على ( قانون سكسونيا )
ذلك القانون الذي يُفرِّق بين الناس في العقوبة وفق طبقتهم الاجتماعية. فكان يجري تنفيذ عقوبة الإعدام للقاتل إذا كان من عامة الشعب، وذلك بأن يقطع رأسه بحيث يفصل عن جسده. أما إذا كان القاتل من طبقة النبلاء والأغنياء فكان يجري تنفيذ عقوبة الإعدام بطريقة «غريبة»، إذ كان يؤتى بالقاتل ليقف في الشمس وكان يُقطع رقبة ظله!
عباس المعلم / كاتب سياسي