من يراقب تدرج خطاب ومواقف بكركي وسيدها منذ عامين وحتى الان ، ومعها بعض القوى السياسية المسيحية او تلك التي تدور بالفلك الامريكي والسعودي من غير المسيحيين..
يدرك ان هناك مسار تصاعدي ليس بالصدفة او فقط لتسجيل الموقف اتخذته الكنيسة ومن معها وخلفها بالداخل والخارج بتطبيق الحياد ليس بالوصف والهدف المعلن ، بل ما يحمل في حناياها من قناع لتطبيع من جهة والفيدرالية من جهة اخرى ، وليس الهجوم المستمر والمستعر على سلاح الحزب طلوعاً ونزولا ً بمناسبة وغير مناسبة ، الا لغاية بنفس التطبيع والتقسيم ..
فليست المشكلة السلاح بمعنى اقتنائه كماً وعدداً، بل بوظيفته وقضيته ! لذلك كان العمل على استهداف قضية السلاح !! اي مقاومة العدو ونصرة القضية الفلسطينية ، ولاجل ذلك جرى العمل في مراحل سابقة وحالياً على الايحاء بشكل شبه مباشر بأن لبنان ليس بحالة عداء مع اسرائيل ولا اراضي لبنانية محتلة وان مزارع شبعا ارض سورية وانتهاك اسرائيل لسيادة لبنان هو بسبب وجود مجموعة مسلحة تهدد امنها والحل هو بالعودة الى اتفاق الهدنة ودخول لبنان بصفقة القرن او بمعنى اخر التزامه الاجماع العربي الذي ركب التطبيع من اوسع ابوابه ،
وجرى ربط ازمة وانهيار اقتصاد لبنان بخروج لبنان عن هذا الاجماع ووجود حزب مسلح يراه عرب التطبيع جناح ايراني يعمل على زعزعة استقرار المنطقة ، ولا دور لتل ابيب بكل احتلالاتها وعدوانها على لبنان وفلسطين وسوريا بزعزعة هذا الاستقرار ..
هذا الخطاب وانتهاجه بشكل او بأخر من بكركي عبر تبرير زيارات مطارنة منها الى الاراضي المحتلة وجمع اموال من عملاء فارين وادخالها الى لبنان امر طبيعي وقانوني ومقدس ايضاً ، وايضاً الحال نفسه مع بعض القوى السياسية التي تسمي نفسها بالسيادية و تنبري بشكل شرس للدفاع عن اي عميل مع العدو تعتقله القوى الامنية او يحاكم امام المحكمة العسكرية ..
ما أرسى بمكان ما؟ تهمة التعامل مع العدو وجهة نظر او حرية معتقد ورأي ، وعليه نشهد اليوم فيدرالية سياسية بامتياز يجري تطبيقها وتثبيتها والدفاع عنها سياسياً واجتماعياً ودينياً ايضاً ، وكأن هناك من يقول للفريق الاخر اذا لم تقبل بالتقسيم والفدرالية جغرافيا ً وديموغرافيا ، ولا تريد تسليم سلاحك ، نحن قادرين على تطبيق التقسيم فلا عدوم عدونا ولا صديقك صديقنا فأبقى انت وسلاحك وعقيدتك وانشودة سلام يا مهدي وطقوسك دينية قاتلوا عدوكم وانصروا فلسطين بعيداً عنا فلا دولة ودستور وقانون يجمعنا ولا عدواً نحاربه ومن تراه عميل نراه وطني سيادي ممنوع المساس به ومن تراه مقاوماً نراه خارجا ً على القانون والشرعية ..حتى اعتقادك الديني والايديولوجي بالشكل والمضمون لا يشبه لبناننا ولا يحظى بمكاسب حرية المعتقد التي يكفلها الدستور ..
عباس المعلم / كاتب سياسي