1ـ تنظيم داعش ـ الهيكل التنظيمي: مجلس الشورى واللجنة المفوضة
عرض تنظيم “داعش” في عام 2016 بياناً مفصلا لهيكل التنظيم. وأكد التنظيم على أهمية “مجلس الشورى” الذي يقوم بعمل الخليفة في الكثير من الأحيان. كذلك كرر تأكيده على أهمية اللجنة المفوضة ودورها في إدارة الولايات الموزعة في عدة دول، منها في سوريا والعراق، ولكن بعد خسارة معاقله في سوريا والعراق ومقتل أغلب قياداته أواعتقال بعضهم، وفرار بعضهم الآخر، ألغى التنظيم مسئوليات العديد من الولايات للتكيف والتعامل مع المعطيات الجديدة.
الهيكل التنظيمي لتنظيم “داعش“
قدم تنظيم الدولة الإسلامية تفاصيل عن هيكل خلافته ، التي زعم أنها تتكون من (35) ولاية ، منها (19) ولاية في سوريا والعراق. وقتل نحو (43) من مؤسسيها المعروفين خلال حملة 2017-2019 بينهم زعيمها” أبو بكر البغدادي”. وإلى جانب هؤلاء القادة الأساسيين ، قُتل (79) من القادة الرئيسيين من المستوى المتوسط ، بالإضافة إلى مئات القادة الميدانيين واللوجستيين. وربما تفسر تقارير الاستجواب العسكرية السرية التي صدرت اليوم 6 أبريل أسباب تصفية قيادت التنظيم. حيث أفادت التقارير أن زعيم داعش “محمد المولى” كان قد قدم معلومات استخباراتية مهمة لمسؤولين عسكريين أمريكيين حول كبار أفراد التنظيم السابق لتنظيم داعش، تنظيم داعش في العرا وفقاً لـ “Theglobalcoalition” في 21 أبريل 2021.
يتكون التنظيم في الوقت الحالي من (14) ولاية و (5) دوواوين أو وزارات. وهناك إدارة واحدة مسئولة عن إدارة الولايات خارج سوريا والعراق. وألغى تنظيم “داعش” مسئوليات العديد من الولايات كالكهرباء والحسبة وغيرها لأنه لايحتاج إليها بعد فقد معاقله . وفقا لمخطط للهيكل التنظيمي يأتي على رأس التنظيم” الخليفة”. ودوماً لأسباب أمنية سعى تنظيم “الدولة” التعريف بالكنى مبقياً على الهوية الحقيقية للقيادات في تنظيمه مجهولة حتى بين عناصر التنظيم نفس،وتحت الخليفة توجد لجنتان ذات أهمية:
- مجلس الشورى
- اللجنة المفوضة ، وتحت “اللجنة المفوضة” تأتي طبقات قيادية أخرى:
- الإدارة العامة
- المتحدث باسم التنظيم
- المدير المالي
- الجيش العام
- التجهيزات العامة
وتأتي أيضا تحت تحت “اللجنة المفوضة” عدة ولايات والتي تشمل:
- قاضي ولايات العراق
- قائد الأمن العام
- الإدارة العامة
- المشرف الطبي العام
مجلس شورى تنظيم داعش المهام والمسؤوليات
تميزت هيكلية تنظيم داعش بالمرونة، فلا يوجد ثبات بالمطلق. فيتكون المجلس من (5) أعضاء، ومن مهام المجلس رسم السياسات واختيار مديري الولايات أعضاء هذا المجلس يتسمون بـ”الدراية، وحسن التدبير، والعلم، والصلاح” ـ حسبما يصف التنظيم ـ كما تولي المجلس مسائل التوجيه الاستراتيجي وفقا لـ”سبوتنيك” في 11مارس 2022.
ويعد مجلس شوري تنظيم “داعش” جزء من الهيئات الشرعية في التنظيم ولديه مسؤوليات قضائية وفقا لـ”الحرة” في 31 أكتوبر 2019. ويعتبر المجلس المعني باختيار ” الخليفة “على أسس فقهية شرعية وضرورات حداثية؛ إذ يتولى “الخليفة” الذي يجمع شروط الولاية كالعلم الشرعي والنسب القرشي وسلامة الحواس، سائر الوظائف الدينية والدنيوية ، كقائد ديني وسياسي له حق الطاعة والولاء ولايمكن الخروج عليه.
تنظيم داعش ـ الهيكل التنظيمي مجلس الشورى واللجنة المفوضةوتحت “الخليفة” يأتي منصب نائب “الخليفة أو الأمير”، وهو منصب هام للغاية وذلك للحفاظ على استمرارية التنظيم ؛ إذ يقوم نائب “الخليفة أو الأمير” بكل الأعمال، ويطَّلع على الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله، ومن شأنه الحفاظ على الاتصال مع المقاتلين الأجانب، والإشراف على احتياجات اللجان المنبثقة عن التنظيم. لا يعتمد ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش” المنتشرين بصورة عشوائية غير منتظمة ومهددة أمنياً، وتحديداً في المناطق العراقية، على قرارات صادرة من قياداتهم أو ما يعرف بالمجالس العليا للتنظيم، ومنها “مجلس شورى التنظيم”.
بقي مقاتلو التنظيم في شتات وغياب وحدة القرار، فضلاً عن التسريبات الكثيرة التي تشير إلى حدوث نزاعات بين عناصر محلية على مراكز نفوذ وسلطة. فقدت هيكلية تنظيم داعش (11) ديواناً بفعل فقدان التنظيم السيطرة على الأرض بالإضافة إلى انهيار “مجلس شورى الدولة” بعد مقتل أغلب أفراده واعتقال بعضهم، وفرار بعضهم الآخر، وانقطاع التواصل بين من تبقى حياً منهم” وفقا لـ”العربي اللندنية” في 13 يناير 2019.
تم استعادة كل الأراضي بعد عامي 2017 و2019 التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق بدعم من التحالف الدولي. وبعد خسارة تنظيم داعش أراضيه أعاد تنظيم “داعش” تشكيل هيئته بما يناسب المعطيات الجديدة خاصة بعد فقدانه للعديد من قياداته بين عامي 2017 و2019 وفقا لتقرير نشره “مركز السياسات الدولية” نقلا عن الحرة في 8 يوليو 2020. وتعد الدواوين المفقودة هي بمثابة وزارت في مناطق سيطرته، وهي “ديوان القضاء والمظالم، ديوان الدعوة والمساجد، ديوان الجند، ديوان بيت المال، ديوان التعليم، ديوان الزراعة، ديوان الفيئ والغنائم، ديوان الحسبة، ديوان الزكاة، ديوان الأمن العام، ديوان الإعلام المركزي، ديوان الصحة، ديوان الركاز، ديوان الخدمات”. وجعلت الهيكلية كالتالي بالنسبة للولايات المختزلة” :
- الوالي وهو نائب للخليفة على تلك الولاية وعضو مجلس الشورى وعضو اللجنة المفوضة.
- ثلاثة نواب؛ نائب الوالي للمراكز الأمنية والاستخبارية والعسكرية والتصنيع والتطوير والبريد الخاص
- نائب الوالي للمراكز الشرعية والقضاء والدعوة والمظالم والبيعة والمساجد والعشائر، ونائب الوالي للمراكز الخدمية والإعلامية والصحة والمالية والزكاة والضرائب.
اللجنة المفوضة للتنظيم
تعد ” اللجنة المفوضة “هي أعلى هيئة في التنظيم كل عضو في هذه اللجنة مسئول عن جانب تنفيذي وتشرف على مديري الولايات والتي تشرف على المسئولين المحليين. وبالتحديد كل عضو في هذه اللجنة “مسؤول عن أحد الملفات التالية، كالأمن، والمخابئ الآمنة، والشؤون الدينية، والإعلام، والتمويل” وفقا لـ”الحرة” في 10 فبراير 2022.
أكد “عبد الناصر قرداش” القيادي الداعشي في 23 مايو 2020 وبعد مقتل المكنى (أبو محمد العدناني) صدر أمر من البغدادي بحضوره إلى الميادين واللقاء به وتكليفه بتشكيل (لجنة مفوضة) جديدة، اقترح تشكيل لجنة من جميع الجنسيات لعدم حصول تفرقة بين ما يسمى بـ(الأنصار والمهاجرين) ووافق على ذلك ومن ثم أرسل “عبد الناصر” بريداً إلى كافة القيادات والولاة في الشام بترشيح أسماء ليكونوا أعضاء في (اللجنة المفوضة)، وبعد استلام الأسماء قام ” البغدادي” أثناء لقاء ” قرداش” به بتكليفه برئاسة اللجنة والإشراف على جميع الملفات، بالإضافة إلى إدارة ملف (التصنيع والتجهيز) واختيار أعضاء اللجنة.
وتحت اللجنة المفوضة تأتي طبقات قيادية أخرى من أهمها ومهامها:
- الإدارة العامة: ومن مهامها مراقبة وتطوير الإدارات المالية وإغلاق النفقات ورصيد الأنفاق إعداد الموازنة والتخطيط المالي
- المتحدث باسم التنظيم: وتشمل فروعه المركز الإعلامي ولايات الإعلام قطاع الإعلام مكاتب الإعلام أعضاء الإعلام
- المدير المالي: ومن مهامه مراقبة وتطوير الصندوق والإيرادات وإعداد الموازنة والتخهطيط المالي ى ومتابعة إغلاق النفقات والمصروفات العمومية
- الجيش العام
- التجهيزات العامة
وتأتي أيضا تحت اللجنة المفوضة للولايات والتي تشمل لقاضي ولايات العراق، قائد الأمن العام،الإدارة العامة،المشرف الطبي العام.
تعتقد السلطات العراقية أن مقاتلوا “داعش” أعادوا ترتيب خيوط تواصلهم مجدداً وتشكيل قيادة هرمية مصغّرة، سمحت له أخيراً بإعادة صفوف التنظيم وتأمين الاتصال بين خلاياه وقيادته الجديدة. الأجهزة الاستخبارية العراقية، وبدعم أميركي، تسعى للتعرف على قيادات وعناصر التنظيم الفاعلين في العراق في 21 سبتمبر 2021 . ويعتقد غالبية الخبراء بالتنظيمات الجهادية أن هذه المرحلة هي مرحلة مراجعة وتجهيز من قبل التنظيم قد تمتد لسنوات، في انتظار لحظة مواتية لعودة جديدة، برصيد يناهز العشرة آلاف مقاتل وربما ينتظر التنظيم إكمال الانسحاب الأميركي من العراق وسوريا، وانتهاء عمليات التحالف ضد التنظيم. وتشير التقديرات إن أولويات التنظيم آنذاك، وبعد المراجعات التي أجراها، تمثلت بضرورة الحفاظ على عصبين رئيسيين هما الفكر والمال في الوقتالذي لم تمهل القوات العراقية التنظيم وقتا لإعادة ترتيب صفوفه وفقاً لـ”BBC”
2 ـ تنظيم داعش ـ الهيكل التنظيمي: المجلس العسكري
تكونت المنظومة العسكرية لداعش من (5) عناصر أساسية تمكن من خلالها إدارة الأمورالعسكرية للتنظيم والإشراف على جيوش التنظيم. وامتلك التظيم مجمعات عسكرية لتجنيد واستقطاب وتدريب المقاتلين على الفنون القتالية. لكن بعد هزيمة داعش وتصفية قياداته اكتفى التنظيم ببعض الشبكات العسكرية والخلايا النائمة لإثبات تواجده. ويعتمد التنظيم بعد تفكيك منظومته العسكرية على استراتيجية طويلة الأمد مرسومة على شكل خطط و تطبيق مبدأ اللامركزية في عملياته.
المنظومة العسكرية لـ”تنظيم داعش“
تتكون المنظومة العسكرية لـ”تنظيم داعش” من (5) عناصر رئيسية عناصر أساسية هي:
- ديوان الجند
- جيش الخلافة
- جيش دابق
- جيش العسرة
- عسكري الولايات
ديوان الجند لتنظيم داعش
اتخذ من منطقة 17 تموز في الساحل الأيسر لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى مقرا له. وكان يضم مكتب أمير ونأئب أمير الديوان. يتكون ديوان “الجند” من عدد من الإدارات وفروعها المسئولة عن الأمور العسكرية للتنظيم وتجنيد وتدريب المقاتلين و الإشراف على جيوش تنظيم داعش(جيش الخلافة ، جيش دابق ، جيش العسرة وعسكري الولايات). وساهم ديوان الجند في تجنيد الأطفال، والتدريب على القتال ومنها الرماية بالأسلحة (المسدسات والرشاشات)، والرسم عبر رسوماتهم على دفاتر مخصصة للخط والأرقام وفقا لـ”سبوتنيك” في 21 يوليو 2017.
ويتكون الهيكل التنظيمي لديوان الجند وفقاً لـ”ctc.westpoint.edu” في 28 يوليو 2021 على ما يلي:
- عسكري الشرقية ـ هيئة الحرب.
- مسؤال العسكري العام.
- هيئة التجهيزوالتسليح العام.
- الإدارة العسكرية العام.
- هيئة التطوير والتصنيع العسكري.
- مسؤول الاستخبارات العسكرية.
- الشرعي العام.
- عسكري الغربية ـ هيئة الحرب.
الهيكلية العسكرية الشرقية ـ الغربية
- التسليح.
- مسؤول الأليات.
- كتائب المشاة.
- كتائب المدفعية.
- كتائب الدرع.
- مسؤول شؤون المجاهدين.
- مسؤول الطباية.
- الاتصالات.
- مسؤول الدفاع الجوي.
- الهندسة العسكرية.
- المسؤول المالي.
جيش الخلافة
أصبح جيش نظامي يتكون من فرقة وألوية وكتائب عسكرية يتولى الدفاع عن ولايات التنظيم في العراق وسوريا. وتشيرالوثائق وفقا لـ”The Islamic State Archives” إلى الهيكل العسكري التقليدي لـ”داعش” بالإضافة إلى ذلك ، تؤكد الوثائق أن التنظيم وافق على استخدام أسلحة كيماوية. ومن أكبر إلى أصغر الرتب العسكرية داخل الجيش (الأمراء – أمير المفرزة – أمير السرية – أمير الفصيل – أمير الكتيبة – أمير اللواء – أمير الفرقة – المقاتل) ويتضمن جيش الخلافة (12) فرقة أبرزها:
- فرقة نهاوند تألفت معظمها من مقاتلين آسيويين مهمتهم الأساسية حفر الأنفاق ونصب الكمائن وضمت ( لواء أبو موسى الأشعري – لواء التعمان بن المقرن كتيبة الخضر – أبو حمزة – لواء القعقاع كتيبة 56- لواء أبو بكر- لواء القعقاع بن عمير- لواء حذيفة بن اليمان- لواء القطاع)
- فرقة الفرقان تألفت في معظمها من قنّاصة ناطقين باللغة الروسية. وفقا لـ” Al-monitor”في 10مايو 2017
- فرقة القادسية ( لواء ثان – لواء سلمان الفارسي – كتيبة الدفاع الجوي)
- فرقة ذات الصوراي.
- فرقة عمر بن الخطاب.
- فرقة أبو عبد الرحمن البيلاوي.
- فرقة مؤته / لواء جعفر الطيار وفقا لـ”سبوتنيك” في 29 يوليو 2021.
جيش دابق
تم تدمير كتائب الجيش بالكامل وبألأخص في معارك نينوى وكان قد اتخذ من منطقة البعاج غرب الموصل مقرا لهم ومن أشهر كتائبه.
- كتيبة الصارم البتار.
- كتيبة “الإمام البخاري” الأوزبكية وفقا لـ”روسيا اليوم”
- كتيبة طارق بن زياد ضمت في شكل أساسي مواطنين أوروبيين ناطقين باللغة الفرنسية.
جيش العسرة
شكلت بلدة “دابق” رمزية دينية لتنظيم “داعش” وسعى بكل الوسائل للمحافظة على سيطرته عليها، عبر إرسال مئات المقاتلين من “جيش العسرة” وفقا لـ”DW”. ويعتبرجيش “دابق” بمثابة القوات الخاصة لداعش وتشكل من مجموعة من كتائب القوات الخاصة او المغاوير ، وتم تدريب عناصره على فنون القتال وحرب الشوارع ، هو مجهز بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة والتعبوية. وغالبية عناصره من الشباب والذين تلقوا تدريبات قتالية
قام تنظيم “داعش” بتفكيك منظومته العسكرية التي كانت تحوي ثلاث جيوش: (دابق، والخلافة، والعسرة)، واكتفى ببعض الشبكات العسكرية، وبعد أن كان لديه في العراق وحدها أكثر من (20) ألف مقاتل، اكتفى بـ (3)ألاف، وحوَّل الباقين إلى عناصر لوجستية أو خلايا نائمة.
مجمعات التدريب والمعسكرات العامة – تنظيم داعش
اجتذب تنظيم “داعش” آلاف المجندين الشبان في الموصل وامتلك التنظيم مجمعات لتدريب المقاتلين فعلى سبيل المثال امتلك التنظيم مجمع تدريب من (3) فيلات في الموصل وأتاحت فتحات تسمح بمرور إنسان في الجدران الخارجية سهولة التنقل بين الفيلات. وكانت الطوابق السفلى تمتلئ بملصقات التنظيم ومنشوراته عن الأسلحة بالإضافة إلى اختبارات عن أساليب الحرب وفقاً لـ”رويترز” في 27 فبراير 2017.
اتبع التنظيم استراتيجية طويلة الأمد مرسومة على شكل خطط مدروسة يقوم بمراجعتها وتطويرها بشكل مستمر بحيث تتواكب مع الأوضاع المحلية والإقليمية المتغيرة ، فمثلاً تطبيق مبدأ اللامركزية في العمليات الميدانية يعطي للقيادات العسكرية حرية كبيرة في تنفيذ عمليات إرهابية تراها مناسباً طبقاً للظروف المحيطة بها، بل أن اللامركزية توسعت وبشكل كبير نحو إطلاق يد القادة الميدانيين لتأمين قسط كبير من التمويلات المالية وتعزيز عمليات التجنيد الأفقية تُؤمن هذه الاستراتيجية للتنظيم التكيف المثالي مع الظروف الميدانية المحيطة وتمنع التفكك وتدعم عمليات التجنيد. إضافة الى ذلك تعتبر تكتيكات “السكون والتلاشي” التي يتبعها التنظيم خاصة عندما يتعرض لضغوطات أمنية أحد الاستراتيجيات الهامة التي ساهمت في الإبقاء على التنظيم بعيدا عن الأنظار وفقاً لـ”معهد واشنطن” في 28 فبراير 2022.
الكتائب النسائية
كتيبة نسيبة : دربت النساء على استخدام بنادق هجومية من طراز كلاشنيكوف وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة. وكانت جميع عضوات الكتيبة زوجات عناصر في التنظيم. كما قامت بتدريب الأطفال على استخدام بنادق كلاشنيكوف وأحزمة ناسفة وفقاً لـ”اندبندنت عربية” في 30 يناير 2022.
كتيبة الخنساء لعبت كتائب الخنساء دورًا رئيسيًا في تجنيد أعضاء غربيين جدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أدوار تكتيكية أخرى قامت كتائب الخنساء – التي كانت بمثابة الشرطة الدينية النسائية، أو الحسبة – بمراقبة النساء في مناطق داعش، والتأكد من التزامهن بالأحكام، ومعاقبة المخالفين. وفقاً لـ” atlanticcouncil” في 17 مايو 2019.
جهاز استخبارات تنظيم داعش
أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، في26 يونيو 2021، الإطاحة بـ”مخبر” يقدم معلومات لـ”داعش” عن الأجهزة الأمنية العراقية وفقا لـ”روسيا اليوم”. وحرصت أجهزة الاستخبارات الفرنسية وفقاً لـ “RT” في 21 يناير 2022 على دراسة طبيعة الجهاز الاستخباراتي الداعشي، من خلال استجواب “المقاتلين الفرنسيين” العائدين من صفوفه في سوريا والعراق، وتقلدوا مناصب رفيعة داخل التنظيم هناك وهم كثر، وكان بينهم “نيكولا مورو” الشقيق الأكبر للفرنسي “فلافيان مورو”، الذي كشف عن اسم جهاز الاستخبارات السري لداعش وهو “أمنيات”.
وأشار “مورو” إلى أن جهاز “أمنيات”، هو الذي خطط من مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا لجزء كبير من الهجمات الإرهابية التي ضربت القارة العجوز، ولاسيما في فرنسا وبلجيكا. أنشأ التنظيم وفقا لـ”مجلة نيويورك تايمز” “وحدة استخبارات سرية” أطلق عليها اسم “ايمني” مهمتها تصدير الإرهاب إلى جميع أنحاء العالم والتخطيط لشن هجمات في كل دوله. وأنشأ وحدة مسئولة عن استئصال الجواسيس وبالإضافة إلى أعضاء ” إيمني”.
يستخدم داعش جيشًا من المخبرين الذين عملوا تحت أغطية مختلفة، وكانوا يحصلون على (5000) دولار مقابل كل جاسوس يتم القبض عليه وفقاً لـ” foreignaffairs” في 22 نوفمبر 2017. عمل هذا الجهاز باشراف مباشر من الخليفة. تمتّع الجهاز بتفويض مُطلق لتجنيد وإعادة توجيه عناصر من كافة وحدات التنظيم، من الوافدين الجُدد إلى المُقاتلين ، ومن القوات الخاصة إلى وحدات النخبة و يتمّ اختيار العناصر حسب الجنسية وجمعهم حسب اللغة المُشتركة بينهم ضمن وحدات صغيرة منفصلة، يلتقي أعضاؤها فقط عشية مغادرتهم إلى بلادهم.
3 ـ تنظيم داعش – الهيكل التنظيمي: المجلس المالي والهيئة الإعلامية
بعد القضاء على خلافة تنظيم داعش واسترداد الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2019 راهن الكثيرون على أن هذا التنظيم ماضٍ نحو الزوال أو الانطواء والانكماش الحقيقي كالذي أصاب تنظيم القاعدة. لكن يبدو أن التنظيم اتبع بشكل صارم استراتيجية طويلة الأمد مرسومة على شكل خطط مدروسة يقوم بمراجعتها وتطويرها بشكل مستمر بحيث تتواكب مع الأوضاع المحلية والإقليمية المتغيرة وتساهم في حماية التنظيم من الاندثار ، فمثلاً تطبيق مبدأ اللامركزية في العمليات الميدانية يعطي للقيادات العسكرية حرية كبيرة في تنفيذ عمليات إرهابية تراها مناسباً طبقاً للظروف المحيطة بها، بل أن اللامركزية توسعت وبشكل كبير نحو إطلاق يد القادة الميدانيين لتأمين قسط كبير من التمويلات المالية وتعزيز عمليات التجنيد الأفقية في المجتمعات التي يعيشون فيها.
تُؤمن هذه الاستراتيجية للتنظيم التكيف المثالي مع الظروف الميدانية المحيطة وتمنع التفكك وتدعم عمليات التجنيد. لم تقف قدرات التنظيم وكفاءته عند المجال العسكري، فحتى في الجانب الاقتصادي، يمتلك موارد مالية هائلة، تتجاوز التنظيمات الجهادية والإسلامية الأخرى قاطبة، ما يشي بأن هنالك جهازاً محترفاً هو الذي يدير هذا القطاع المهم والأساسي في نجاح أي عمل تنظيمي أو مؤسسي. كذلك في المجال الإعلامي، حافظ التنظيم على قدرته في توظيف شبكة الإنترنت للتجنيد والدعاية والتعبئة والإعلام، وفي إنتاج أفلام على مستوى عال من الجودة التقنية، باللغتين العربية والإنجليزية.
المجلس المالي
يُعد تنظيم” الدولة الإسلامية” الأغنى في تاريخ الحركات “الجهادية”، وقد تفوق على تنظيم القاعدة المركزي والفروع الإقليمية للقاعدة، فتمكن من بناء شبكات تمويل ممتدة، ونوَّع في مصادره التمويلية.
بعد خسارة تنظيم داعش لمناطق سيطرته، وفي عهد الخليفة أبو إبراهيم الهاشمي، تغيرت هيكلية التنظيم، فأصبح هناك لجنتان رفيعتا المستوى: مجلس شورى من خمسة أعضاء. ولجنة منتدبة من خمسة أعضاء (أعلى هيئة تنفيذية)، كل عضو في الأخير مسؤول عن حقيبة (الأمن، البيوت الآمنة، الشؤون الدينية ، الإعلام ، والتمويل). التغيير الملحوظ هو أن اللجنة التفويضية قد زادت من اللامركزية في مختلف القطاعات على المستوى المحلي، والتي تعمل بشكل شبه ذاتي وتتمتع بالاكتفاء الذاتي من الناحية المالية. وفقاً لـ ” New lines institute” في 19 مايو 2020.
ويتكون المجلس المالي من (المدير المالي)، إضافة إلى:
- مكتب مراقبة وتطوير الصندوق
- الإيرادات
- اعداد الموازنة
- مكتب متابعة اغلاق النفقات والمصروفات العمومية
- قسم العملة
وتولى منصب وزير المالية (أمير ديوان بيت المال) سامي الجبوري حيث كان يشرف عمليات المجموعة المدرة للدخل من المبيعات غير المشروعة للنفط والغاز والآثار والمعادن. قبل أن يعلن رئيس الوزراء العراقي إلقاء القبض على الجبوري، مشرف المال في تنظيم “الدولة الإسلامية” ونائب زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، في عملية “مخابراتية خارج الحدود”. وفقاً لـ”فرانس 24″ في 11 أكتوبر 2021
ورغم هزيمة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، فإن قوات التحالف الدولي عجزت عن القضاء على إمبراطوريته الاقتصادية. فما يزال التنظيم يتوافر على قوة مالية كبيرة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وفقًا لتقديرات الخبراء، تمثل ثروة تساعده على الاحتفاظ بولاء نواة ملتزمة من الموالين وإحداث الفوضى من خلال الهجمات الإرهابية لسنوات قادمة.
استولت داعش خلال الذروة المالية للتنظيم (مارس-يونيو 2015) على قرابة (5.5 -7) مليار دولار أمريكي من صادرات النفط وودائع البنوك وبيع السلاح وتهريب الآثار ومصادرة المعدات والأملاك الحكومية واخذ الأتاوات وبيع المخدرات وفرض الضرائب والزكاوات. المراقبون يؤكدون أن داعش نجحت في اخرج قرابة (700) مليون دولار عبر عمليات غسيل الأموال الى خارج العراق وسورية وليبيا، وقامت باستثمارها بتجارات وصناعات وعقارات وتكنلوجيا، واستثمارات أخرى مختلفة من أجل الانتفاع من أرباحها فيما بعد 2017. كما نجح التنظيم في استثمار قرابة (400-600) مليون دولار في داخل العراق وسورية من أجل استعمالها كتمويل ذاتي في كل ولاية على حدة. وعلى هذا فأن داعش لا تزال تستحوذ على قرابة (1.5-2) مليار دولار وهذا يؤكد مقولة أنها “أغنى تنظيم ارهابي في التاريخ الحديث”.
فيما قدرت الحكومة الأمريكية في أواخر عام 2021 أن تنظيم داعش ربما لا يزال يمتلك أصولا تصل قيمتها إلى نحو (300) مليون دولار. وفي هذا السياق، قال خبراء في وزارة الخزانة الأمريكية إن مصادر تمويل داعش في الوقت الحالي تأتي من الأنشطة الإجرامية بما في ذلك جرائم الخطف وتهريب المخدرات في المنطقة وأيضاً تهريب البشر إلى أوروبا بالإضافة إلى عمليات تهريب وبيع الآثار العراقية أو السورية المنهوبة. وفقاً لـ”DW” في 5 يناير 2022.
وبحسب اعترافات معتقلين لدى الأمن العراقي فإن مناطق الحدود الغربية مع سوريا والشرقية مع إيران، والطرق الرئيسة الرابطة بين المحافظات الغربية والشمالية والشرقية، والمناطق التي تمر من خلالها التجارة ونـاقـات النفط والـغـاز وأنابيب الطاقة ومناطق شبكات الطاقة الكهربائية وشبكات الاتصالات والأنترنت توفر لهم مبالغ مالية شهريا قد تصل إلى (3) مليون دولار شهرياً، من عمليات الإتاوات من شركات النقل والاستثمار في الأدوية والسلاح والسكائر والنفط المهرب والمخدرات والمواد الغذائية، وبالإضافة استثمارات التنظيم فـي الـداخـل العراقي التي لا تقل عــن (100) مليون دولار، تـدر عليه أرباحاً شهرية بحسب تقارير امنية مختصة، قد تصل الى (4) ملايين دولار، وهذه المبالغ تساعد على إدامة التواصل مع الخلايا النشطة ليساعدهم على انجاز عمليات صغيرة خاطفة.
ويستغل التنظيم في الفترة الحالية عمليات التهريب بشكل أساسي لجني الأموال، حيث كشفت قوات سوريا الديمقراطية في 28 يناير 2022، عن وجود شبكات تهريب في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. بالإضافة إلى عمليات التهريب، يعتمد التنظيم في العراق على فرض إتاوات على المواطنين لجني الأموال لتمويل عملياته الإرهابية.
كما يعتمد تنظيم داعش على الفدية في تمويله، تكررت خلال الأشهر الأخيرة، حوادث خطف المدنيين من قرى كركوك والأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين، من خلال كمائن أو السطو على رعاة أغنام وفلاحين، أو من خلال هجمات إرهابية ليلية خاطفة يقتاد فيها التنظيم أشخاصاً يعتبرهم متعاونين مع قوات الأمن وعادة ما يسميهم “مرتدين”، لكنه يقبل مقايضتهم بالمال في مقابل إطلاق سراحهم. وبحسب مسؤول أمني في وزارة الداخلية في بغداد تصل المبالغ التي يفرضها “داعش” على أهالي المختطفين إلى ما بين (10) آلاف دولار و (70) ألف دولار أميركي، ويضطر الأهالي عادة إلى دفع تلك المبالغ لإخلاء سبيل أبنائهم.
وتعد التحويلات المالية التي يرسلها مهاجرون في أوروبا واحدة من الوسائل المعتمدة في تمويل “تنظيم داعش” وتعتمد على الحوالة هو نظام غير رسمي لتحويل الأموال يستخدم وسطاء في بلدان مختلفة، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبع الأموال المنقولة عبر الحدود. ويستعين داعمو تنظيم داعش في عموم أوروبا بتطبيقات لجمع التبرعات بهدف تهريب النساء والأطفال الموجودين في مخيمات سوريا ـ الهول. ولمساعدتهن على الهرب، أسس المتعاطفون معهن في بريطانيا عملية لجمع التبرعات على مستوى العالم وروجوا لها، وهي تعتمد على تطبيق تراسل مشفر ” تيليغرام” وفقاً لـ ” The national news” في 5 أكتوبر 2020.
الهيئة الإعلامية (المركز الإعلامي)
يتمتع الإعلام بأهمية كبيرة داخل هيكلية تنظيم الدولة الإسلامية، وهو من أكثر التنظيمات الجهادية اهتماماً بشبكة الإنترنت والمسألة الإعلامية؛ فقد أدرك منذ فترة مبكرة من تأسيسه الأهمية الاستثنائية للوسائط الاتصالية في إيصال رسالته السياسية ونشر أيديولوجيته السلفية الجهادية، فأصبح مفهوم “الجهاد الإلكتروني” أحد الأركان الرئيسية في فترة مبكرة منذ تأسيس جماعة “التوحيد والجهاد”، ثم القاعدة في بلاد الرافدين.
بعد فقدان الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق ومقتل أبو بكر البغدادي ومن بعده أبو الحسن المهاجر الذي كان يتولى منصب المتحدث الرسمي باسم “داعش”، عانى التنظيم من تراجع حالة جهازه الإعلامي الذي كان يشمل مؤسسات “الفرقان” و”الاعتصام” و”الحياة” و”أجناد”، بالإضافة إلى “مؤسسة يقين للإنتاج الإعلامي” التي أنتجت سلسله أفلام بعنوان “صليل الصوارم 4″، ووكالة أنباء البركة، والمجلات العربية والإنجليزية مثل: “دابق” و”الشامخة”، بالإضافة إلى المدونات.
اتجه تنظيم داعش في عهد “خليفته” الثاني السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، إلى تطوير جهازه الإعلامي، والذي وفقاً لمعهد “New lines institute” في 19 مايو 2020 من:
- المتحدث الرسمي
- المركز الإعلامي
- ولايات الاعلام
- قطاع الاعلام
- مكاتب الاعلام
- أعضاء الاعلام
ووفقاً لمركز مكافحة الإرهاب “Combating Terrorism Center” التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت في تقرير نشره في يونيو 2019 بعنوان: “من جبهة القتال إلى الفضاء السيبراني: إزالة الغموض عن آلة دعاية “الدولة الإسلامية”،
الهيكل الإداري الخاص بعمليات الإعداد الفني والتوزيع الإعلامي للتنظيم في شرق سوريا تضمّن:
- مجلس الإعلام: تأتي هذه الهيئة في قمة التسلسل الهرمي المعلوماتي لتنظيم “داعش”، وهي محاطة بسرية تامة، وكانت تُعد المكتب الإداري الأقدم في ديوان الإعلام المركزي. وأكد التقرير أن المجلس قد كُلِّف بالتمثيل والتحدث نيابة عن ديوان الإعلام. واعتبارًا من عام 2018، كان المجلس يتألف من سبعة أعضاء و”أمير”، مارسوا الإشراف على اللجنة القضائية للإعلام، وجميع الوكالات الإعلامية وبنك المعلومات. كما تم تكليفه بمراقبة جميع المخرجات الرسمية. مما يعني أنه كان له القول الفصل فيما يمكن نشره من مواد إعلامية داخلياً وخارجياً.
- اللجنة القضائية للإعلام: وهي لجنة تابعة مباشرةً لمجلس الإعلام، وعلى المستوى التكتيكي كانت مكلفة بتحديد موضوعات المخرجات الإعلامية وتواريخ إصدارها، بالإضافة إلى طبيعتها، سواء تم نشرها كصور أو مقاطع فيديو أو نصوص أو مقطوعات صوتية. وعلى الصعيد الاستراتيجي، تولت مهمة بلورة “الهدف العام” و”الفكرة الأيديولوجية” و”المبرر” لإنتاج المواد الإعلامية المختلفة. وتشكلت من ثمانية أعضاء، وأشرفت على جميع الوكالات الإعلامية، والأنشطة المتعلقة بالإعلام في بنك المعلومات.
- مكتب الأمن الإعلامي: تضمنت مهمته ضمان تنفيذ التعليمات الصادرة من قيادة التنظيم، وذلك بالتنسيق مع ديوان الأمن العام الذي قام من خلاله بمراقبة اتصالات النخبة، وتأمين قادة التنظيم من الاستهداف. وبهذه الطريقة تواصل مكتب الأمن الإعلامي عن كثب مع كلٍّ من السلطات الإدارية (أي لجنة القضاء الإعلامي والوكالات الإعلامية وبنك المعلومات)، والوحدات التشغيلية (أي المصورون وفرق النشر الداخلية والخارجية وفرق التحرير). كما تمثلت وظيفته في ضمان مشاركة جميع البيانات بشكل آمن.
- المكاتب الإعلامية (الوكالات أو المنصات الإعلامية):تعمل بإشراف مباشر من اللجنة القضائية للإعلام ومكتب الأمن الإعلامي، وإشراف غير مباشر من مجلس الإعلام. وتم تنظيم شبكة للوكالات الإعلامية لتنظيم “داعش” في شرق سوريا وفقًا لمجموعة من المبادئ التوجيهية الصارمة، برئاسة أمير واحد، ولكل أمير فريق أمني وطاقم إداري، إلى جانب الفنيين من العاملين الميدانيين والمحررين، والوحدات الرقمية التقنية.
- بنك المعلومات:وهو هيئة شديدة السرية، تقدم تقاريرها مباشرة إلى اللجنة القضائية للإعلام، تحت إشراف ديوان الأمن العام ومجلس الإعلام، وكان لديها ما لا يقل عن تسعة موظفين دائمين ومدير. وتمثلت مهامها في تخزين البيانات الخاصة بالتنظيم، وإدارة واسترجاع المعلومات والبيانات المتعلقة بالعمليات التنظيمية. ولذا فإن القائمين على البنك كانوا على اتصال يومي مع مختلف الهيئات داخل التنظيم، وقد ركز البنك على أمرين: المصادقة، والتخزين. وقد تضمن الأمر الأول العمل على تلقي المحتوى الإعلامي في صورته الأولية، وتقييم مصداقيته وجودته قبل تقديمه للوكالات الإعلامية. وتضمّن الأمر الثاني العمل على تخزين محفوظات تتعلق بإدارات أو دواوين التنظيم، مثل: ديوان الحسبة والتعليم، إضافة إلى القيام بأرشفة المستندات القديمة.
وقد حاولت هذه المؤسسات في هذه المرحلة التي شهدت تعرض التنظيم لضربات موجعة في سوريا والعراق، ترويج صورة الدولة المتماسكة. كما حرصت هذه المؤسسات بعد مقتل الخليفة الأول أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، على الحفاظ على القواعد، وطمأنة الأنصار والمتعاطفين.
ومع تولي الزعيم الجديد تم تعيين أبو حمزة القرشي متحدثاً باسم “داعش”، واتجه التنظيم إلى ساحة الإعلام الرقمي، ليشمل
الجهاز الإعلامي:
- إعلام رسمي: تمثله وكالة الفرقان للإعلام، التي تصدر صحيفة النبأ الأسبوعية، ووكالة أنباء أعماق، التي توزع أخبار التنظيم اليومية، ومركز الحياة للإعلام، الذي يقدم إصدارات باللغات الأجنبية.
- إعلام غير رسمي: يقدمه الموالون للتنظيم، وما يطلقون عليه المؤسسات المناصرة، مثل: مؤسسة البتار، ومؤسسة أجناد، والفرات للإعلام، وأمواج القوافي، وبناة الأمجاد، وترجمان الأساورتي، وشموخ الإسلام، ومنبر الإعلام الجهادي.
- شبكات التواصل الاجتماعي: مثل: “فيسبوك”، و”تويتر”، و”إنستغرام”، و”تيليغرام”، وذلك عبر حسابات رئيسية باللغة العربية، وأخرى موازية تعمل باللغات الألبانية والتركية والصومالية والإثيوبية والإندونيسية.
- تطبيقات رقمية: تشمل تطبيقات مثل “تيك توك”، و”تام تام”، و”أمازون درايف”. وقد جاء التوجه إلى استخدام هذه التطبيقات لأسباب عدة تتعلق بصعوبة اختراقها، وسهولة استخدامها من أجل الاستقطاب والتجنيد، بالإضافة إلى استخدامها في بعض الأحيان للإعلان عن تنفيذ بعض العمليات.
هيكل تنظيمي لشبكات داعـش الإعلامية في عام 2020 وفي “ولاية العراق“:
- ديـوان “وزارة” الإعـلام المركزي: الـذي يرتبط باللجنة المفوضة والتي بدورها ترتبط بمكتب الإمـارة، حيث يعتبر الديوان مسؤوًل عن رسم سياسات الغواية الإعلامية لكافة مفارز الإعلام في الولايات والقواطع وذلك من خلال بريد خاص شهري أو اسبوعي بحسب الحاجة، والمسؤول عن إصدارات مؤسسة الفرقان ومجلة النبأ الأسبوعية.
- ويتكون الـديـوان مـن؛ مسؤول “أمـبـر” الـديـوان، ومعه مصحح لغوي” ممثل عن اللجان اللغوية”، ومراقب شرعي وعقائدي “ممثل عن الهيئات القضائية والشرعية”، وخبير اعلام عسكري “ممثل عن ديوان الجند”، وخبير اعلام أمني “ممثل عن ديوان الأمن والاستخبارات”، وخبير اعلام نفسي، ومشرف اعلامي فني وتقني ممثل للوحدات الخاصة بالرفع والنشر ، والمصورين، ومحرري الفيديو وغيرهم.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، واصلت قنوات التنظيم على تطبيق “تيليغرام” نشر أخبار العمليات الإرهابية، إلى أن تم الاعتراف رسمياً بمقتل خليفته الثاني أبو إبراهيم الهاشمي من خلال كلمة صوتية للمتحدث الجديد باسم التنظيم أبو عمر المهاجر الذي عين بعد وفاة أبو الحسن المهاجر، في تسجيل بثته في 10 مارس 2022، معلن عن مبايعة أبو الحشن الهاشمي” أميراً وخليفة” جديد للتنظيم.
وفي تسجيل صوتي ثاني للمتحدث باسم التنظيم أبو حمزة القرشي على تطبيق تلغرام في 17 ابريل 2022 توعد فيه بالتأثر لمقتل قادته، قائلاً: “نعلن مستعينين بالله متوكلين عليه … عن غزوة مباركة غزوة الثأر للشيخين الشيخ أبي ابراهيم الهاشمي القرشي والشيخ المهاجر أبي حمزة القرشي”.
وذلك قبل أن يتم الإعلان عن مقتله، حيث نشر داعش بيانا عبر صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم عبر الإنترنت، 20 مايو 2022، نعى فيه “الشيخ أبي عمر المهاجر”، وذيل البيان بـ “تقبله الله تعالى” في إشارة إلى مصرعه دون أن يوضح ملابسات مقتله. في حين ما زال غير معلن عن المتحدث الرسمي الجديد.
**
الولايات الحالية لتنظيم داعش
- العراق
- الشام
- سيناء.
- اليمن.
- ليبيا.
- غرب إفريقيا
- وسط إفريقيا
- الساحل.
- موزمبيق
- الصومال.
- خراسان (أفغانستان)
- باكستان
- الهند
- القوقاز
- شرق آسيا
أفرع داعشية لم تُعلن كولايات رسمية
- جنود الخلافة في إندونيسيا
- جنود الخلافة في بنجلادش
- جنود الخلافة في سيرلانكا.
- جنود الخلافة في إيران
- جنود الخلافة في تونس.
- جنود الخلافة في الجزائر.
**
التقييم
تألف مجلس شورى تنظيم “داعش” من مجموعة مختارة من القادة العسكريين والمشرعين.من الناحية الوظيفية ، وعمل داعش ككيان شبه فدرالي. لديها قيادة مركزية تضم مجلس شوري التنظيم واللجنة المفوضة وولايات تحاكي الوزارات الموجودة في أي دولة أخرى.
أعطى التنظيم صلاحيات أوسع وأكبر للمسئولين المحليين عن الأمور التنفيذية من دون العودة للمركز بعدما فقد داعش السيطرة على الأراضي. في الوقت الحالي، لا يبدو أن لديها القوة البشرية للسيطرة على المناطق المفقودة وإدارتها كما كان من قبل.
من المرجح أن يكون الهيكل الداخلي للتنظيم لم يتم تدميره وأن روابط الاتصال لا تزال مفتوحة ، بما في ذلك عبر الإنترنت. وأنه تحول إلى “شبكة لا مركزية” و”تنتشر تنظيماته الفرعية” التي تساعد في تمدده بمناطق أخرى كما هو الحال في أفريقيا وآسيا والحصول على موطئ قدم في بعض البلدان، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان و طاجيكستان..
هناك أيضاً مخاوف عدة بشأن احتمال عودة ظهور داعش، منها مخاوف من تواصل بين الخلايا النائمة لداعش00000 وقياداته، ومخاوف بشأن ما يقرب من (10000) مقاتل من داعش، بما في ذلك حوالي (2000 ) مقاتل أجنبي، ما زالوا محتجزين في سجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية قد يمثلون قنبلة موقوتة على المدي القريب.
اعتمد تنظيم “داعش” على هيكل تنظيمي، لتوزيع المهام على قيادات التنظيم في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا. واعتمدت منظومته العسكرية على من (5) عناصر رئيسية. قام التنظيم بإعادة هيكلة منظومته العسكرية وتفكيكها و التي كانت تحتوي على جيوش: (دابق، والخلافة، والعسرة)، واكتفى ببعض الشبكات العسكرية
يبني ويحافظ التنظيم على هيكل خلوي يسمح لها بتنفيذ هجمات إرهابية مع الاستفادة من الصحاري الشاسعة في سوريا. ولاتزال إمكانات التنظيم لهيكل القيادة اللامركزية للجماعة قائمة. ومما لاشك فيه إن مقتل قادة التنظيم له تأثير على المدى القصير؛على تشكيل الهيكل التنظيمي والحصول على البيعة من الفروع والولايات كافة.
أثبتت تنظيم داعش أنه لا يحتاج إلى معقل لتشكل تهديدًا قويًا على المستوي الدولي والإقليمي. و اتضح أن هزيمة التنظيم في مارس 2019 لم تكن بشكل نهائي ، حيث تمكن التنظيم من الحفاظ على تماسكه على الرغم من تشتت ومقتل قيادته. استشرافًا للمستقبل ، سيركز قادة داعش على تجنيد واستقطاب العديد من المقاتلين لإقامة دولة “الخلافة”مرة على الرغم من أن العديد من المحللين يعتقدون الآن أن تنظيم داعش لا تريدها ولا تحتاجها في الواقع.
اعتاد تنظيم “داعش” على التكيف بسرعة استثنائية مع الصدمات والمتفككات التنظيمية التي آلمت به بعد مقتل خلفاء وقيادات كبيرة له. لذا من الضرورة بمكان فهم العوامل التي يستند عليها هذا التنظيم والتي تبقيه متماسكا كلما انحدر نحو الهاوية وخسر أحد معاركه الكبيرة أو سقط أحد قيادات الصف الأول لديه. إن تنظيم داعش هو منتوج معقد تطور بسرعة فائقة وفرض نفسه بقوة في ظروف استثنائية وهو يمثل طفرة حقيقية مقارنة بالجماعات الجهادية الإرهابية الأخرى كونه يستند على محركات أساسية تطبيقية لا يحيد عنها سواء تقوت شوكته أو ضعفت قوته.
التمعن في سياسة التنظيم الجديدة تعطي عدداً من الدلالات على حالة التغيير داخل التنظيم، أول تلك الدلالات تخلي التنظيم خلال المرحلة الحالية عن فكرة “الدولة “بمفهومها المكاني والعودة إلى حالة التنظيم العالمي، في عودة لتجربة التنظيم الأم، تنظيم القاعدة.
يمكن القول إنه رغم الهزائم التي تعرض لها تنظيم “داعش” الإرهابي على الأرض، إلا أن الانتصار الحقيقي عليه يبدأ من هزيمته أولاً في الميدان الرقمي، حيث ينشر أفكاره ويستعرض عملياته ويستقطب أتباعه. مازالت هناك ضرورة الى محاربة “فكر” أو “يدلوجية” داعش التي مازال يراهن عليها بعد خسارة”خلافته” في نوفمبر 2017.
تتبع مصادر التمويل والمال، سيحدد هيكل التنظيم وفي هذه الحالة، يمكن تحديد المستفيدين في نهاية المطاف..
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
إعداد وحدة الدراسات والتقارير
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع