داعش ـ الهيكل التنظيمي: مجلس الشورى واللجنة المفوضة
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2”
عرض تنظيم “داعش” في عام 2016 بياناً مفصلا لهيكل التنظيم. وأكد التنظيم على أهمية “مجلس الشورى” الذي يقوم بعمل الخليفة في الكثير من الأحيان. كذلك كرر تأكيده على أهمية اللجنة المفوضة ودورها في إدارة الولايات الموزعة في عدة دول، منها في سوريا والعراق، ولكن بعد خسارة معاقله في سوريا والعراق ومقتل أغلب قياداته أواعتقال بعضهم، وفرار بعضهم الآخر، ألغى التنظيم مسئوليات العديد من الولايات للتكيف والتعامل مع المعطيات الجديدة.
الهيكل التنظيمي لتنظيم “داعش”
قدم تنظيم الدولة الإسلامية تفاصيل عن هيكل خلافته ، التي زعم أنها تتكون من (35) ولاية ، منها (19) ولاية في سوريا والعراق. وقتل نحو (43) من مؤسسيها المعروفين خلال حملة 2017-2019 بينهم زعيمها” أبو بكر البغدادي”. وإلى جانب هؤلاء القادة الأساسيين ، قُتل (79) من القادة الرئيسيين من المستوى المتوسط ، بالإضافة إلى مئات القادة الميدانيين واللوجستيين. وربما تفسر تقارير الاستجواب العسكرية السرية التي صدرت اليوم 6 أبريل أسباب تصفية قيادت التنظيم. حيث أفادت التقارير أن زعيم داعش “محمد المولى” كان قد قدم معلومات استخباراتية مهمة لمسؤولين عسكريين أمريكيين حول كبار أفراد التنظيم السابق لتنظيم داعش، تنظيم داعش في العرا وفقاً لـ “Theglobalcoalition” في 21 أبريل 2021.
يتكون التنظيم في الوقت الحالي من (14) ولاية و (5) دوواوين أو وزارات. وهناك إدارة واحدة مسئولة عن إدارة الولايات خارج سوريا والعراق. وألغى تنظيم “داعش” مسئوليات العديد من الولايات كالكهرباء والحسبة وغيرها لأنه لايحتاج إليها بعد فقد معاقله . وفقا لمخطط للهيكل التنظيمي يأتي على رأس التنظيم” الخليفة”. ودوماً لأسباب أمنية سعى تنظيم “الدولة” التعريف بالكنى مبقياً على الهوية الحقيقية للقيادات في تنظيمه مجهولة حتى بين عناصر التنظيم نفس،وتحت الخليفة توجد لجنتان ذات أهمية:
- مجلس الشورى
- اللجنة المفوضة ، وتحت “اللجنة المفوضة” تأتي طبقات قيادية أخرى:
- الإدارة العامة
- المتحدث باسم التنظيم
- المدير المالي
- الجيش العام
- التجهيزات العامة
وتأتي أيضا تحت تحت “اللجنة المفوضة” عدة ولايات والتي تشمل:
- قاضي ولايات العراق
- قائد الأمن العام
- الإدارة العامة
- المشرف الطبي العام
مجلس شورى تنظيم داعش المهام والمسؤوليات
تميزت هيكلية تنظيم داعش بالمرونة، فلا يوجد ثبات بالمطلق. فيتكون المجلس من (5) أعضاء، ومن مهام المجلس رسم السياسات واختيار مديري الولايات أعضاء هذا المجلس يتسمون بـ”الدراية، وحسن التدبير، والعلم، والصلاح” ـ حسبما يصف التنظيم ـ كما تولي المجلس مسائل التوجيه الاستراتيجي وفقا لـ”سبوتنيك” في 11مارس 2022.
ويعد مجلس شوري تنظيم “داعش” جزء من الهيئات الشرعية في التنظيم ولديه مسؤوليات قضائية وفقا لـ”الحرة” في 31 أكتوبر 2019. ويعتبر المجلس المعني باختيار ” الخليفة “على أسس فقهية شرعية وضرورات حداثية؛ إذ يتولى “الخليفة” الذي يجمع شروط الولاية كالعلم الشرعي والنسب القرشي وسلامة الحواس، سائر الوظائف الدينية والدنيوية ، كقائد ديني وسياسي له حق الطاعة والولاء ولايمكن الخروج عليه.
وتحت “الخليفة” يأتي منصب نائب “الخليفة أو الأمير”، وهو منصب هام للغاية وذلك للحفاظ على استمرارية التنظيم ؛ إذ يقوم نائب “الخليفة أو الأمير” بكل الأعمال، ويطَّلع على الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله، ومن شأنه الحفاظ على الاتصال مع المقاتلين الأجانب، والإشراف على احتياجات اللجان المنبثقة عن التنظيم. لا يعتمد ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش” المنتشرين بصورة عشوائية غير منتظمة ومهددة أمنياً، وتحديداً في المناطق العراقية، على قرارات صادرة من قياداتهم أو ما يعرف بالمجالس العليا للتنظيم، ومنها “مجلس شورى التنظيم”.
بقي مقاتلو التنظيم في شتات وغياب وحدة القرار، فضلاً عن التسريبات الكثيرة التي تشير إلى حدوث نزاعات بين عناصر محلية على مراكز نفوذ وسلطة. فقدت هيكلية تنظيم داعش (11) ديواناً بفعل فقدان التنظيم السيطرة على الأرض بالإضافة إلى انهيار “مجلس شورى الدولة” بعد مقتل أغلب أفراده واعتقال بعضهم، وفرار بعضهم الآخر، وانقطاع التواصل بين من تبقى حياً منهم” وفقا لـ”العربي اللندنية” في 13 يناير 2019.
تم استعادة كل الأراضي بعد عامي 2017 و2019 التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق بدعم من التحالف الدولي. وبعد خسارة تنظيم داعش أراضيه أعاد تنظيم “داعش” تشكيل هيئته بما يناسب المعطيات الجديدة خاصة بعد فقدانه للعديد من قياداته بين عامي 2017 و2019 وفقا لتقرير نشره “مركز السياسات الدولية” نقلا عن الحرة في 8 يوليو 2020. وتعد الدواوين المفقودة هي بمثابة وزارت في مناطق سيطرته، وهي “ديوان القضاء والمظالم، ديوان الدعوة والمساجد، ديوان الجند، ديوان بيت المال، ديوان التعليم، ديوان الزراعة، ديوان الفيئ والغنائم، ديوان الحسبة، ديوان الزكاة، ديوان الأمن العام، ديوان الإعلام المركزي، ديوان الصحة، ديوان الركاز، ديوان الخدمات”. وجعلت الهيكلية كالتالي بالنسبة للولايات المختزلة” :
- الوالي وهو نائب للخليفة على تلك الولاية وعضو مجلس الشورى وعضو اللجنة المفوضة.
- ثلاثة نواب؛ نائب الوالي للمراكز الأمنية والاستخبارية والعسكرية والتصنيع والتطوير والبريد الخاص
- نائب الوالي للمراكز الشرعية والقضاء والدعوة والمظالم والبيعة والمساجد والعشائر، ونائب الوالي للمراكز الخدمية والإعلامية والصحة والمالية والزكاة والضرائب.
اللجنة المفوضة للتنظيم
تعد ” اللجنة المفوضة “هي أعلى هيئة في التنظيم كل عضو في هذه اللجنة مسئول عن جانب تنفيذي وتشرف على مديري الولايات والتي تشرف على المسئولين المحليين. وبالتحديد كل عضو في هذه اللجنة “مسؤول عن أحد الملفات التالية، كالأمن، والمخابئ الآمنة، والشؤون الدينية، والإعلام، والتمويل” وفقا لـ”الحرة” في 10 فبراير 2022.
أكد “عبد الناصر قرداش” القيادي الداعشي في 23 مايو 2020 وبعد مقتل المكنى (أبو محمد العدناني) صدر أمر من البغدادي بحضوره إلى الميادين واللقاء به وتكليفه بتشكيل (لجنة مفوضة) جديدة، اقترح تشكيل لجنة من جميع الجنسيات لعدم حصول تفرقة بين ما يسمى بـ(الأنصار والمهاجرين) ووافق على ذلك ومن ثم أرسل “عبد الناصر” بريداً إلى كافة القيادات والولاة في الشام بترشيح أسماء ليكونوا أعضاء في (اللجنة المفوضة)، وبعد استلام الأسماء قام ” البغدادي” أثناء لقاء ” قرداش” به بتكليفه برئاسة اللجنة والإشراف على جميع الملفات، بالإضافة إلى إدارة ملف (التصنيع والتجهيز) واختيار أعضاء اللجنة.
وتحت اللجنة المفوضة تأتي طبقات قيادية أخرى من أهمها ومهامها:
- الإدارة العامة ومن مهامها مراقبة وتطوير الإدارات المالية وإغلاق النفقات ورصيد الأنفاق إعداد الموازنة والتخطيط المالي
- المتحدث باسم التنظيم وتشمل فروعه المركز الإعلامي ولايات الإعلام قطاع الإعلام مكاتب الإعلام أعضاء الإعلام
- المدير المالي ومن مهامه مراقبة وتطوير الصندوق والإيرادات وإعداد الموازنة والتخهطيط المالي ى ومتابعة إغلاق النفقات والمصروفات العمومية
- الجيش العام
- التجهيزات العامة
وتأتي أيضا تحت اللجنة المفوضة للولايات والتي تشمل لقاضي ولايات العراق، قائد الأمن العام،الإدارة العامة،المشرف الطبي العام.
تعتقد السلطات العراقية أن مقاتلوا “داعش” أعادوا ترتيب خيوط تواصلهم مجدداً وتشكيل قيادة هرمية مصغّرة، سمحت له أخيراً بإعادة صفوف التنظيم وتأمين الاتصال بين خلاياه وقيادته الجديدة. الأجهزة الاستخبارية العراقية، وبدعم أميركي، تسعى للتعرف على قيادات وعناصر التنظيم الفاعلين في العراق في 21 سبتمبر 2021 . ويعتقد غالبية الخبراء بالتنظيمات الجهادية أن هذه المرحلة هي مرحلة مراجعة وتجهيز من قبل التنظيم قد تمتد لسنوات، في انتظار لحظة مواتية لعودة جديدة، برصيد يناهز العشرة آلاف مقاتل وربما ينتظر التنظيم إكمال الانسحاب الأميركي من العراق وسوريا، وانتهاء عمليات التحالف ضد التنظيم. وتشير التقديرات إن أولويات التنظيم آنذاك، وبعد المراجعات التي أجراها، تمثلت بضرورة الحفاظ على عصبين رئيسيين هما الفكر والمال في الوقتالذي لم تمهل القوات العراقية التنظيم وقتا لإعادة ترتيب صفوفه وفقاً لـ”BBC”.
التقييم
تألف مجلس شورى تنظيم “داعش” من مجموعة مختارة من القادة العسكريين والمشرعين.من الناحية الوظيفية ، وعمل داعش ككيان شبه فدرالي. لديها قيادة مركزية تضم مجلس شوري التنظيم واللجنة المفوضة وولايات تحاكي الوزارات الموجودة في أي دولة أخرى.
أعطى التنظيم صلاحيات أوسع وأكبر للمسئولين المحليين عن الأمور التنفيذية من دون العودة للمركز بعدما فقد داعش السيطرة على الأراضي. في الوقت الحالي، لا يبدو أن لديها القوة البشرية للسيطرة على المناطق المفقودة وإدارتها كما كان من قبل.
من المرجح أن يكون الهيكل الداخلي للتنظيم لم يتم تدميره وأن روابط الاتصال لا تزال مفتوحة ، بما في ذلك عبر الإنترنت. وأنه تحول إلى “شبكة لا مركزية” و”تنتشر تنظيماته الفرعية” التي تساعد في تمدده بمناطق أخرى كما هو الحال في أفريقيا وآسيا والحصول على موطئ قدم في بعض البلدان، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان و طاجيكستان..
هناك أيضاً مخاوف عدة بشأن احتمال عودة ظهور داعش، منها مخاوف من تواصل بين الخلايا النائمة لداعش00000 وقياداته، ومخاوف بشأن ما يقرب من (10000) مقاتل من داعش، بما في ذلك حوالي (2000 ) مقاتل أجنبي، ما زالوا محتجزين في سجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية قد يمثلون قنبلة موقوتة على المدي القريب.
المصدر: المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا