اكثرية نيابية عالقطعة والمفرق ضبطت اليوم بمجلس النواب من خلال انتخاب رئيس للمجلس ونائب له واعضاء هيئة مكتب المجلس ؟ لا شيء يشي بأن هذه الاكثرية ستتلقي مجدداً بالاستحقاقات المقبلة !
ربما تتقاطع لاحقاً وينقص عددها او يرتفع وفق ما يتطلبه كل استحقاق، وقد يكون استحقاق رئاسة المجلس الاختبار الاسهل الذي يسبق الامتحان الاصعب وهو تسمية رئيس للحكومة والاتفاق على ولادة الحكومة بعد التكليف الذي لا يعلم احد مدته خصوصاً وان مدته القصوى تنتهي بانتهاء ولاية الرئيس عون ب ٣٠ تشرين الاول..
الاستحقاق النيابي اليوم كان الى حد ما متوقع ولم يحدث اي مفاجئة تخالف التوقعات ! وربما هذا المشهد اختصره ديفيد هيل قبل ايام بمقال له ، تحدث فيه عن عدم حدوث اي تغيير كبير بالمجلس الجديد واقر بحصانة البيت الشيعي عبر فوز امل والحزب بكامل المقاعد الشيعية ، معتبراً هذا الامر صوتاً راجحاً ومعطلاً ليس فقط بمحطة انتخاب رئيس المجلس بل ايضا بالحكومة ورئاسة الجمهورية ..
كلام هيل كان يترجم واقعاً اليوم مع مشاهد اخرى عبرت عن خفة بالشكل والمضمون والممارسة” لنواب الثورة والتغيير ” الدين مارسوا اداء قاصر بالسياسة عبر عن فراغ لديهم باحترام الاصول المتعارف عليها بالميثاق والدستور وظهروا كمجموعة شاذة عن اي قواعد تعنى باحترام المؤسسات وبناء الدولة ، ووجودهم كمجموعة دون تكتل وادارة ظهر جلياً بتعاملهم مع جلسة اليوم بتسابق بعضهم على حب الظهور تارة ومحاولة بعضهم تزعم المشهد كما كان حال بولا يعقوبيان التي كانت تتكلم وتعترض على كل شيء لا لشيء سوى ليسمع صوتها على شاشات التلفاز قائدة لقوى التغيير والمعارضة ..
حتى ان هذه المجموعة عاشت صراع وانفصام بجلسة اولى للمجلس وساعات معدودة بين اتخاذ وضعية المعارضة باقتراع هنا ، ووضعية السلطة بترشيحات هناك ! ووضعية التظاهر وخطاب الساحات بجلسة نيابية لا اعتصام امام ابواب المجلس !
مشهد اخر ايضاً تجلى بوجود ناظم لكتل قوى ١٤ اذار سابقاً وقوى التغيير والمستقلين ! ظهر عمل هذا الناظم باختلاف مشهد ورقم ونوعية الاقتراع بمقعد نائب رئيس المجلس بين الدورة الاولى والدورة الثانية !وبدا واضحاً تأثير الرسائل التي كانت تصل لهواتف النواب بين دقائق فاصلة بين الدورة الاولى والثانية وجمعت الشامي على المغربي برفع التصويت لغسان السكاف بدقائق من ٤٩ الى ٦٠ ؟ وهذا ما اعتبر مؤشر على تدخل ناظم وضابط لايقاع الاقتراع رجح ان يكون مصدره واحد وهو السفير وليد البخاري ..
بالمحصلة نبيه بري رئيس للمجلس النيابي والياس ابو صعب نائباً له ؟ وهذا يعني ان الحزب وامل والتيار سيطروا بشكل او بأخر على مفتاح المجلس للاستحقاقات المقبلة من حكومة ورئاسة جمهورية ! وهذا بيت قصيد المرحلة القادمة بين حدين؟ الفراغ بالسلطة التنفيذية وبالتالي تعطل اوتوماتيكيا للتشريعية ! او السير باكثرية ثابتة تخرج من المفرق الى الجملة وتعبر بالاستحقاقات القادمة ؟ وتتكون من ٨ اذار والتيار بالاضافة الى مشاركة جنبلاطية دون مروان حمادي وطيف حريري بكتلة معدلها المطلوب من ٥ الى ٧ نواب …!؟
#للحديث_تتمة
عباس المعلم /كاتب سياسي