48 ساعة: الاستنفار للمشاركة إلى أقصاه

المصدر: صحيفة النهار اللبنانية

48 ساعة: الاستنفار للمشاركة إلى أقصاه

مع إنهاء آخر جولات الانتخابات التمهيدية للانتخابات المركزية في لبنان بعد غد الاحد باجراء انتخابات الموظفين امس، ستكون الساعات المقبلة الفاصلة عن سريان الصمت الانتخابي بعد منتصف ليل الجمعة، حافلة بالدفعة الأخيرة من الحملات والمهرجانات والمواقف الإعلامية التي يبدو ان معظم القيادات السياسية والحزبية ستنتهز فرصتها لتحفيز التعبئة الانتخابية في قواعدها الى الذروة. وفي كل حال لم يقف الصمت الانتخابي امس حائلا دون رصد المواقف المتصلة بالاستحقاق الوشيك ولا سيما منها تحديدا تلك المتصلة برفع جهوزية الساحة السنية للمشاركة في الانتخابات. واذ سيجري اليوم رصد خطب الجمعة بعدما عممت دار الفتوى على خطباء المساجد للدعوة الى مشاركة السنّة الكثيفة في الاقتراع، بدت حركة سفراء خليجيين نحو دار الفتوى امس بمثابة الرسالة الأكثر افصاحا عن دعم توجهات الدار في هذا الاطار. اما الموقف السياسي الأشد تعبيرا عن بلوغ الاستنفار التعبوي للسنة ذروته فكان عبر الرسالة الاستثنائية ذات الدلالات القوية والحادة للرئيس فؤاد السنيورة مساء والتي عكست استنفار العصب السيادي والسني في ان معاً الى أقصاه في حضه على مواجهة “الدويلة ” بكثافة الاقتراع للسياديين.

 

اذن جرت امس عملية اقتراع الموظفين المكلفين رؤساء أقلام وكتبة ومساعدين في الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل البالغ عددهم نحو 14500 موظف في كل الأقضية في حضور البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات وجمعية LADE ومندوبي المرشحين، وفي أجواء هادئة، وسط اجراءات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي حول مركز الاقتراع. وقد بلغت نسبة الاقتراع مع اقفال الصناديق الـ84 في المئة ، فيما أعلنت بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الإنتخابات انها “نشرت 40 مراقبا في المناطق اللبنانية كافة، سيعززون عمل البعثة في اليوم الإنتخابي، وسينضمون إلى المراقبين في مهمة طويلة المدة والذين يقدمون تقارير منتظمة من الدوائر الإنتخابية في لبنان منذ منتصف نيسان”. كذلك وصلت امس بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات.

 

ما قبل تصريف الأعمال

واستعدت الحكومة لملاقاة الاستحقاق الذي سيحولها حكومة تصريف اعمال في جلسة هي ما قبل الاخيرة على ان تعقد الاخيرة الخميس المقبل. ووافق مجلس الوزراء الذي عقد في قصر بعبدا على عرض وزارة الطاقة والمياه منح تراخيص لبناء محطات انتاج كهرباء على الطاقة الشمسية، وعلى مشروع مرسوم يرمي الى تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية للمشاركة في الانتخابات النيابية فقط، اضافة الى اتفاقية القرض مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح بقيمة 150 مليون دولار.

 

وأوضحت مصادر وزارية ان في جلسة مجلس الوزراء اوضح رئيس الجمهورية أن لبنان تبلغ رسميا تأجيل زيارة البابا فرنسيس لأسباب صحية. وكذلك أشار وزير السياحة وليد نصار إلى تأجيل الزيارة والأستمرار في التحضيرات لكن ليس بالوتيرة نفسها لأن الموعد غير محدد. ثم توقف الوزير نصار عند تداعيات النزوح السوري على القطاع السياحي وقال ان الكلفة كبيرة وطالب بعقد جلسة خاصة بعد انتهاء الانتخابات لتقييم العملية الانتخابية وإنجازات الحكومة وفق ما وعدت في بيانها الوزاري مقترحا على الوزراء تقديم جردة بما حققوه في خلال مدة ولايتهم والتكاليف التي صرفت لإظهار أن الحكومة لم ترتب أعباء على خزينة الدولة. وأوضح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الموضوع يمكن إدراجه على جدول أعمال الجلسة المقبلة المقررة الخميس المقبل. ثم تحدث وزير الإعلام زياد المكاري عن اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة وتمنى إصدار موقف إدانة وأشار إلى لقائه مع أهالي شهداء مرفأ بيروت الذين يطالبون بالاسراع في إنجاز التحقيق . وهنا اشار رئيس الجمهورية إلى انه لا يجوز التأخير في إنجاز التحقيق فهناك موقوفون تعدت مدة توقيفهم مدة العقوبة في أي ادانة. ثم طلب الرئيس ميقاتي التريث في إزالة الاهراءات إلى حين صدور القرار الظني وأشار إلى أنه طلب من مؤسسة خطيب وعلمي إعداد تقرير فني ومالي حول كلفة ترميم الاهراءات اذا اعتمد خيار عدم الهدم.

 

واثار وزير الدفاع موضوع الضباط برتبة عقيد الذين يفترض ترقيتهم إلى رتبة عميد سيحالون على التقاعد ولكن لا تصفية لحقوقهم المالية وطالب بتخصيص ٥٠ مليار ليرة للعسكريين الذين يشاركون في العملية الانتخابية على أن تعطى للأجهزة الأمنية الأخرى مبالغ مماثلة وطالب باعادة النظر بتعويضات العسكريين وذكر بدفع تعويض النقل الشهري البالغ قيمته مليون و ٢٠٠ الف مشيرا إلى أوضاع العسكريين اجتماعيا وحياتيا.

ثم عرض وزير الخارجية نتائج اجتماعات مؤتمر بروكسل ولقاءاته على هامش المؤتمر. وفي ما خص موضوع النازحين، أكد بو حبيب أنه ابلغ المؤتمرين موقف لبنان وقال لهم “لا تعطونا المال بل نريد المساعدة لاعادة النازحين إلى أرضهم”.

 

وقال ان مجمل المسؤولين الذين التقاهم اعربوا عن تقديرهم لما أنجزته الحكومة، متمنين أن تجري الانتخابات في لبنان بطريقة هادئة وسلمية وأن تتشكل حكومة بأسرع وقت تكمل ما بدأته الحكومة الحالية، مبدين استعدادهم لتقديم المساعدات المالية للبنان ودعمه للخروج من أزمته الحالية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يقبل موضوع الدمج وإن السوريين الموجودين في لبنان ليسوا مضطهدين سياسيا بدليل أن قسما كبيرا منهم شارك في الانتخابات الرئاسية السورية وانتخب الرئيس بشار الأسد.

وفي ملف الأنتخابات ، علم أن وزير الخارجية عاتب وزير الداخلية على كلامه في برنامج “صار الوقت” .

 

وعلم أنه لدى مناقشة بنود تتصل بنقل احتياطي من الموازنة فتح الموضوع المجال أمام مطالب وزراء بأعتمادات إضافية، اعترض رئيس الحكومة بقوة وقال لم نأت اليوم من أجل ذلك ولا بد من درس وضع المالية وقدرتها على الاستجابة وبالتالي لن تمر إلا البنود الواردة على الجدول في موضوع الاحتياطي وأكد أن طلبات السلف تستمهل إلى الأسبوع المقبل من أجل الأطلاع على الحقائق المالية المتوافرة.

 

تحرك السفراء

اما في تطورات المشهد الانتخابي فبرزت التحركات والمواقف التي تمحورت حول المشاركة السنية في الانتخابات . واذ اكد المكتب الإعلامي للنائبة بهية الحريري انها “ملتزمة قرار الرئيس سعد الحريري ولا تدعم أي مرشح لا سرا ولا علنا” نشر أمين عام “تيارالمستقبل” أحمد الحريري صورة للرئيس سعد الحريري على حسابه عبر تويتر، وكتب، “سيبقى موقفك وحده بمثلنا سيبقى موقفك وحده بمثلنا سيبقى موقفك وحده بمثلنا”.

 

واستوقفت زيارة ثلاثة سفراء من دول الخليج دار الفتوى قبل ثلاثة ايام من اليوم الانتخابي. وقد عقد اجتماع ضم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وسفراء الكويت عبد العال القناعي والسعودية وليد بخاري وقطر إبرهيم السهلاوي، في حضور مفتيي المناطق في لبنان. وشدد السفير القناعي باسم السفراء “على دور هذا الصرح الجامع لكل أبناء الشعب اللبناني، وعلى دور سماحته ومواقفه المشرفة الوطنية الجامعة المعتدلة التي تدعو إلى لم الصفوف ورصها لابناء الشعب اللبناني الشقيق كافة، وأعربنا له عن وقوفنا إلى جانبه وتأييدنا له في كل ما يصبو إليه، ولكل ما فيه صالح هذا البلد الشقيق”. وأعلنت دار الفتوى ان “السفراء تمنوا أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، لافتين الى أن السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطنا وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، واعتبروا ان رسالة السفراء للبنانيين هي توجيهية بتغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى وأن المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه” .

 

رسالة السنيورة

وفي خطوة تلاقي هذا التوجه توجه الرئيس السنيورة برسالة مسهبة الى اللبنانيين اتسمت بدلالات بارزة اذ حمل فيها بأقصى الشدة على “حزب الله” ومشروعه وارتباطاته الايرانية وممارساته ودويلته في ما يشبه العريضة الاتهامية الشاملة داعيا للمواجهة الانتخابية والتصويت للسياديين . وإذ عاد الى ما واجهته حكومتاه من تجارب قال “نحن نبني وهم يهدمون ويخربون ..ورأيت ان الظرف الخطير الذي يمر به لبنان الدولة والشعب اللبناني لا يمكن ولا يجوز ان ندير له ظهرنا بل علينا واجب التصدي له بكل ما اوتينا من وسائل وعزم وعزيمة مثابرة وهذا ما دفعني الى الانخراط في المساعدة في العملية الانتخابية لمنع استباحة لبنان وبيروت ومناطقه كافة “.وتوجه السنيورة تباعا الى اللبنانيين ثم الى الشيعة ثم الى السنة ودعا الى التصويت بكثافة لنهج إعادة بناء الدولة الواحدة الموحدة القادرة على انتشال شعبها مما اوصلته اليه الدويلة . وإذ أشاد بمواقف البطريرك الراعي والمطران عودة والمفتي دريان حض على ” اسقاط الدويلة والخلاص من هيمنة السلاح غير الشرعي عبر المشاركة في الانتخابات بكثافة والاقتراع للدولة القوية المحكومة بالدستور والقوانين لا بفوهات البنادق وكواتم الصوت والمتفجرات “.

Exit mobile version