الحدثٍَالرئيسية

انتخابات المغتربين: أعلام الاشتراكي والقوات في السعودية!

المصدر: أساس ميديا

انتخابات المغتربين: أعلام الاشتراكي والقوات في السعودية!

هل خيّب المغتربون الآمال التي عقدها اللبنانيون عليهم؟

سؤال قد تبدو الإجابة عليه مرتبكة.

 

فقد أنجزت وزارة الخارجية المحطّة الأولى من الاستحقاق النيابي أمس الأوّل، الخاصّة بغير المقيمين، بإجراء الانتخابات في 10 دول، بينها خمس دول يقترع اللبنانيون المقيمون فيها للمرّة الأولى، وهي البحرين، العراق، الأردن، إيران، وسوريا.

يمكن القول إنّ وزارة الخارجية عبرت بنجاح هذا الاختبار، لا بل تقصّدت التعلّم من بعض الهفوات التي سُجّلت في اليوم الأول لمنع تكرارها في المرحلة الثانية التي ستُجرى اليوم في بقيّة دول الاغتراب.

يقول لـ”أساس” أحد الدبلوماسيين الذين شاركوا في العملية إنّ رزمة تعليمات صدرت صباح أمس السبت وأُرسلت إلى البعثات الدبلوماسية المتأهّبة لتنظيم العملية الانتخابية، بهدف الحؤول دون تكرار هذه الهفوات. وطلبت وزارة الخارجية من هيئة أوجيرو رفع سعة الإنترنت الخاصة بغرفة المراقبة لمنع حصول أيّ تشويش على النقل المباشر الحاصل من كلّ أرقام الاقتراع.

في هذه الأثناء، نشرت “الدوليّة للمعلومات” المقارنة الأوّليّة للنتائج التي سطّرتها الدول العشر التي شهدت الانتخابات، مع تلك التي سُجّلت في العام 2018، في محاولة لاستخلاص مؤشّرات معبّرة. مع العلم أنّ هذه الأرقام ليست رسمية على اعتبار أنّ وزارة الخارجية لم تتلقّ بعد المحاضر الرسمية المرسَلة من البعثات الدبلوماسية.

 

في هذا السياق يمكن تسجيل سلسلة ملاحظات أوّليّة، وفق تقديرات أكثر من خبير انتخابي:

بلغ متوسّط المشاركة يوم الجمعة 58.9%، بينما بلغ في الاستحقاق الماضي 63.5%. مع العلم أنّ عدد المشاركين بلغ يوم الجمعة 18,237 ناخباً في الدول العشر، فيما اقتصر عدد المشاركين في الدورة الماضية في خمس دول شاركت يومها (السعودية، الكويت، قطر، سلطنة عمان، ومصر) على 4,728 ناخباً. انخفضت النسبة، لكن ارتفع العدد 4 أضعاف.

يتردّد أنّ جملة أسباب قد تكون وراء هذا الغياب في المشاركة، لا سيّما أنّ مراكز الاستطلاع كانت تتوقّع مشاركة أكثر من 70% من إجمالي المسجّلين (أكثر من 225 ألف ناخب)، منها على سبيل المثال تزامن موعد الانتخابات مع عطلة عيد الفطر التي يكون الكثير من اللبنانيين خلالها خارج دول الخليج، بدليل أنّ بعضهم وصل إلى مراكز الاقتراع آتياً من المطار مباشرة.

أرقام بيروت وصيدا والسعودية

لا شكّ أنّ الأرقام التي سجّلتها المملكة العربية السعودية كانت موضع رصد مباشر ودقيق من جانب الماكينات الانتخابية، وذلك من باب “قياس” مدى حماسة الناخب السنّيّ للمشاركة. فهي لم تتجاوز 50%، وتحديداً 49.3%.

تزامن هذا مع ظاهرة انتخابية يُرجَّح أنّها تُسجَّل للمرّة الأولى في المملكة، وهي رفع أعلام حزبية في خيم نصبت في محيط مراكز الاقتراع، وطبعاً لفريقين محدّدين، هما حزب القوات والحزب التقدّمي الاشتراكي اللذان نشطا انتخابياً في السعودية لدفع مؤيّديهما وتشجيعهم على المشاركة. مع ذلك لم تسجّل نسبة الاقتراع أرقاماً استثنائية.

أحد الخبراء الانتخابيين يعتبر أنّ صندوقَيْ دائرتَيْ بيروت الثانية وصيدا هما الأكثر تعبيراً عن مدى تأثير سعد الحريري على مزاج اللبنانيين، والسُنّة تحديداً، في هذا الاستحقاق. مع العلم أنّ نسبة المسجّلين في السعودية ويقترعون في دائرة بيروت الثانية مرتفعة، مع 420 ناخب، اقترع منهم 180 فقط، أي 42.86%. وهي نسبة متدنّية.

 

 

فيما يرجّح خبير ثانٍ أن يكون مؤيّدو الأحزاب الأخرى، وتحديداً الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ، قد اعتكفوا عن المشاركة خشية التعرّض لأيّ ردّات فعل سلبية.

لكن هل هذا مؤشّر إلى تراجع المتحمّسين للوائح التغيير أو الثورة؟

ينفي خبير انتخابي آخر هذا الاحتمال. فهو يرى أنّ النسب التي سجّلتها الدول العشر ليست مؤشّراً كافياً. لأنّ مؤيّدي المناخ الاعتراضي موجودون أكثر في الدول الأوروبية، وفرنسا تحديداً، وفي الولايات المتحدة، وفي الإمارات العربية. لذلك قد يبدو من غير السليم الحكم على النتائج التي سجّلت يوم الجمعة للخروج باستنتاجات تفيد بأنّ قوى التغيير لم تلاقِ الحماسة الكافية.

لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الناخبين تعرّضوا لصدمة سلبية جرّاء أداء هذه القوى، وقد ينكفىء بعض الناخبين عن المشاركة بسبب الفوضى التي سادت اللوائح المعارضة. ولا بدّ أيضاً من رصد نسب المشاركة يوم الأحد لوضع استنتاجات دقيقة.

في هذا الإطار، يؤكّد أحد المتابعين عن كثب لمجريات الاستحقاق في إمارة قطر، وفقاً لأرقام ماكينة انتخابية، أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين اقترع للوائح التغيير.

 

في المقابل، بدت أرقام المشاركة في سوريا وإيران مرتفعة جدّاً. وقد تصدّرت سوريا اللائحة بنسبة بلغت 83.8% مع 853 مقترعاً، وهي تشير إلى التزام اللبنانيين الذين يعيشون في البلدان تعليمات قيادتهم.

أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ ماكينة القوات اللبنانية بدت يوم الجمعة الأكثر نشاطاً وشموليةً (عملت في معظم الدول المشاركة)، والأكثر دقّةً في رصد الأرقام وتوثيقها، كما يؤكّد أكثر من ديبلوماسي شارك في العملية الانتخابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى