معروفة منذ حرب الخليج.. نقطة ضعف تدمر الدبابات الروسية بسهولة
قدر وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الاثنين، أن موسكو فقدت ما يصل إلى 580 دبابة، خلال الحرب على أوكرانيا، وهو ما أثار التساؤلات عن سهولة استهداف الدبابات الروسية.
لكن مشاكل موسكو تتجاوز العدد الهائل من الدبابات التي فقدتها. ويقول الخبراء إن صور ساحة المعركة تظهر أن الدبابات الروسية تعاني من خلل عرفته الجيوش الغربية لعقود من الزمن وتشير إليه بـ “تأثير جاك إن ذا بوكس”، بحسب تقرير شبكة “سي إن إن”.
وذكرت الشبكة الأميركية أن المشكلة تتعلق بكيفية تخزين ذخيرة الدبابات، مشيرة إلى أنه على عكس الدبابات الغربية الحديثة، تحمل الدبابات الروسية عدة قذائف داخل أبراجها، وهذا يجعلها معرضة للخطر بشكل كبير حيث يمكن حتى لضربة غير مباشرة أن تفجر مخزن الذخيرة بالكامل.
وأكدت الشبكة أن موجة الصدمة الناتجة عن تفجير مخزن الدخيرة تكون كافية لتفجير برج الدبابة على ارتفاع يصل إلى مبنى من طابقين.
وقال سام بينديت، مستشار برنامج الدراسات الروسية في مركز الأمن الأميركي الجديد: “ما نشهده بالدبابات الروسية هو عيب في التصميم”. وأضاف: “أي ضربة ناجحة.. تشعل الذخيرة بسرعة مسببة انفجارًا هائلاً، وينفجر البرج حرفياً”.
وأكد نيكولاس دروموند، محلل صناعة الدفاع المتخصص في الحرب البرية والضابط السابق في الجيش البريطاني، أن الخلل يعني أن طاقم الدبابة، الذي عادة ما يكون رجلان في البرج وثالث يقود السيارة، سيصبحون “محمصين” إذا لم يخرجوا في ثوان.
وقال دروموند إن انفجار الذخائر يسبب مشاكل لجميع المركبات المدرعة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وضرب مثالاً على عربة المشاة القتالية BMD-4، التي يقودها عادة ما يصل إلى ثلاثة من أفراد الطاقم وقادرة على حمل خمسة جنود آخرين. وأكد أنها كانت “تابوتًا متحركًا” للجنود الروس.
لاحظت الجيوش الغربية هذا الخلل في الدبابات الروسية خلال حروب الخليج في عامي 1991 و2003، عندما عانت أعداد كبيرة من دبابات T-72 التابعة للجيش العراقي روسية الصنع من نفس المصير.
وذكر دروموند أن روسيا لم تتعلم الدروس من العراق، وبالتالي فإن العديد من دباباتها في أوكرانيا ظهرت عليها عيوب تصميم مماثلة. وقال إنه عندما دخلت سلسلة T-90 – التي خلفت T-72 – في الخدمة في عام 1992، تمت تطوير درعها، لكن نظام تحميل الصواريخ ظل مشابهًا لنظام سابقتها، مما جعله عرضة لنفس الخطر.
ولفت بينديت إلى أن روسيا اختارت هذا النظام لتوفير المساحة وإعطاء الدبابات مظهرًا أقل، مما يجعل من الصعب ضربها في المعركة.
وقال دروموند: “(الجيوش الغربية) تعلمت جميعًا من حرب الخليج، ومن رؤية الدبابات وهي تقتل خلال تلك الفترة، وضرورة أن يتم تقسيم الذخيرة إلى أجزاء”. وأشار إلى مركبات المشاة القتالية التابعة للجيش الأميركي والتي تم تطويرها بعد الحرب الأولى في العراق.
لكن الدبابات الغربية الأخرى، مثل “M1 Abrams” التي تستخدمها الولايات المتحدة أكبر حجمًا وليس لها دائرة دائرية، كما أن الذخيرة توجد في غرفة محكمة الإغلاق تداخل الدبابة بعيدة عن مقصورة القيادة. وتحتوي المقصورة على باب يفتحه أفراد الطاقم ويغلقونه بين كل ضربة، مما يعني أنه في حالة إصابة الدبابة، فمن المحتمل أن تتعرض قذيفة واحدة فقط في البرج.
وقال بينديت “الضربة الدقيقة يمكن أن تلحق الضرر بالدبابة لكنها لا تقتل بالضرورة الطاقم”.
وأشار دروموند إلى أن القذائف التي تستخدمها الجيوش الغربية تحترق أحيانًا تحت الحرارة العالية الناتجة عن صاروخ قادم، لكنها لا تنفجر.