الحدثٍَالرئيسية

رغم هدايا حزب الله.. خسارات التيار العوني لا تعوّض

وليد حسين -المدن

رغم هدايا حزب الله.. خسارات التيار العوني لا تعوّض

 

مع بدء العد العكسي للانتخابات، ورغم ضبابية مشهد إجراءها أو تأجيلها، في ظل مؤشرات تصب في إمكان “تطيير” الاستحقاق، بعد بدء مرحلة ارتفاع سعر صرف الدولار، والمشاكل الكثيرة في اقتراع المغتربين، تتجه الأنظار إلى البورصة التي سترسو عليها الكتلة النيابية.

سلوك الناخب السنّي
فائض الراحة التي أشاعها حزب الله بحصوله وحلفائه على أغلبية ساحقة في المجلس النيابي الجديد، تعاكسه الوقائع الانتخابية على الأرض. فحتى الساعة ما زالت المسألة رهن “لغز” الصوت السني المؤثر في لبنان كله.

قد يتقدم حزب الله مع حلفائه في المناطق السنّية، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعكار، فيكسب مقعداً أو اثنين في بيروت الثانية ومقعداً في طرابلس. لكن ذلك رهن ضبابية سلوك الناخب السني ومدى التزامه قرار تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، واتجاهه نحو المقاطعة.خسارات التيار العوني
سيسترد حلفاء حزب الله مقعداً سنياً في البقاع الشمالي أيضاً، ويربحون مقعداً إضافياً في البقاع الغربي، لكن الحزب عينه سيخسر مقعداً في الجنوب الثالثة. وإلى خسارة حليفه سليمان فرنجية نحو مقعدين في الشمال الثالثة، تبقى الخسارة الكبيرة عند حلفيه التيار العوني، والتي تترجم في مختلف الدوائر على النحو التالي:

جزين والشوف وبعبدا
في صيدا-جزين وضع التيار على الحافّة، متأرجحاً بين ربح مقعد وحيد أو خسارة الدائرة التي كان له فيها مقعدان للنائبين سليم الخوري وزياد أسود. فالأمر يتوقف على نسبة مشاركة السنّة في صيدا وتأثيرها على ارتفاع الحاصل الانتخابي.

في الشوف-عاليه كانت خسارة التيار محققة بمقعد إلى اثنين، لو لم يوفر له وئام وهاب وناجي البستاني “سدتين”. ورغم ذلك ما زال التيار مهدداً بخسارة مقعد ماروني، وذلك يتوقف على إمكان فوز لائحة القوى التغييرية في الشوف.

وفي بعبدا- حيث يخوض العونيون المعركة هذه المرة بمرشح وحيد، بعد استبعاد النائب حكمت ديب، بسبب تراجع شعبيته- يخسرون مقعداً مؤكداً. وقد يستقر نصيب لائحة التيار مع الثنائي الشيعي على مقعدين وليس أربعة، كما كانت الحال في العام 2018. لكن الأمر يتوقف على حظوظ لائحتي المعارضة، وإذا كانت تستطيع الوصول إلى الحاصل. غير ذلك يذهب المقعد الماروني الثاني إلى لائحة القوات اللبنانية، ما يدفع العونيين الممتعضين إلى دعم لائحة بعبدا تنتفض التي يرأسها القيادي العوني السابق نعيم عون.

طائرات الطاشناق
في بيروت الأولى خسارة مقعد واحد محققة، وقد ترتفع إلى مقعدين. فمن ناحية هناك تراجع كبير في شعبية نائب التيار نقولا الصحناوي، ومن ناحية ثانية ثمة تراجع في شعبية التيار بشكل عام. وهذا معطوف على انقسام أصوات الراحل مسعود الأشقر بين مختلف اللوائح. أما خسارة التيار المقعد الثاني فمرتبطة بتراجع الطاشناق في لبنان وفي دول الاغتراب، ما يؤدي إلى تراجع أصوات اللائحة إلى حاصلين وكسر أدنى. حتى أن المعلومات تفيد أن الطاشناق بات يعد خطة لاستقدام الناخبين الأرمن من الخارج بطائرات. قد ينجح مع المغتربين في أرمينا، حيث تسجل أقل من مئتي ناخب، ولم يفتح لهم أي قلم اقتراع هناك. لكن ثمة صعوبات في استقدام ناخبين من كندا وأميركا، حيث تنتشر الجالية الأرمنية.

خسارة البستاني
في المتن باتت خسارة التيار مقعدًا شبه مؤكدة. فقد بات بلا حلفاء هناك، وتراجع شعبيته تترافق مع انقسام الصوت القومي بينه وبين لائحة المر-الطاشناق. وبأصواته الذاتية لن يتمكن التيار من نيل أكثر من حاصلين. وستكون معركة كسر الأصوات على المقعد المتبقي في الدائرة على “المنخار” بينه وبين لائحة الكتائب اللبنانية أو القوات اللبنانية.

في كسروان لن يقتصر تراجع كتلة التيار على انفصال النائبين نعمة أفرام وشامل روكز عنه، بل هو مهدد بنيل مقعد وحيد سيكون في جبيل، إما من نصيب النائب سميون أبي رميا أو النائب السابق وليد الخوري. فتحالف “التيار” مع الثنائي الشيعي أتى لصالح فوز مرشح حزب الله رائد برو المحقق، والذي يمتص أصواتاً من حواصل العونيين. ولن تتمكن مرشحة “التيار” ندى البستاني من الفوز بكسروان، إلا إذا تراجعت نسبة الاقتراع بشكل كبير، أي انخفاض الحاصل الانتخابي إلى ما دون 14 ألف صوت. فأصوات اللائحة الحالية لا تتخطى 28 ألف صوت على مستوى الدائرة (حاصلان). كما أن اللوائح الأخرى تواظب على اغداق الخدمات على السكان، لرفع نسب المشاركة لصالحها. ما يؤدي إلى خسارة التيار ثلاثة مقاعد قياساً بالعام 2018.

هدايا لا تعوض الخسارة
في دائرة الشمال الثالثة خسارة حلفاء حزب الله مزدوجة، أي تصيب التيار العوني وتيار المردة. فالتقديرات الحالية تشير إلى حصول حلفاء حزب الله على أربعة مقاعد على مستوى الدائرة، موزعة على مقعدين لكل لائحة أو مقعد وحيد للتيار العوني وثلاث مقاعد لتيار المردة (الأمر يتوقف على كسر الأصوات وأي لائحة تسبق الثانية). وبالتفصيل، خسرت لائحة المردة أصوات النائب السابق بطرس حرب، وخسرت لائحة التيار العوني أصوات النائب ميشال معوض. هذا فضلاً عن تضعضع الصوت القومي وخسارة التيار العوني الصوت السنّي. ويضاف ذلك إلى تراجع “التيار” وفرنجية في دول الاغتراب. وقد شكل مجد حرب مع ميشال معوض لائحة مدعومة من الكتائب، لها حظوظ في نيل مقعدين. تضاف إليها لائحة “شمالنا” الشبابية التي تفوز بمقعد. وفي حال بقيت نسبة المشاركة على حالها أو ارتفعت قليلاً، يتحقق تراجع حلفاء حزب الله بمقعدين أو أكثر.

وعليه، سيمنح حزب الله “التيار” فرصاً انتخابية ويثبت له المقعدين الحاليين في بيروت الثانية وزحلة، ويقدم له هدية هي المقعد الكاثوليكي في البقاع الشمالي، لكن خسارات حلفيه العوني أكبر بكثير من أن تعوّض.


وليد حسين

وليد حسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى