هل تدفع الضغوط الأطلسية الصين نحو روسيا أكثر؟

كتبت “سكاي نيوز عربية”: تتصاعد نبرة التصريحات بعيد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الخميس في بروكسل، بين الصين والحلف، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث اعتبرت الخارجية الصينية أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ “ينشر التضليل”، ردا على اتهامه لها بتوفير دعم لروسيا في حربها بأوكرانيا.

 

وشددت الخارجية الصينية على أن موقف بكين:” يتناسق مع رغبات معظم الدول، أي اتهامات غير مبررة أو شكوك حيال الصين ستهزم، لقد كررنا مرارا بأن أوكرانيا يجب أن تصبح جسرا بين الشرق والغرب، بدلا من أن تكون على الجبهة في لعبة بين القوى العظمى”.

وكان ستولتنبرغ قد قال عشية قمة الناتو أن :”الصين وفرت لروسيا الدعم السياسي ومن ضمنه نشر أكاذيب صارخة ومعلومات مضللة”.

وبعيد انتهاء القمة الأطلسية الطارئة، وإجراء بيونغيانغ تجربة صاروخية جديدة، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 5 كيانات وأفراد في روسيا والصين وكوريا الشمالية لانتهاك قانون انتشار الأسلحة الأميركي.

ويرى مراقبون أن هذه الاتهامات المتبادلة والحرب الكلامية بين حلف الناتو والصين، قد تقود لتقارب أكثر بين موسكو وبكين، في ظل الأزمة الأوكرانية الحادة التي تلقي بظلالها السلبية على العلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة والصين.

وأن بكين وإن أظهرت الحياد، لكنها تبقى أقرب لموسكو منها لواشنطن والعواصم الغربية في موقفها من الأزمة الأوكرانية المحتدة، مستبعدين أن تفلح الضغوط الأميركية في ثنيها عن ذلك.

وتعليقا على طبيعة الاصطفاف الصيني في الأزمة الأوكرانية، وخلفياته وأهدافه، يقول رولاند بيغاموف، الباحث والخبير الاستراتيجي الروسي، في حوار مع سكاي نيوز عربية :”هذه العقوبات الأميركية الجديدة والتي بات الإعلان عن حزمها المتناسلة شبه يومي، هي استمرار لسياسات فرض الإرادة على أي دولة ترفض الخضوع للهيمنة الأميركية والأطلسية، وهي تندرج في سياق مقاومة واشنطن بلا جدوى لانهيار النظام العالمي الذي دشن بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي والمنظومة الشرقية، وباتت في ظله الولايات المتحدة هي القطب الأوحد في العالم، والذي خلال أكثر من 3 عقود ثبت فشله وعدم نجاعته في إدارة الشؤون الدولية وتحقيق الأمن والسلام والتنمية المتوازنة والمستدامة في مختلف قارات العالم وشعوبه، بفعل السياسات الأحادية الأميركية التي تحكمت بالمشهد الدولي”.

ويضيف الخبير الاستراتيجي الروسي:” ما يتم الآن هو بداية نهاية نظام القطب الواحد لصالح قيام عالم متعدد الأقطاب والكتل، فالحرب الدائرة في أوكرانيا هي بين القطبين الروسي والأميركي في واقع الحال، وعلى ضوء نتيجتها ستتحدد ملامح النظام العالمي الجديد بصورة أكثر تفصيلا ودقة، وهنا فإن العقوبات الغربية وخاصة الأميركية هي محاولة لعرقلة هذا التحول الدراماتيكي في المشهد الدولي نحو التعددية وتوازن القوى”.

والصين تعلم جيدا، وفق بيغاموف أنه:” في حال انتصار واشنطن في أوكرانيا وهزيمتها لموسكو هناك، ونجاحها تاليا في إنهاك الاتحاد الروسي وإضعافه، فسيكون الدور على بكين التي ستسعى واشنطن لإضعافها واستهدافها في حرب اقتصادية وربما عسكرية في تايوان مثلا، ولهذا فالصين تتخذ موقفا متوازنا ومبدئيا من الأزمة الأوكرانية متفهم للهواجس والبواعث الروسية للقيام بهذه الحرب، ومثل هذه العقوبات التي تفرضها واشنطن على بكين ستدفع الأخيرة ولا شك لدعم روسيا أكثر في وجه العقوبات والضغوط الغربية”.

ويتابع المتحدث:”فرض العقوبات الاقتصادية والمالية، سيضر ولا شك مرحليا، لكنه سيزيد من فرص تعزيز التبادل والتعاون في مجالات التجارة والاقتصاد بين موسكو وبكين، وسيسهم في حثهما على الاستغناء الطوعي حتى عن المنظومات الأميركية في هذا المضمار، لصالح تطوير منظومات مصرفية ومالية بينية بديلة وتكون مفتوحة لانضمام مختلف الدول والشركاء لها”.

Exit mobile version