الديار
الكرملين يُـلوح باستخدام «النووي» ويُحذر «الناتو» من صدام مُباشر
في آخر تطورات اليوم الـ28 من هذه الحرب الروسية على أوكرانيا، أفادت التقارير بأن بعض مناطق مدينة ماريوبول الأوكرانية تحولت إلى رماد بفعل القصف الروسي العنيف. وبينما دُعي الرئيس الأوكراني للحديث أمام قمة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO)، لوّح الكرملين باستخدام السلاح النووي إذا تعرضت روسيا للخطر.
ووسط المساعي لإنهاء الحرب، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محادثات السلام مع روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو شهر «صعبة وتصادمية في بعض الأحيان».
وبحسب مسؤولين غربيين، فإن القوات الروسية تعثرت في محيط كييف، لكنها تحرز بعض التقدم في الجنوب والشرق.
ووفق المصادر الغربية، فإن المقاتلين الأوكرانيين يتصدّون للقوات الروسية في بعض الأماكن، لكن لا يمكنهم دحرها.
وأعلن المتحدث باسم الإدارة العسكرية لأوديسا مقتل قائد قوات المشاة البحرية الروسية التي حاولت مهاجمة أوديسا.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحيات روسية من طراز «كا 52 أليغاتور» (Ka-52 Alligator) دمرت مستودعا للذخائر، تابعا للقوات المسلحة الأوكرانية، بصواريخ من طراز «فيخر» (Vikhr).
ونشرت وزارة الدفاع صورا قالت إنها لعملية استهداف المستودع بهذه الصواريخ، من بُعدٍ تجاوز 7 كيلومترات.
كما عرضت وزارة الدفاع الروسية صور إطلاق صواريخ من طراز «باتسيون» من شواطئ جزيرة القرم باتجاه أهداف أوكرانية في محيط مدينة ريفنا؛ كما عرضت صور إطلاق صواريخ «كاليبر» من سفن حربية من البحر الأسود باتجاه المواقع نفسها.
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المفاوضات الروسية الأوكرانية تجري بشكل صعب، بسبب تغيير الجانب الأوكراني لمواقفه في كل مرة، وفق تعبيره.
وفي حوار مع معهد العلاقات الدولية بجامعة موسكو، اتهم لافروف، واشنطن بالاستمرار في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، واستفزاز بلاده.
وحذر من إقدام الناتو على إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا وذلك قبل يوم من عقد الحلف قمة استثنائية. مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى صدام مباشر بين القوات الروسية وقوات الحلف.
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أصدر تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع، مشددًا على أنه لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واستلام المدفوعات باليورو والدولار.
من جهته، نفى المستشار الألماني أولاف شولتز أي احتمال لمشاركة قوات من حلف شمال الأطلسي في حرب روسيا على أوكرانيا.
في موضوع العقوبات، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس جو بايدن يعتزم الإعلان عن فرض عقوبات على أكثر من 300 عضو بمجلس الدوما الروسي.
وأضافت الصحيفة أن العقوبات الأميركية ستعلن بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجموعة السبع.
قتال شوارع
ميدانياً، قال مسؤولون أوكرانيون إن ضربات جوية روسية مكثفة أصابت مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، إذ اندلع قتال في الشوارع غداة رفض المدينة طلب موسكو إعلانها الاستسلام.
وقال مجلس المدينة إن القصف أحال ماريوبول إلى «رماد».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زعيم انفصالي قوله إن القوات الروسية ووحدات الانفصاليين المدعومين من روسيا سيطرت على نصف المدينة تقريبا.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك إن قتالا في الشوارع يدور هناك، وإن المدنيين وكذلك القوات الأوكرانية يتعرضون لنيران روسية.
ونقلت وكالة رويترز أن محنة المدنيين في ماريوبول تفاقمت، كان يقطن المدينة 400 ألف نسمة، ويُعتقد أن مئات الآلاف محاصرون داخل المباني دون طعام أو ماء أو كهرباء أو تدفئة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمام البرلمان الإيطالي «لم يبق شيء هناك».
وقال سيرغي أورلوف نائب رئيس بلدية مدينة ماريوبول لشبكة «سي إن إن» (CNN) إن المدينة تحت حصار كامل ولم تتلق أي مساعدات إنسانية.
وأضاف أورلوف أن «المدينة تتعرض لقصف متواصل، الطائرات الروسية تلقي عددا يتراوح بين 50 و100 قنبلة يوميا، سقط كثيرون قتلى، ووقع الكثير من جرائم الحرب المروعة».
اجتماع الناتو
ودُعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمخاطبة قادة دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO) الذين سيجتمعون اليوم في قمة استثنائية مكرسة لحرب روسيا على أوكرانيا، حسبما أفاد الناتو.
وقال مسؤول في حلف الأطلسي إن «الرئيس زيلينسكي مدعو لإلقاء كلمة في قمة الناتو عبر رابط الفيديو».
وأضاف «ستكون فرصة لقادة دول الحلف للاستماع مباشرة من الرئيس زيلينسكي يتحدث عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الأوكراني بسبب العدوان الروسي»، مضيفا أن الحلفاء الذين يقدمون «كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأساسية» لأوكرانيا سيدرسون ماذا يمكنهم أن يفعلوا «لتعزيز» دعمهم.