سفير الشمال- غسان ريفي
يدرك “المستقيلون من تيار المستقبل” في دائرة طرابلس، الضنية والمنية ان مهمتهم الانتخابية لن تكون مجرد نزهة، بل سيكون دونها صعوبات جمّة تتمثل اولا، في المنافسة القوية مع سائر اللوائح التي بدأت تتشكل، وثانيا، في مواجهة الامانة العامة للتيار وجمهورها، في ظل التحريض الازرق القائم في كل لبنان على المرشحين الذين خالفوا توجهات الرئيس سعد الحريري.
لذلك فإن عملية تشكيل اللائحة التي يتولاها الدكتور مصطفى علوش بالتنسيق مع بعض زملائه تخضع لكثير من المعايير التي يحاولون من خلالها عدم استفزاز الرئيس الحريري والامين العام احمد الحريري، واقناع من سيشارك من جمهور المستقبل بالانتخابات بالتصويت لهم وعدم الاتجاه الى خيار النكاية لجهة اعطاء الاصوات للوائح منافسة.
تشير المعلومات الى أن تشكيل اللائحة التي يقول عنها اعضاؤها انها “تدور في فلك الحريرية السياسية” تخضع لأكثر من معيار لجهة:
أولا: ان تضم الملتزمين بنهج الرئيس الحريري وعدد من المستقلين.
ثانيا: ان تضم مرشحين متمولين قادرين على تحمل المصاريف الانتخابية.
ثالثا: ان تضم مرشحين مقربين من الامين العام أحمد الحريري بهدف احراجه ودفعه الى عدم محاربة اللائحة او التحريض عليها بهدف اسقاط مرشحيها.
وتشير هذه المعلومات الى أن تشكيل اللائحة يجري على قدم وساق حيث تعقد اجتماعات مكثفة يتخللها دراسة الواقع الانتخابي والارقام التي على اساسها سيصار الى تسمية المرشحين، حيث تم التوافق على أكثرية الاسماء وهي: عن المقعد السني في طرابلس: مصطفى علوش، هيثم مبيض، ربى دالاتي، نبيل أحمد، وعن مقعديّ الضنية سامي فتفت وعبدالعزيز الصمد، وعن مقعد المنية احمد الخير، على ان يصار الى استكمال سائر المقاعد سني وارثوذكسي وماروني وعلوي في طرابلس خلال الاسبوع الحالي تمهيدا لاعلانها.
واللافت، ان اللائحة استبعدت النائب عثمان علم الدين في المنية ما قد يضعه امام خيارين، فإما ان يلتحق بلائحة، أو ان يعمل مع آخرين ممن يدورون في فلك “المستقبل” على تشكيل لائحة ثانية قد تأكل من صحن اللائحة الاولى.
وتؤكد مصادر مواكبة للائحة “المستقيلين من المستقبل” انها “ليست ضد الرئيس الحريري وان القيمين عليها يحاولون اقناعه بها، خصوصا أن الحريري دعا الى عدم مقاطعة الانتخابات وطلب من الراغبين بالترشح الاستقالة من تيار المستقبل، وقد نفذ اعضاء اللائحة توجيهاته بذلك”.
وتشير هذه المصادر الى ان “ثمة حوار مفتوح مع الرئيس فؤاد السنيورة وكذلك مع أحمد الحريري غير المقتنع بالمقاطعة” بحسب تلك المصادر.
في المقابل، تؤكد مصادر مستقبلية الى ان “قرار قيادة التيار الازرق ثابت ولن تبدله شعارات او محاولات استمالة جمهور المستقبل الذي من المفترض ان يلتزم بقرار قيادته التي لن تتهاون مع الذين خرجوا عن توجهات الرئيس الحريري”.