عواصف لبنان مستمرة أقله لأسبوع.. برودة آذار مستمرة!


كما “عواصف” لبنان المستمرة لاسبوع مقبل أقله، كذلك تعصف مخاطر التحديات التي يواجهها العالم على مستوى التغير المناخي، وسط تحذيرات دولية من دمار بيئي وعواقب قد لا تحمد عقباها على البشرية والزراعة والمحيطات والجليد والغطاء الأخضر والتواجد الحيواني. وفي لبنان تبدلات في الطقس شهدها اذار، الاّ أنّ عوامل إيجابية قد تظهر، فهل تجاوزنا خطر التغير المناخي؟

قلب شهر اذار كل المقاييس المناخية التي اعتدنا عليها خلال السنوات الأخيرة في لبنان من حيث الحالة الجوية، فشهدنا على أكثر من عاصفة ثلجية ومنخفضات جوية بمعدل عاصفة كل أسبوع بحسب المتابعين لأحوال الطقس. والعامل الأكثر إيجابية أنّ خبراء البيئة حذروا في أواخر العام المنصرم وبداية العام الحالي من مشاكل متوقعة بسبب ندرة الامطار ومن تهديد على مستوى الامن المائي في لبنان وهو ما أكده تقرير أخير صادر عن مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والذي أشار الى أنّ لبنان معرّض الى “نقص في الامطار والثلوج مع ارتفاع درجات الحرارة”، الا انّ كمية المتساقطات الأخيرة شكلت تبدلاً في السوداوية المتوقعة على مستوى نقص المياه، وخصوصاً انّ لبنان كان ولا يزال نقطة ارتكاز مائية، بينما مشكلته الدائمة تكمن في سوء إدارة الموارد المالية.

وبطبيعة الحال فإنّ المخاطر على مستوى ظاهرة الاحترار العالمي وتأثيرها على أنماط الطقس والموارد المائية والتنوع البيولوجي الزراعي والسياحة، تهدد لبنان ايضاً، الذي يرزح تحت مشاكل كبيرة، حيث يشمل التأثير المتوقع لتغير المناخ آثارا ضارة على الزراعة والموارد المائية والموارد الساحلية والصحة العامة والبنية التحتية والطاقة والسياحة.

الامن المائي

وكذلك تتشعب المشكلة في سوء إدارة ملف المياه من حيث الاعتراف بحقيقة أنّ لبنان ببحره وأنهاره التي أصبحت مكبات للصرف الصحي والصناعي، تشكل خطراً ينذر بأمراض مخيفة وكارثية وضعف في المناعة. ويُضاف الى مجموعة تلك المخاطر ايضاً، انّ فترة الجفاف الطويلة واقترابنا من الجو الصحراوي جعلنا نخسر كثيراً من التنوع البيولوجي الضخم على مستوى الثروة الحرجية، بعدما أصبح لبنان مقصداً للحشرات الاستوائية التي قضت على بعض المزروعات.

وإنطلاقاً من هنا، ومن التغيرات المناخية، هل يمكن القول أنّنا في حالة تعويض عن مشاكل بيئية كبيرة بسبب طقس شهر اذار؟. يجيب رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي دكتور ضومط كامل، عن هذه التساؤلات في حديث لـ”لبنان 24″، مشيراً بادئ ذي بدء الى ضعف لبنان في إيجاد استراتيجية بيئية تسمح بتخزين مياه الامطار والاستفادة منها، هي المشكلة الأكبر التي نواجهها على مستوى الامن المائي والبيئي.

وبحسب كامل فإنّ طقس شهر اذار، شكل فعلياً حالة استثنائية، “طبعا لا نزال نعيش حالة تغير المناخ العالمي، ولكن ما شهدناه خلال اذار كان غريباً بعض الشيء، من حيث نسبة هطول الامطار وتراكم الثلوج، ففي الوقت الذي لم نشهد على كمية ثلوج كبيرة في البقاع كما المعتاد، كانت الثلوج تنهمر بغزارة اكثر على سلسلة جبال لبنان الغربية. وايضاً الحرارة الأدنى كانت تُسجل في بيروت وطرابلس قياساً ببقية المناطق، وهذا ملفت الى حد كبير، وخصوصاً أنّه في السنوات الأخيرة لم نشهد على طقس مماثل”.

بين الامس واليوم

ويتابع كامل: “في مقارنة بين المراحل الزمنية ما بين الـ1950 ولغاية الثمانينات، وصولاً الى مرحلة ما بعد الـ2000 نجد انّ هناك فرقا كبيرا بين نسب هطول الامطار والثلوج، فاليوم باستثناء هذا الشهر الأخير، تراجعت مستويات المتساقطات الى حد كبير، وكانت الثلوج في الثمانينات تصل الى حدود 200 متر وما فوق، وهذا ما لا يحدث اليوم بما معناه اننا لا نزال في لبنان ضمن مرحلة التغير المناخي العالمي”.

وفي المقابل يتحدث كامل عن نسبة جيدة من الامطار، وحتماً سيكون لها تأثير إيجابي على تغذية المياه الجوفية وتأمين مخزون جيد لفترة الصيف، وكذلك على مستوى الثلوج التي سقطت بكثافة على جبال لبنان الغربية. ويأمل كامل الاستفادة من هذه الامطار من خلال إيجاد استراتيجية مائية تعود بالنفع على لبنان.

منخفضات مرتقبة

فهل من منخفضات مرتقبة، يقول كامل: “المنطقة اليوم تقع ضمن اضطراب مناخي، ولا يمكن التكهن لغاية 20 يوم مقبلة ما قد يحدث، فالكتل الهوائية القطبية تتحرك بشكل غير عادي وسريع، ولم تأخذ المسار الذي كانت تأخذه كل سنة، وقد نشهد بعد على برودة خلال الأيام المقبلة”.

Exit mobile version