الحدث

الشتاء في لبنان لم ينتهِ بعد.. سيناريو الثلوج والموجات القطبية سيتكرر وهكذا سيكون صيف 2022!


المصدر : جوسلين نصر – لبنان 24

“شتاء” 2022 بيّضها بكل ما للكلمة من معنى، فقد ضربت لبنان خلال هذا الموسم سلسلة منخفضات جوية أدت إلى تراكم الثلوج وتدني بدرجات الحرارة التي بلغت مستويات غير مسبوقة، وآخرها العاصفة “غريتا” كما أسمتها مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي التي تضرب حالياً لبنان وصنفت بأنها الأقسى والأعنف لهذا الموسم حيث لامست الثلوج ليل الإثنين ـ الثلاثاء الساحل.

صحيح ان الأمطار والثلوج تُعتبر نعمة ولكنها تحولت إلى نقمة بالنسبة للبنانيين ولاسيما أهالي الجبال في ظل الحرارة المتدنية والبرد القارس ومع ارتفاع أسعار المحروقات وتقنين المولدات فانعدمت وسائل التدفئة وأصبح هم الناس انتهاء الشتاء في أقرب وقت، ولكن هذا الأمر لن يتحقق قريبا، فعلى ما يبدو الشتاء لم ينتهِ بعد والخير لقدام، والقسم الثاني من شهر آذار سيحمل المنخفضات والثلوج والأمطار الغزيرة.

فهل أصبح طقس لبنان شبيها بطقس أوروبا وكيف سيكون في السنوات المقبلة وماذا عن التغيّر المناخي في العالم؟

الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوّية وعلم المُناخ يقول في حديث لـ”لبنان 24″ اننا “دخلنا العصر النصف جليدي والحرارة ستتدنى، وسيهدأ نشاط الشمس، والقطب الشمالي سيعزز نشاطه نحو آسيا وأوروبا وأميركا بشكل قاسٍ.”

ويوضح ان “النشاط الشمسي يمر كل 100 عام تقريبا بفترة هدوء بين 10 سنوات و15 سنة بحيث يخف عدد البقع الشمسية قبل ان يعود فيزداد “. وأضاف: “يتراوح عدد هذه البقع حين تكون الشمس في اوج نشاطها بين 200 و300 بقعة سوداء في الشهر وحين يهدأ ثورانها تنخفض إلى ما دون الـ 200، وبالتالي ستتأثر الأرض ببرودة في الطقس وسينشط القطب الشمالي وسيقذف التيارات الجليدية جنوبا وتكون أكثر قساوة من السنوات الاعتيادية دون ان تشهد الرياح الباردة أي مقاومة من المناطق المدارية والاستوائية التي تكون قد تراجعت حرارتها بمعدل 5 إلى 7 درجات مئوية، فتتحول القارات الشمالية إلى باردة وتكثر فيها العواصف الثلجية حيث تعبر المنخفضات الجوية وهذا ما أطلقت عليه وكالة ناسا اسم العصر النصف الجليدي.”

وبحسب خبراء الطقس الذين يرتكزون بدراساتهم على حركة الشمس، فان العصر النصف جليدي بدأ فعليا عام 2020 وسيمتد حتى عام 2035 تقريبا وتهيأت الأرض له من حيث الانقلاب الجوي السريع الذي يتم بين سنة وأخرى، كما قال.

ماذا ينتج عن العصر النصف الجليدي؟

يقول خنيصر ان “سكان أميركا الشمالية وكندا وأوروبا وروسيا وشرق أسيا سيشعرون نتيجة ذلك بتغير سريع في برودة الطقس بخاصة في فصل الصيف، وفي الشرق الأوسط ستتراجع درجات الحرارة في فصل الصيف، وسيُساهم لمدة 15 سنة بإعادة حجم القطب الشمالي إلى ما كان عليه منذ 20 عاما بسبب قساوة البرودة وغزارة الثلوج”.

ولفت إلى ان “العصر النصف جليدي يدل على ان النشاط القطبي سيشتد في السنوات المقبلة وسنشهد برودة في الطقس ستزداد أيضا كل سنة، ومن الواضح ان القطب الشمالي يخرق الصحارى الكبرى.”

طقس القسم الثاني من شهر آذار

يوضح خنيصر ان “الموجة القطبية فوق الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط تعمقت، ودخلت لبنان وسوريا وفلسطين وشمال الاردن الموجات الأقسى برودة فتتدنى درجات الحرارة حتى قبل ظهر الأربعاء لتلامس بقاعاً -5 الى -9 وعلى 1000متر بين -3 و -6 درجات. ”

وأضاف: “يتأثر لبنان اليوم الثلاثاء بكتل هوائية رطبة منحدرة من جنوب تركيا ستسبب بتساقط الثلوج فوق الجبال الغربية المطلة على البحر بخاصة فوق الشمال حيث تتساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر وقد تلامس لبعض الوقت 400 دون تراكمات تُذكر. ”

تنحسر الموجة القطبية قبل ظهر الخميس ويتأثر لبنان بمنخفض جوّي جديد يومي الخميس والجمعة قادم من بلغاريا وتركيا سيؤدّي الى طقس ماطر وتتساقط الثلوج بغزارة فوق الـ 1300متر، على ان تنحسر الأمطار يوم السبت فترتفع الحرارة يومي السبت والأحد .

وتابع خنيصر: “يعاني لبنان والبلدان المجاورة من سيطرة المرتفع القطبي الذي سيتراجع لأيام عن المنطقة، ولكن يبدو ان ضغطه المرتفع فوق شرق اوروبا سيجدّد النشاط القطبي في 22 آذار، يتزامن ذلك مع اقتراب منخفض جوي عالي الفاعلية قادم من شمال افريقيا وتحديدا الجزائر فتتجدد الكتل القطبية الامر الذي قد يعيد سيناريو الثلوج التي ستتساقط على 800 متر.”

ويوضح خنيصر أكثر قائلاً: “عدد البقع الشمسية انخفض إلى ما دون 180، ومنذ عام 2016 عدد البقع الشمسية يتدنى ووصل في عام الـ 2018 إلى 180 ، وبالتالي وصلنا إلى ركود شمسي، وعندما يخف يصبح القطب الشمالي هو البارز وهو بالتالي يهبط على القارات ويعطي البرودة من دون أي مقاومة من المناطق المدارية وتتمدد الرياح القطبية في القارات كافة. وتتميز هذه الفترة ببرد قارس وحرارة متدنية وتتكوّن منخفضات جوية تتحول إلى عواصف “.

ويضيف: “ما يحصل اليوم ان المرتفع القطبي هبط على روسيا وعلى شرق أوروبا وأصبح الضغط عالٍ بين موسكو وأوروبا، ضغط القطب الشمالي سيضرب كل التيارات القطبية لذا نحن تحت تأثير أقوى موجة قطبية لهاذا الموسم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى