–دانيال هاشم–كاتب وإعلامي
–وكالة نيوز
لا شك ولا ريب، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا, كان لها تداعيات كبرى وكارثية على شعوب المنطقة عامةٍ، وعلى لبنان خاصةٍ، لا سيما مشكلة توريد زيت عباد الشمس والقمح، والمنتجات الغذائية الأخرى، أضافة الى الارتفاع الكبير في أسعار المشتقطات النفطية.
وكالعادة، يتلهى اللبنانيون عند كل حدث يمر فيه لبنان والمنطقة من حوله، بدعابات وفيديوهات تهكمية، غزت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، فتراهم محللون في الشؤون العسكرية، ويتشاجرون فيما بينهم، (نحن ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، فيقاطعه جاره، روسيا على حق وعليهم أن يأدبوا أوكرانيا ومن خلفهم الغرب..وآخر يؤيد ضرب ايران لمركز اسرائيلي في أربيل، ليرد عليه زميله، يجب على ايران ان لا تنتهك حدود العراق)…و و و..يا جماعة روقوا شوي..نحن الهوا عنا مستورد..
لا يلام المواطن اللبناني، فربما وجد في الحدث المأساة، سبب يلهي به نفسه عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد، منذ استقلالها عام 1943، حيث الدولة غائبة عن سابق إصرار وتصميم، وبقرار أمريكي وغربي ظالم.
المواطن لا حول له ولا قوة الا بربه..والشعب اللبناني منقسم على نفسه، فتراهم يتقاتلون بالأسلحة النارية للحصول على الوقود، والمواد الغذائية، وينظمون الطوابير منذ ساعات الليل الأولى أمام مراكز الأمن العام، سعياً للحصول على جوازات سفر تتيح لهم مغادرة البلاد الى أراضي الله الواسعة، طمعاً في الحصول على حياة كريمة، لا ذل فيها ولا قهر، ناسفين أقوال الحكماء، ”من خرج من داره قل مقداره”..
فرأيهم، القهر وقلة المقدار، من ذوي القربة وابناء الوطن الواحد..ولا يحاصرنا الغرب وأعوانه فقط..فالدولة المقصرة واللامبالية، جيش من السياسين والقضاة، والإعلاميين، والعسكريين، والتجار الفجار، حيث أخفوا أدوية السرطان، وحليب الأطفال، والوقود، والماء، وكل مستلزمات الحياة، وما استطعوا في الاحتكار اليه سبيلا..
الدولة في سبات عميق، فلا خطة طوارئ أقتصادية لمواكبة الأحداث من حولنا وسبل تفاديها بأقل خسائر ممكنة لتستمر عجلة الحياة، ولا يوجد خطة أمنية معيشية لمواجهة جيش المحتكرين..
في الختام، على الدولة وباقي القوى والأحزاب الوطنية الشريفة، الالتفات الى شعبها وربعها..فلا ”الميغاسنتر” يشبع فقيراً جاع ولم يخرج شاهراً سيفه، ولا المناصب، ونائب أو وزير بالناقص أو بالزائد، يضيئ عتمة بيت مظلم، توقفوا عن اثارة الفتن والمكائد وتشويه الحقائق عن القضية الأساس، وعودوا الى رشدكم قبل أن يلفظكم نهر الجياع..فتياره جارف ولا يرحم كل متهوراً وجبان.