وحسب المعلومات، ان 8 اذار شكلت لجنة للانتخابات برئاسة الشيخ نعيم قاسم وسيعلنون انطلاق ماكيناتهم الانتخابية تباعا وبدءا من اليوم.
هذا بالنسبة الى 8 اذار، اما على صعيد قوى 14 اذار وحسب المعلومات، فان جنبلاط وجعجع ثبتا تحالفهما في الشوف وعاليه وبعبدا، مع معلومات عن زيارة للدكتور سمير جعجع الى الشوف وعاليه وتتويجها بلقاء في المختارة، كما ان القوات اللبنانية ستخوض المعارك في كل الدوائر وتطمح الى قفز عدد نوابها فوق الـ٢٠، كما ان التحالف بين القوات اللبنانية والكتائب متوقع في بعض الدوائر من اجل تأمين الحاصل الانتخابي، وكذلك مع الشخصيات السنية، لكن الجماعة الاسلامية تدرس خياراتها والتحالفات حسب طبيعة كل دائرة، وبالنسبة للمجتمع المدني، باتت لوائحه جاهزة ومستقلة في كل الدوائر عن 14 و 8 اذار، مع دعم اميركي مطلق لميشال معوض الذي يتابع تشكيل بعض لوائح المجتمع المدني في كل المناطق اللبنانية، ويعاني قادة المجتمع المدني من صعوبة اختيار الشخصيات الشيعية في ظل الرفض بالانضمام الى هذه اللوائح نتيجة حصر الشعارات بالعداء للمقاومة، ويتجه اسامة سعد لتشكيل لائحة مستقلة عن الثنائي الشيعي في صيدا بعناوين المجتمع المدني «اجتماعيا» والمقاومة سياسيا، وهناك اتصالات مع الشيوعي وشخصيات صيداوية وربما يتوسع هذا الخيار ليشمل دوائر جديدة.
وعلى الصعيد السني، القرار السعودي واضح بالمشاركة بغطاء من المفتي عبد اللطيف دريان وفؤاد السنيورة وشخصيات «للملمة» الشارع السني في كل الدوائر، لكن الرئيس نجيب ميقاتي يبقى الناخب الاقوى في طرابلس ولم يحسم ترشحه بعد وربما يخوص الاستحقاق بتيار العزم والتحالف مع قوى وشخصيات شمالية.
لكن مصادر سنية متابعة تؤكد ان سعد الحريري ما زال الاقوى شعبيا، والحرب التي شنّت عليه، و»طعنه» في ظهره من اقرب المقربين منحته دعما شعبيا اضافيا وتعاطفا في الشارع السني، وستكتشف السعودية بعد الانتخابات مدى حضور سعد الحريري وقوته والاخطاء التي ارتكبت بحقه من بعض القادة السنة الذين يروجون معادلة «حضور الحريري كغيابه» والمشاركة السنية ستكون كثيفة.
كل هذه الصراعات في الساحة السنية لا تلغي معادلة حصرية المعارك القاسية و «كسر العظم» في الساحة المسيحية فقط بين «التيار» و «القوات» من اجل الامساك بالشارع المسيحي وطريق بعبدا في تشرين الثاني، وسيكون للمجتمع المدني حضوره في المعارك المسيحية «مدموغة» بالطموحات الرئاسية.
الملفات المتفجرة
لا شك بأن التطورات السياسية المتلاحقة والمتفجرة حسب مصادر متابعة، والالغام المزروعة في وجه الحكومة وقدرة ميقاتي على تفكيكها وتدويرها، اعطته صلابة في التعامل مع الاحداث وهذا ما جعل الحكومة تستمر حتى الان، وما ان تفجر لغما حتى يتم زرع لغم انتخابي اخر بعناوين اصلاحية، واخر الالغام المزروعة اقتراح عون «الميغاسنتر» الانتخابي واستحالة تطبيقه قبل شهرين من الانتخابات كونه يتطلب اموالا واجراءات ادارية لا يمكن انجازها قبل 15 ايار، لكن اصرار عون على طرحه دفع ميقاتي الى التجاوب منعا لانفجار جديد، ودعا الى جلسة لمجلس الوزراء غدا في قصر بعبدا قبل صعوده الى القصر الجمهوري ظهر امس لمناقشة «الميغاسنتر» والانتخابات البلدية والاختيارية التي اصبح تأجيلها حتميا لسنة او سنتين، لكن «الميغاسنتر» لا يمكن اقرارها في ظل معارضة معظم الوزراء، وحتى لو اقر هناك استحالة بتطبيقها في 15 ايار، فماذا سيفعل عون وهل سيفتح ذلك اشتباكا جديدا داخل الحكومة؟
لبنان صوّت على قرار الامم المتحدة بإدانة روسيا
لكن الملف المتفجر الذي اثار انقسامات سياسية على خلفية بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي ادان الغزو الروسي لأوكرانيا، من المتوقع ان يتفاعل مع التزام لبنان بروح بيان الخارجية بعد اجتماع عون وميقاتي وابو حبيب في بعبدا، وهذا الموقف كان موضع تقدير وفد وزارة الخزانة الاميركية في بيانه عن زيارته للبنان، والذي حاول الاستقصاء عن الارصدة الروسية في المصارف اللبنانية والقرض الحسن، وهذا الاعجاب الاميركي بموقف عون وميقاتي من الحرب الروسية دفع مساعدة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية هيكتور نولاند الى الاتصال بعون وقدمت له التهاني على موقف لبنان المدين للغزو الروسي وترجمه عون وميقاتي بإعطاء تعليمات لبعثة لبنان في الامم المتحدة بالتصويت الى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا والمطالبة بانسحاب القوات الروسية ووقف الاعمال العسكرية ضد المدنيين، كما ان المسؤولة الاميركية عرضت موضوع الكهرباء من الاردن والغاز من مصر وترسيم الحدود والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وقد تلا ابو حبيب بيانا بعد اجتماع بعبدا الثلاثي وجاء فيه «لبنان يطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعمل على تعزيز فرص التفاوض للتوصل الى حل سلمي للنزاع بين روسيا واوكرانيا ولبنان يبقى منسجما مع موقفه المعلن يوم الخميس الماضي».
وفي المعلومات وحسب المصادر المتابعة، فان البلاد دخلت مرحلة الانتخابات الفعلية، ومهمة الحكومة باتت محصورة في انجاز هذا الملف وتأمين كل السبل لإنجاحه، وهذا يتطلب تأجيل الملفات الخلافية من خطة الكهرباء والترسيم والبرامج الاصلاحية والتعيينات والتحقيقات القضائية الى ما بعد 15 ايار والحكومة الجديدة اذا شكلت، في ظل معلومات عن دخول البلاد في فراغ جديد واستمرار حكومة ميقاتي في تصريف الاعمال الى بداية العهد الجديد في 22 تشرين الثاني.
صندوق النقد الدولي والمجتمع المدني
وفي هذا المجال، تكشف مصادر متابعة لملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ان الوفد التقني في الصندوق الذي يزور بيروت التقى فاعليات المجتمع المدني الذين قدموا للوفد تقاريرا عن حجم الفساد في لبنان وحذروه من التعامل مع الحكومة الحالية كون الوزراء يمثلون رموز الفساد وضرورة التريث في توقيع الاتفاقيات الى ما بعد الانتخابات النيابية وامكانية المحاسبة والمراقبة مع المجلس الجديد من خلال كتلة نواب المجتمع المدني، وشرحوا لأعضاء الوفد طرق الهدر وعدم قدرة الحكومة اللبنانية على الايفاء بالتزاماتها واستحالة تطبيق الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، وقدموا الوثائق عن حجم الهدر، كما التقى وفد وزارة الخزانة الاميركية الذي يزور بيروت ايضا فاعليات من المجتمع المدني في السفارة الاميركية، وسمعوا منهم شرحا عن ارتباط الحكومة بحزب الله وتغطية ممارساته، وطالبوا الوفد باتخاذ اجراءات ضد رموز الطبقة السياسية وعدم التعاون مع الحكومة لأنها عاجزة على وقف التهريب وعمليات تبييض الاموال، ولذلك وحسب المصادر، فان تقديم المساعدات الخارجية والبدء بورشة التعافي متروكة للعهد الجديد، وهذا ما سيفاقم الازمات الداخلية وتحديدا على الصعد المالية والاقتصادية المصحوبة بأزمات عالمية ستترك تداعياتها الطويلة الأمد على البلد مع دخول العالم في محاور جديدة وانقسامات كبرى لا يعرف المسؤولون كيف يتعاملون معها.
جنون الغلاء
ووسط كل هذه المعمعة تؤكد المصادر العليمة، ان نسبة الفقر في لبنان تجاوزت معدلاتها القصوى بالإضافة الى انتهاء الطبقة الوسطى، جراء موجة جنونية في اسعار المواد الغذائية والمحروقات ووصولها الى معدلات قصوى، مع غياب كلي لوزارة الاقتصاد ادى الى تبخر كل الاجراءات الحكومية وتقديماتها مصحوبة بتبريرات التجار عن ارتفاع الدولار الجمركي الذي لم يقر حتى الان، والحرب الاوكرانية والاف الاكاذيب، حيث يدفع المواطن وحده النتائج دون اي سؤال من كبار القوم الغارقين في الحصص الانتخابية، واذا لم يبادر الشعب الى محاسبة «جلاديه» في 15 ايار، عندها الازمة طويلة والجوع سيدق ابواب كل اللبنانيين…